نظمت جمعيّــة الآثار القبطيّـــة محاضرة بعنوان :” الأديرة القبطية فى القرن الرابع ظروف النشأة والتكوين”، القاها الدكتور عادل فخرى وكيل معهد الدرسات القبطية بحضور العديد من الباحثين والمهتمين بالآثار والدرسات القبطية .
بدأت المحاضرة بالترحيب من الأستاذ نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الآثار القبطية نيابة عن المهندس واصف بطرس غالي رئيس جمعية الآثار القبطية، بالحضور وبدء فاعليات فترة جديدة من المحاضرات ثم قام الاستاذ صبحى عبد الملاك الباحث وعضو جمعية الآثار القبطية بتقديم الدكتور عادل فخرى.
والذى قال فى بداية كلمته يعتبر القرن الرابع من أهم القرون فى تاريخ المسيحية، ففيه أعلنت المسيحية كديانة مسموح بها، وعقدت المجامع المسكونية الهامة، وظهرت الاديرة والنظام الديرى بأنواعه المختلفة، وقد أثر فى نشأة الدير وبناءه واختيار المكان المناسب لذلك عدة عوامل، أهمها نظام النسك والفكر الرهبانى الحاكم لذلك، وطريقة المعيشة والحياة اليومية ثم اختيار المكان المناسب وتهيأته، ولاشك أن الحصول على احتياجات الحياة اليومية وسهولة الوصول إلى المكان، ولا شك أن طبيعة المنطقة القت بظلالها على التوزيع الجغرافى للأديرة وطبيعة العمران والمنشاّت، كما يظهر فى عمارتها وآثارها وكذلك فى بعض اقوال اباء الرهبنة الأوائل.
وجاء أول ذكر لكلمة راهب (موناخوس) فى الوثائق كمصطلح متعارف عليه ولا يحتاج إلى شرح فى بردية من منطقة كارانيس بالفيوم(كوم اوشيم).
وهى عبارة عن التماس يعود الى تاريخ 6 يونيه 324 م، حيث ذكر الشماس انطونيوس أن الراهب اسحق انقذ مقدم الالتماس اوريليوس ايسيذوروس من الموت نتيجة الاعتداء عليه.
ربما كان مصطلح موناخوس فى بدايته كما يشير بعض الدارسين مرتبط فقط بمفهوم “كبح النفس، وضبط النفس والبتولية” وليس العزله فى الصحراء،
وجاء ايضا مصطلح موناخوس بمعنى الانسحاب او التقاعد تم استخدامها فى مراسلات القرن الرابع بمعنى الراهب، الأخيرة جاءت عن السيد المسيح فى مر 6 : 46 وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. (اعتزل فى الجبل)
لو 14: 33 فَكَذلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.
وفى عظة ق كيرلس الاورشليمى على العماد (ميستوجاجيا) بنفس المعنى عن جحد الشيطان واعتزاله.
وأشار الدكتور عادل فخرى الى محفزات الرهبنة، حيث حددها فى
الشخصيات الكتابية: انبياء العهد القديم: ايليا واليشع، العهد الجديد: يوحنا المعمدان – السيدة العذراء – مثل العذاراى الحكيمات – القديس بولس الرسول.
كتابات للأباء: عظه منحوله لأكليمندس السكندرى عن التبتل أو العذرية وهى فى مرحلة ما قبل ظهور الرهبنة مباشرة ربما بدايات ق 3 .
وعرف الدكتور عادل فخرى معنى الصحراء والتعامل معها فقال الصحراء تعنى الشجاعه عند انطونيوس وباخوميوس على ارتياد الصحراء والمقابر، فمعظم الاستكشافات فى مصر الوسطى والعليا ارتبطت بمناطق المقابر ، حيث تفتح المعابد الجنائزية ابوابها على الصحراء الخالية، فكثير من الاديرة كانت اعادة تهيئة المكان أو اعادة التكيف مثل دير الانبا ارميا بسقارة وكهوف مناطق المنيا فى ابو حنس ووادى سرجه و منطقة غرب طيبة فى الدير البحرى وقرنة مرعى غيرها.
وفى هيرموبوليس رأينا المعبد الذى سقطت فيه الأصنام على وجوهها على الأرض عند دخول المخلص المدينة.
