كشف السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن اجتماع الخرطوم المنعقد حاليًا فى العاصمة السودانية، والذى يستمر لمدة 4 أيام متتالية، يأتي بعد تعثر المفاوضات بين الجانبين المصري والأثيوبي بخصوص سد النهضة. و قال ان عدم الرضا المصري من مماطلة المفاوضات التى يتبعها الجانب الاثيوبي لم يخرج عن الاطار الدبلوماسي والجانب الاعلامي. ويشير السفير “رخا” ان الطرح المصري ينحصر فى الاستجابة لمطالب المكتبين الفنيين الذى تم تشكيلهما بموافقة ومباركةالدول الثلاث منذ ثلاث سنوات، ولكن لم تستجب اثيوبيا للرد على أسئلة واستفسارات المكاتب الفنية بدون مبرر واضح، الأمر الذى نشأ عنه تأخر التقرير المنتظر من المكتبين عن الآثار الاقتصادية والمائية والبيئية والفنية للسد، ويأتى الأمر الثاني لعدم الرضاالمصري من الجانب الاثيوبي والخاص بمفاوضات السد، وهو المطلبين الأساسين لمصر: الأول خاص بفترة ملء السد فى المرحلةالأولى وهى المرحلة التى سوف تؤثر على تدفق المياه والذى يصر الجانب الاثيوبي ان تكون فى حدود من 3الى 4 سنوات، بينما مصر ترى انه يجب ملء السد فى خلال 5 الى 7 سنوات مع مراعاة فى حالةالفيضانات المنخفضة ان يؤجل التخزين للعام التالي، مضيفًا ان المطلب الثاني يأتى بمشاركةمصر فى المتابعة فى ادراة مياه السد علىمدار سنوات الملء. وهذه المقترحات التى تم طرحها فى آخر اجتماع عقد فى القاهرة منتصف سبتمبرالماضي لم تلق تجاوبًا من الجانب الاثيوبي، بل رفضها ولم يتم ادراجها على جدول أعمال الاجتماع. وأكد “رخا” ان الأمر أصبح استفزازي من حيث تعنت ومماطة الجانب الاثيوبي بالرغم من مصداقية مصر فى تأكيدها دائمًا فى كافة الاجتماعات الدولية انهاليست ضد التنمية التى تتبعها اثيوبيا، بل ان مصر أعلنت انها على أتم استعداد ان تقدم خبراتهاوتساهم فى بناء السد وفى تجهيزات محطات الكهرباء، وتشارك ايضًا فى عمليات الربطالكهربائي للدول الأخرى وتصدير الكهرباء من اثيوبيا. ولفت “رخا” ان مصر بدأت فى الآونة الأخيرة اللجوء الى اجراء اتصالات بالدول التى لديها استثمارات مباشرة مع اثيوبيا لتلعب دورًا وسيطًا مع اثيوبيا لإقناعها بالمطالب المصرية المشروعة، وهذا يجري عن طريق القنوات الدبلوماسية بعد ان تأكد لدى مصر ان سياسية الغرف المغلقة لم تعد مفيدة، الأمر الذى دعا الرئيس “السيسي” الى إثارة القضية أثناء خطابه فى أكبر محفل دولي بالأمم المتحدة، وايضًا اجرى الرئيس مباحثات مع نظرائه الأفارقة فى هذا الشان. وأشار “رخا” ان اجتماع الخرطوم يبدأ من حيث انتهى اجتماع القاهرة، وسوف تطرح فيه كافة المقترحات المصرية ومناقشة تصريحات كلام وزيرالرى والمياه الاثيوبي الذى صرح ان مصر ترفض ملء السد نهائيً،ا وهذه التصريحات تثير الشكوك فهل هى تعبرعن موقف حكومته؟ وفى هذه الحالة لم يختلف موقف الحكومة الجديدة عن موقف رئيس وزرائها السابق. واكد “رخا” انه فى حالة عدم التوصل الى حلول مرضية سوف يسفر عنه اجتماع سداسي اوتساعي. وأضاف “رخا” نحن نأمل خيرًا ان تخرج المفاوضات بحلول ترضي جميع الاطراف.واكد “رخا” ان مصر تراعي علاقتنابالأخوة الأفارقة لذلك تلجأ الى اتخاذ مواقف تدريجية وتتبع سياسية النفس الطويل تجاه تعنت الجانبا الاثيوبي فى مفاوضات سد النهضة، أملًا أن تستطيع ان تصل معهم الى حل يرضي الجميع