للمرة الثانية على التوالى يواصل الباحث إسحاق الباجوشى الباحث فى التاريخ والأثار والمخطوطات القبطية الحديث عن كيفية تحقيق المخطوطات بمركز “بى لمباس” بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد
بدء اللقاء بصلاة إفتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس ثم رحب نيافتة بالحضور الكريم وقام المهندس أشرف موريس منسق اللقاءات بالمركز بتقديم الأستاذ إسحاق الباجوشى.
حيث قام الباجوشى فى البداية بالقاء الضوء على أنظمة التحقيق للمخطوطات وحددهم فى خمسة أنظمة وهى:
أولا : نظام القرن الـ ١٩ وهو عبارة عن الإعتماد علي نسخة واحدة وهو نشر غير نقدي بالمرة أو بوضع آيات مدعمة فقط بالهوامش ويمكن التحقيق علي مخطوطات أخري وكان أول نص مخطوط محقق كان علي يد الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي نشر الأناجيل الأربعة باللغة القبطية و يمكن فية وضع تعليقات فقط علي النص بالهوامش وأيضا يمكن عمل نص سهل القراءة وعدم بناء النص وعدم مقارنة النص مع نصوص أخري
ثانيا : نشر المخطوط علي النظام الألماني بوضع النص كما هو ولكن مقسم إلي فقرات وأهم مميزات هذا النظام هو وضع النص كما هو ولكن يعاب علي هذا النظام إنه يحمل القارئ إستنتاج معرفة قراءة النص وطول الوقت وخبرة التعامل مع النص
ثالثا : النظام الثالث وهو مسجل بإسم الكاتب صلاح الدين المنجد الدمشقي وهو عبارة علي تصليح النص الأصلي بالتسجيل والإملاء وقد أستخدم هذا النظام كثيرا فهو سهل القراءة وغالبا يكون النص متضخم وطويل.
رابعا: يتم فى هذا النظام وضع الكلمة المصححة بين قوسين داخل المتن المكتوب ولكنه يعاب على هذا النظام عدم التحقق من النص بالقدر الكافي.
خامسا: فى هذا النظام يتم وضع الكلمة المصححة في النص ووضع الخطأ في الهوامش مع توضيح قليل بالهوامش مع وضع الشواهد الكتابية.
ويضيف الباجوشى بإنه في الألف الثانية للميلاد ظهرت نصوص ليتورجية من نهرين قبطي وعربي يتم التحقيق فيه علي معيار ما إذا كان النشر له سمة شعبية سهلة أم نقدية دراسية.
وعن خطوات التحقيق للمخطوطات كما رآها الأب وديع أبو الليف يقول الباجوشى يتم فى البداية أولا: إختيار النص وتحديد أماكنها من خلال فهارس جورج جرافث والأب أثناسيوس المقاري.
ثانيا : تحديد رمز أبجدي لكل مخطوط سيتم المقارنة بينهما.
ثالثا :يجب كتابة النص المصور من المخطوط ويجب أن نعلم أن أي نص يحوي أخطاء مختلفة ولكن يجب إعادة كتابة النص المصححة الخالي من الأخطاء، ثالثا يجب عند كتابة الحواشي في الهامش ،بوضع علامات دالة
مثل + ، – ، ×، ×+
رابعا :يجب الرجوع لبعض المخطوطات الأخري لتأكيد فكرة النص والإشارة بذلك في الهامش.
خامسا : يجب النظر في ناسخ أو مؤلف المخطوط والتعريف به ويجب تخريج النصوص المقتبسة من الكتاب المقدس أو كتابات الآباء والتأكيد علي عنوان المخطوط بالمقارنة مع النسخ الأخري ومعرفة الكلمات غير العربية من أصل سرياني أو قبطي أو عبري أو يوناني ويجب عمل التشكيلات للكلمات المكتوبة،وأخيرا إعداد مقدمة علي النص.
وأشار الباجوشى لقيام الأرشيدياكون حبيب جرجس بعمل مركز لنشر المخطوطات كان رائدهم القمص إبراهيم إبراهيم بحارة الشرايين وهو خريج بإكليريكية مهمشة وكان يسكن بمنطقة مهمشة ونشر مخطوطة يوحنا ذهبي الفم في عشر مقالات لتفسير رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل العبرانيين.
واخير إستعرض الباجوشى بعض التوصيات الهامة فى كيفية تحقيق المخطوطات منها:
+الحاجة الهامة والملحة إلي فهرسة وتحقيق المخطوطات.
+عدم فصل الأصل من النص باللغة الأصلية عن النص المراد تحقيقه.
+الحفاظ علي ما تملكه من مخطوطات مستعملة في الصلوات لأهميتها في تحقيق المخطوطات.
+يجب الرجوع للاخصائيين في اللغة المكتوب بها النص لعدم الخطاء في تحقيق النص بطريقة صحيحة.
وإختتم اللقاء بمداخلات هامة من الباحثين والحضور الكريم حيث قام القمص يسطس فانوس الباحث والكاهن بإيبارشية شبين القناطر والدكتور لؤى محمود مدير مركز الدرسات القبطية بمكتبة الإسكندرية بمداخلات هامة أثرت الحديث عن تحقيق المخطوطات، كما أجاب الأستاذ إسحاق الباجوشى على العديد من الأسئلة والإستفسارات فى جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم.
ومن المعروف أن مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل ، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث فى مجال القبطيات ،بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية ، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة ، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس وسيحاضر نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقي القبطية ، وتاريخ الرهبنة ، والمخطوطات ويقيم المركز محاضرة شهرية تقام فى الساعة السادسة والنصف من الجمعة الأولي من كل شهر.