اما عن طبيعة البيئة فى القرن الرابع الميلادى، أضاف الدكتور عادل فخرى فى خاتمة زيارة الرهبان السبعه فى الهيستوريا موناخورم (هستوريا موناخورم – أي التاريخ الرهباني لمصر – تعريب الأب الدكتور بولا ساويرس)، ذكروا كثير من المخاطر ابسطها كانت الأشواك والطرق الصعبة وكذلك تداعيات فيضان النيل الكثيرة، حيث جاء فى النص “وفى المرة السابعه كنا فى بحيرة ماريوتيس من حيث يستخرج البردى، عندما تهنا فى جزيرة صحراوية صغيرة وظللنا فى العراء لثلاثة ايام وثلاث ليال فى امطار وعواصف تعصف بنا اذ كان موسم الغطاس، اما فى المرة الثامنة فالقصة غير ضرورية ولكنها نافعه، ففى طريقنا الى نيتريا مررنا بمكان كانت فيه فجوة فى الارض مملوءة بالمياه، وكان عدد من التماسيح قد دخل الى هناك عندما ازدادت مياه الفيضان عن الاراضى الربفية المحيطة، وكان هناك ثلاث تماسيح كبيرة متمددة على حافة البركة، فذهبنا لنتطلع الى الوحوش ظانين انها ميتة، وفجأة اندفعت بقوة نحونا، فدعونا المسيح بصوت عال صارخين “ايها المسيح اعنا” فأستدارت الوحوش كما لو كان ملاكا قد اداراها ومرقت الى المياه، فأنطلقنا الى نتريا راكضين…..”
وأشار الدكتور عادل فخرى للمصادر التاريخية لمنطقة كيليا فقال
أنقسمت الرهبنة في هذه المنطقة إلي ثلاثة مراكز هامة : المركز لأول هو منطقة نتريا والمركز الثاني هو منطقة القلالي و المركز الثالث هو منطقة الأسقيط، فلقد زار هذه المنطقة عدد كبير من الرحالة نذكر منهم الأب “يوحنا كاسيان ” الذي زار المنطقة حوالي عام 390/400 م، كذلك الرحالة “بلاديوس ” الذي زار المنطقة خلال الفترة من 388 – 399 م، كذلك زار المنطقة القديس “جيروم ” وكان ذلك عام 381م، كما زارها أيضا الرحالة “روفينوس ” وكان ذلك حوالي عام 371م ومما قاله عن هذه المنطقة ” يعيش في هذه المنطقة ( أي منطقة القلالي ) خمسة آلاف رجل بطرق حياة متنوعة ؛كل يعيش حسب قدراته واشتياقاته ؛ فيسمح للشخص أن يعيش منفردا أو في شركة مع الآخرين .
واسرد الدكتور عادل فخرى أسماء عديدة لمنطقة القلالى وموقعها فقال
عرفت هذه المنطقة بأسم “نيري” في المصادر اليونانية واللاتينية ومعناها “القلالي “، كما وردت بأسم “”البرنوجي” في المصادر القبطية ؛ أما الاسم العربي لهذه المنطقة فهو “المني” من الكلمة اليونانية “موني” ومعناها “قلاية أو مغارة للتعبد والصلاة ” ومنطقة كيليا حاليا هى المنطقة الواقعة بين بلدتي ابو المطامير وحوش عيسي شمالا وبلدة الدلنجات جنوبا وهي المنطقة الواقعة بين دمنهور ووادي النطرون (حوالي 15 كم جنوب مدينة دمنهور )، ولقد ظلت هذه المنطقة طي النسيان حتي جاءت زيارة ايفلين هوايت للمنطقة نحو عام 1930 فبدأ إلقاء الضوء قليلا علي هذه المنطقة، ثم جاءت أبحاث العالم دي كوسون الذي عاين المنطقة عام 1936 ثم قام بعمل حفائر فيها ثم جاءت حفائر عالم القبطيات الفرنسي “انطوان جيلمون ” عام 1964، الذي وجه نداءا عالميا لجميع المتخصصين مظهرا قلقه من الخطر الذي يهدد المنطقة من جراء إستصلاح الأراضي بغرب النوبارية .
وفي العام التالي مباشرة (أي عام 1965 ) بدأ فريقين من الآثريين العمل في هذه المنطقة ؛الفريق الأول هو المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ؛ أما الفريق الثاني فهو البعثة الآثرية التابعة لجامعة جنيف بسويسرا ؛ وتم حصر حوالي 1500 قلاية من بينهم نحو 1000 قلاية سليمة تغطي مساحة قدرها 16 كم2 في تجمعات مكثفة وتجمعات أخري علي مساحات مفتوحة تقدر ب 100 كم 2 .
