أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أنه سيعمل على أن تفي البلدان والقطاع الخاص والسلطات المحلية بالتزاماتها التي قطعتها أمام دول العالم في قمة المناخ التي انعقدت خلال الدورة الرابعة و السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وذلك ابتداء من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ الذي سيعقد في ديسمبر بسانتياجو، شيلي، مؤكدا أن “تغير المناخ هو القضية الحاسمة في عصرنا”.
وتابع أنطونيو:”عندما يتعلق الأمر بحالة الطوارئ المناخية، “أمامنا شوط طويل لنقطعه، فأنا قلق من التهديدات التي يفرضها الاحترار العالمي، ما لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات العاجلة”، وأشار إلى أن “ملايين الناس، شبابا ونساء ورجالا، تجمعوا في جميع أرجاء العالم عشيةَ قمة العمل المناخي التي عقدتها الأمم المتحدة في سبتمبر، وخاطبوا قادة العالم بالقول “لقد أخلفتم الوعد..وهم على حق”.
وقال الأمين العام الذي أوضح أن الانبعاثات العالمية في ازدياد. ودرجات الحرارة في ارتفاع. وآثار ذلك على المحيطات والغابات وأنماط الطقس والتنوع البيولوجي وإنتاج الأغذية والمياه وفرص العمل وعلى حياة البشر في نهاية المطاف، هي آثار سيئة بالفعل بل وستزداد سوءا.
وذكر أنه قد شهد ذلك بأم عينه، بدءاً من الإعصار الذي ضرب موزامبيق، والإعصار الذي دمر جزر البهاما، ثم ارتفاع مستوى سطح البحر في جنوب المحيط الهادئ.
وأشار إلى أن قمة العمل المناخي “هى بمثابة نقطة انطلاق تضعنا على الطريق الصحيح قبل حلول المواعيد النهائية الحاسمة لعام 2020 التي حددها اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وقام العديد من القادة – من العديد من البلدان والقطاعات – بأخذ زمام المبادرة”.
وقد تشكل ائتلاف واسع – ليس فقط من الحكومات والشباب، ولكن أيضا من مؤسسات الأعمال التجارية والمدن والمستثمرين وهيئات المجتمع المدني – وتكاتفت فيه الأيدي من أجل التحرك في الاتجاه الذي يعدّ العالم في أمسّ الحاجة إليه لتفادي كارثة مناخية.
وعدد الأمين العام خطوات هامة اتخذتها الدول والقطاع الخاص، قائلا إن “هذه الخطوات كلها مهمة – لكنها ليست كافية”.فبحسب الأمين العام “إن أردنا أن نجنب عالمنا الوقوع في الهاوية المناخية، فثمة حاجة إلى قدر أكبر بكثير من العمل للاستجابة لنداء العلم وخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة ٤٥ في المائة بحلول عام ٢٠٣٠؛ والوصول إلى تحييد أثر انبعاث الكربون بحلول عام ٢٠٥٠؛ وتحديد ارتفاع الحرارة في نسبة 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. فهذه هي السبيل إلى تأمين مستقبل عالمنا”.واستشهد انطونيو بالعلم الذي يقر بأنه إذا استمرينا في مسارنا الحالي،قائلاً:” إننا نواجه زيادة في حرارة العالم بما لا يقل عن 3 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن، أوضح جوتيريش أنه لن أكون حيا عندئذ، ولكن حفيداته سيكُنّ على قيد الحياة، رافضا “أن أكون متواطئا في تدمير بيتهن الوحيد”.
وذكر أن الشباب والأمم المتحدة – وعددا متزايدا من قادة الأعمال، والممولين، والحكومات، والمجتمع المدني يحتشدون ويتحركون. ولكن نجاحهم يتوقف على قيام العديد من الجهات الأخرى باتخاذ إجراءات في مجال المناخ.مؤكداً انه”ما زال الشوط أمامنا طويلا. لكن الحركة قد انطلقت.”
Attachments area