احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2019 بيوم الأغذية العالمي 2019 الذي أقيم هذا العام بالقاهرة تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا.. نظم غذائية صحية من أجل #عالم_خالٍ_من_الجوع”، حيث تدعو احتفالات هذا العام إلى أهمية العمل لاتباع الأنظمة الغذائية الصحية، والتحرك بشكل أسرع وأكثر طموحاً بما يشمل جميع القطاعات لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة.
وأقيم الاحتفال تحت رعاية الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور السيد نصر الدين حاج الأمين، ممثل الفاو بمصر، ومشاركة عدد كبير من مسؤولي الفاو وممثلي منظمات الأمم المتحدة، وقيادات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومركز البحــــوث الزراعية ومركــز بحوث الصحــراء، والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والإعلاميين.
ذكر السيد نصر الدين حاج الأمين في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن السيد تشو دونج يو المدير العام لمنظمة الفاو:” أن يوم الأغذية العالمي هذا العام يؤكد على الرسائل التي تم الإشارة إليها في تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2019، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات لجعل النظم الغذائية الصحية في متناول الجميع وبتكلفة ميسورة تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا: نظم غذائية صحية من أجل #عالم خالٍ من الجوع”. وتدعو الحملة إلى تحرك أسرع وأكثر طموحاً يشمل جميع القطاعات لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة”.
وأكد حاج الأمين على أن الظروف والتحديات التي تواجهها مصر تقتضي ضرورة الانتقال إلى أنظمة غذائية أكثر استدامة، وضخ المزيد من الاستثمارات في الأنظمة الزراعية والغذائية، علاوة على زيادة الإنفاق على البحث وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية بهدف تعزيز الابتكار ودعم زيادة الإنتاج المستدام.
وفي كلمته، أكد الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لسوء التغذية عند الأطفال وخاصة بالقرى، وأن عدم اتزان الغذاء ونقص النشاط البدني يؤدى إلى زيادة معدل الوفيات، كما أن مشكله زيادة الوزن والسمنة أصبحت متواجدة فى معظم دول العالم المتقدم وكذلك الدول النامية على السواء.
وأوضح أن نسبة زيادة الوزن والبدانة ترجع إلى العديد من العادات الغذائية السلبية مثل الزيادة في تناول الأطعمة السريعة والمشروبات السكرية وبخاصه عند الأطفال والمراهقين وتخطى وجبة الفطور وتناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية بين الوجبات وبخاصه في المدرسة وارتفاع نسبه الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة خارج المنزل مما يعرضهم إلى الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة والمحتوية على سعرات حرارية عالية ومما يعقد المشكلة أيضا ازدياد الاعتماد على وسائل النقل الحديثة وزياده فترات الجلوس لمشاهده التليفزيون واستخدام الإنترنت وألعاب الكمبيوتر وقله حركه الناس والنشاط البدني” .
وأضاف أبو ستيت :” تبين من الأرقام التي كشفت عنها حمله 100 مليون صحه بأن نحو 19.7 مليون مواطن مصري يعانون من زياده الوزن وأن هذا يحتم علينا التحرك العاجل للوقاية والعلاج بوضع السلوكيات الصحية السليمة للمحافظة على الوزن الصحي والنشاط البدني في تعزيز الصحة ووضع نظم غذائية صحيه فهناك حاجه إلى تغذيه سليمه للمواطنين وليس الحصول على الطعام فحسب بل يعنى ذلك ضرورة تناول المزيد من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والألبان والمكسرات والبروتينات التي توجد بها نسب منخفضه من الدهون المشبعة كما ينبغي خفض نسب السكر والوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات والملح الزائد واللحوم المصنعة”.
وشدد الوزير على أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تبنت مهمه تطوير الزراعة المصرية وتطوير الأنماط الاستهلاكية لتحسين مستويات التغذية وزيادة نصيب الفرد من سلع الغذاء ذات القيمة الغذائية العالية وكذلك تطوير شبكات الأمان الاجتماعي وتقديم مواد غذائية ذات جودة معقوله إلى الأسر المستضعفة والفقيرة وخاصه النساء والأطفال لاستهلاك ما يكفي من الطعام الصحي والمغذى.
وأضاف أن تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2019 يشير إلى أن أعداد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم في تزايد. إذ لا يجد أكثر من 820 مليون شخص ما يكفيهم من الغذاء، من بينهم أكثر من 50 مليون شخص في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا، فيما تواصل معدلات زيادة الوزن والبدانة ارتفاعها في جميع المناطق، لا سيما بين الأطفال في سن الدراسة والبالغين.
وألمح الوزير إلى أن نظم الغذاء الحالية عاجزة عن ضمان الأمن الغذائي للجميع، أو توفير نظم غذائية صحية. وبهذا، تُسهم النظم الغذائية كذلك في التدهور البيئي، بسبب الطريقة التي تعمل بها نظم الغذاء حالياً، بدءً من الإنتاج الزراعي ووصولاً إلى التصنيع ومن ثم البيع بالتجزئة، حيث يتسبب الإنتاج المكثف للأغذية، إلى جانب تغير المناخ، في فقدان التنوع البيولوجي بسرعة. واليوم، ليس هناك إلا تسعة أنواع نباتية تمثل 66% من إجمالي إنتاج المحاصيل، على الرغم من حقيقة أنه على مر التاريخ تم زراعة أكثر من 6000 نوع من الأغذية. ويعد وجود مجموعة متنوعة من المحاصيل المختلفة أمراً حاسماً لتوفير نظم غذائية صحية وحماية البيئة”.
وشدد على أن سوء التغذية يمثل بجميع أشكاله مشكلة منتشرة في جميع أنحاء العالم، ويفرض تكاليف اقتصادية واجتماعية مرتفعة غير مقبولة على جميع البلدان، حيث ُيقدر تأثيره على الاقتصاد العالمي بنحو 3.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً. وهذا دليل واضح على أن نظامنا الغذائي الحالي غير مستدام. وقال: علينا أن نغير تركيزنا من إنتاج كميات أكبر من المواد الغذائية إلى إنتاج مواد غذائية صحية.
وقد تخلل الاحتفال بيوم الأغذية العالمي 2019، عرض عدد من التنويهات الإعلامية لتحسين التغذية، ، كما تم افتتاح معرض لإصدارات ونشرات الفاو على هامش الاحتفال.