تأسيس القلالى (كيليا) وذكر الدكتور عادل فخرى قصة تأسيس منطقة القلالي، حيث جاءت على يد القديسين الأنبا انطونيوس والأنبا أمون ؛ولقد ورد ذكرها في كتاب يعرف بأسم آباء الصحراء ؛ ونصها مترجم كالتالي ” في أحد الأيام جاء القديس الأنبا أنطونيوس ليزور الأنبا آمون في جبل نتيريا وبعد أن تقابلا ؛ قال الأنبا آمون للأنبا أنطونيوس : ببركة صلواتكم قد تزايد عدد الأخوة الرهبان لدرجة أن بعض منهم يريد أن يبني لنفسه مسكنا في مكان أبعد لينعم بالمزيد من الهدوء، فما هي المسافة التي تأمرون بها بين القلالي المستقلبية والموجودة حاليا ؟ فأجاب أنطونيوس قائلا :لنأكل الساعة التاسعة (ما يقابل الثالثة ظهرا حاليا ) وبعدها نخرج لنقطع الصحراء معاينين مكانا صالحا، وعنئذ مشيا في الصحراء حتي غروب الشمس .
فقال الأنبا أنطونيوس للأنبا آمون :فلنصل وننصب صليبا في هذا المكان للذين يرغبون تأسيس قلاليهم الجديدة ؛هكذا فان رهبان نيتريا عندما يأتون لزيارة أخوانهم في كيليا يكون قد أكلوا طعامهم في الساعة التاسعة وبالمثل للذين في هذا المكان الجديد يحيث يستطيع كلاهما أن يتزاورا بكل سلام “” .كما قال عنها سوزومين ”
وهناك مكان اخر على مسافة عشرة اميال اخرى فى الصحراء يدعى كيليا بسبب عدد القلالى المتناثرة فى البرية.
فى هذه الصحراء الشاسعه كانت هناك مسافات بين القلالى بعضها البعض حتى ان أى واحد لا يقدر ان يرى أو يسمع الاخر.
فقط فى يومى السبت والأحد يتجمعون معا فى الكنيسة، بعضهم يأتى من مسافة ثلاثه أو اربعة اميال، وليس هناك أى سبب اّخر يجعل أى واحد يجرؤ على كسر صمت جاره.
ويضيف الدكتور عادل فخرى عن الخدمات التى كانت متاحة فى الأماكن
يقول المؤرخ روفينوس: يوجد سبعة خبازين في المنطقة يخدمون احتياجات هؤلاء الرجال واحتياجات المتوحدين في البرية القاحلة البالغين عددهم ستمائة متوحد ؛ وقد تغلغلت أنا إلي أعماق البرية الداخلية حيث توجد كنيسة عظيمة ؛وبجوارها ثلاث نخلات ؛وبجوار الكنيسة يوجد بيت ضيافة حيث يستقبل الضيوف القادمين لزيارة القلالي حتي يرحلوا بكامل حريتهم ؛ويسمح لهم أن يقضوا أسبوعا بلا عمل ؛أما بعد ذلك فيلتزمون بالعمل أما في الحقل أو المخبز أو المطبخ .وإن كان الضيف شخصا هاما يعطونه كتابا ولا يسمح له بالحديث مع أحد قبل الساعة السادسة ( ما يقابل الساعة الثانية عشر ظهرا حسب التوقيت الحديث ). وفي وقت الساعة التاسعة (مايقابل الثالثة ظهرا حاليا ) يمكنك أن تقف لتسمع صلوات التسبيح تصدر من كل مسكن ؛حتي ليعتقد الإنسان أنه أرتفع إلي الفردوس ؛وهم يجتمعون في الكنيسة في أيام السبوت والأحاد فقط . ويوجد ثمانية كهنة يخدمون الكنبسة ؛ والكاهن المكلف بالخدمة (صلوات القداس الإلهي) لايشترك كاهن آخر معه الصلاة ؛ولا يعظ ولا يتقبل أعترافات وإنما يجلس الكل معه صامتين ؛ وإذا حدث وتخلف أحد منهم عن صلاة القداس يدركون في الحال أنه قد منعه عن الحضور عائق جسدي شديد .فيذهبون جميعا لزيارته ؛ليسوا معا في وقت واحد ولكن في أوقات مختلفة وكل راهب يأخذ معه ما قد يراه نافعا للمريض . ولا يجرأ أحد لأي سبب كان علي إزعاج جاره ما لم تكن زيارته لتقويته بالكلمة “أي بوعظه وإرشاده”.
ولقد أستمرت هذه المنطقة عامرة بالرهبان لعدة قرون ؛فلقد جاء ذكرها في مخطوطة تكريس هيكل الانبا بنيامين البطريرك ال 38 من بطاركة الكنيسة القبطية الآرثوذكسية ؛فعندما ذهب لتكريس هياكل الكنيسة بدير أبو مقار فى شتاء عام 645 – 646 م ؛مكث الآب البطريرك عند قدومه من الإسكندرية لمدة يومين في منطقة القلالي؛ ثم أوصله بعض الرهبان إلي دير الأنبا مقار . كذلك يشير تاريخ البطاركة أيضا أن هذه المنطقة كانت عامرة بالرهبان في القرن الثامن الميلادي ؛ وتذكر بعض المصادر الإسلامية أنها ظلت عامرة حتي القرن الحادي عشر .
يذكر تاريخ البطاركة ان فى القرن السابع زارها يوحنا اسقف صا ورد بعض الرهبان من بدعة البرصنوفيين، ذكر المنطقة بعض مؤرخى المسلمين ففى القرن التاسع ذكر اليعقوبى توقف حركة الرهبنة وفى القرن الحادى عشر يذكر البكرى ان الأطلال تغطى المكان المهجور مع وجود بعض الرهبان ولا يذكرها المقريزى فى القرن الخامس عشر.
وشرح الدكتور عادل فخرى للحضور نظام البناء المعمول بة فى هذة الفترة
فقد كانت المواد اللاصقة أو المونة من الرمال المخلوطة بالطين وتضرب القوالب في بعض الأحيان علي هيئة قوالب طوب صغيرة. ولقد انقسمت القلالي من حيث مساحتها إلي ثلاثة أنواع : النوع الأول وهو الصغير ولا يتسع إلا لراهب واحد ؛ والنوع الثاني وهو المتوسط ويتسع حتي خمسة رهبان ؛ أما النوع الثالث والأخير وهو الأضخم فيتميز بوجود قلاية لشيخ كبير في الجزء الشمالي الغربي ؛ وبقية قلالي التلاميذ الصغار في الجزء الجنوبي، والأسلوب المميز لعمارة القلالي في منطقة كيليا هو القباب المنخفضة والتي أطلق عليها العلماء المتخصصون ظهر السلحفاء .
أما عن الإضاءة فلقد أكتشف العلماء بعض الفتحات في سقف القلاية وكانت تغطي بالزجاج الشفاف الذي يعكس الضوء ؛كذلك ايضا أكتشف العلماء فتحات أخري خاصة للتهوية وتلطيف درجة حرارة الجو . أيضا أكتشف العلماء في هذه القلالي بعض النصوص الجدارية.
وهناك ابا يدعى أمونيوس كانت له قلالى مشيدة جميله بفناء وبئر وأشياء ضرورية أخرى.
جاء اخ يتوق الى الخلاص امره ألا يترك القلالى حتى يجد له قلاية تناسبه وترك له كل ما كان يملكه مع القلالى ذاتها وسكن فى قلاية صغيرة على مسافه بعيدة.
وإذا جاء اليه كثيرون يرغبون فى الخلاص كان يدعو سائر الجماعة، ويعطى الطوب لواحد والماء لاّخر وينهى القلالى الجديدة فى يوم واحد.
وهناك مثال اخر حيث نظم أور رهبانه عندما اتو ليعيشوا بالقرب منه “فقد استدعى جميع من كانوا يعيشون بالقرب منه وبنى لهم قلالى فى يوم واحد فكان احدهم يناوله الملاط واّخر الطوب، وثالث يجلب الماء ورابع يقطع الاخشاب، وعندما كملت القلالى كان يتابع هو بنفسه احتياجات الوافدين الجدد، ومثل هذا الفريق من العمل كان على مايظهر معتادا ايضا فى نتريا.
زخارف القلالى كانت القلالى تزخرف برسومات واشكال عديدة مثل السفينة رمز السلامة والامان فى البحار وايضا فلك نوح رمز الخلاص والامان وحبل الشراع والوتد والاسد.
وقال أبا إيفاجريوس: ”ذهبت لمقابلة أنبا مقار بينما كانت تعصف بي الأفكار وأوجاع الجسد، وقلت له: ’يا أبي، ُقل لي كلمًة أحيا بها‘، فقال لي: ’اربط حبل الشراع في الوتد، وبواسطة نعمة ربنا يسوع المسيح ستعبر السفينة على الأمواج الشيطانية فقلت له: ’ما هي السفينة؟ وما هو الحبل؟ وما هو الوتد‘؟ فقال لي: ’القارب هو قلبك فاسهر عليه، والحبل هو ذهنك فاربطه بربنا يسوع المسيح الذي هو الوتد الذي له السلطان على كل الأمواج الشيطانية التي تحارب القديسين.
وقال أنبا مكاري الكبير: ”كما أ ّن الربان هو الذي يوجه الدّفة ويظل مضطربا من أجل السفينة وحمولتها حتى يوصلها إلى الميناء؛ هكذا الأب الروحي الذي له أبناء ويحمل هم خلاصهم، لأ ّن الربان لا يكون أبدا بدون هم لأجل السفينة
وعن الأسد
“أصحوا واسهروه لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو”
قال أنبا بيمين : ”عندما قاتل داود النبي الأسد أمسكه من حنجرته وقتله في الحال، فإذا أمسكنا أنفسنا من الحنجرة والبطن فسنغلب – بمعونة الله – الأسد غير المرئي.
وقال القديس يؤنس القصير: ”أي حيوان أقوى من الأسد؟ ومع ذلك فمن أجل شهوة بطنه يقع في الفخ فتبطل كل قوته ويصير هزءًا للناس؛ هكذا الراهب إذا ضيع قانونه وتبع شهوته أهلك وقاره وصار هزءًا لكل أحد
وقال مكاريوس الكبير «قلوب الكاملين اكثر شجاعه من قلوب الاسود».
ويقول الدكتور عادل فخرى عن االطعام الذى كان يقتات به
الخبز الجاف والاعشاب الخضراء، ويتكون الخبز من ارغفه صغيرة تدعى “بقسماط” أى الخبز الجاف تزن حوالى 12 أوقية (فى مصر حوالى 34 جرام) ويمكن تخزينها.
يخبرنا بالاديوس ان الخبزه 6 أونس وأن خبزتين كافية جدا فى اليوم
وغالبا ما يصنع الخبز من القمح ، ولكنه في بعض الأحيان الشعير أيضا بالشعير والعدس و يستخدم دقيق الحمص.
وقد يزرع الناسك حديقة صغيرة بأى خضروات من اجل الزائرين وربما كانت تملح، وقد رأى الزائرون فى نتريا خبزا طازجا وكان الرهبان الباخوميون يأكلون حساء وخبزا وزيتونا والحبوب، وكان الماء هو المعتاد فى الشرب وفى بعض الاحيان النبيذ.
و عندما اتى الاب أور لم يكن هناك نبته خضراء واحدة … ولقد زرع حتى لا يضطر الاخوة الذين تجمعوا حوله لحاجة ما، وقد تمت دراسة النظام الغذائى فى دير يوحنا القصير:
من خلال النصوص و من خلال بقايا الطعام و من خلال الدراسة الاثنوغرافية الحديثة وتعليقات الرحالة الأجانب، فاتضح ان أهم البقايا: بقايا أعلاف الماشية, رجلة الزهور, الخبيزة قرنفليات, حلبة فوليات, القتاد الأشعث فى مصر الفصيلة البقولية, الفصة السوداء “اللوبيا”_الفوليات .
بقايا بذور وخضروات اثناء اعداد الطعام: القمح والعدس والبازلاء والفول والكروم والبلح وبقايا حبوب القطانى و الجلبان و قشور الفول النابت و تخزين رطب للحبوب لطبخها (البصارة والفلافل).
وفى منطقة دير البرشا وابو حنس ومن تحليل قوالب البناء المصنوعه من الطمى وملاط الجدران فى القرن الرابع الى القرن الثامن اتضح وجود بقايا شعير وقمح مدروس , بقايا الفجل لأنتاج الزيت, شعير مقشر, العدس البازلاء التين العنب النخيل شوكة المسيح (السدر الشوكى), بذر الكتان, القرطم أو العصفر, شمام أو الخيار, الحنظل – البطيخ, روزماري أو اكليل الجبل, قشر قمح, النبق, خردل برى.
واختتم اللقاء بالعديد من المداخلات الهامة والإجابة على العديد من الأسئلة والاستفسارات التى اجاب عليها الدكتور عادل فخرى، واخذ العديد من اللقطات التذكارية للحاضرين مع الدكتور عادل فخرى .