تعلمنا الكنيسة أن نصلي بكلمات أبينا دواد النبي والملك (إلهنا ملجأنا) في صلاة الساعة الثالثة من كل يوم، ففي مرات كثيرة نشعر أن الأمور تسير على عكس ما نريد، وربما تواجهنا الضيقات والمتاعب والآلام، وقد نشعر أن الأبواب أمامنا صارت مغلقة وليس لنا عون وليس لنا قوة لنواجه كل هذه الضيقات.
في مثل هذه الظروف ووسط لحظات الضيق والترك تسندنا كلمات أبينا داود النبي(إلهنا ملجأنا) فالبعض يتخوف من أحداث الحياة المؤلمة ولكن أولاد الله يطمئنون لأن الله يعمل .. فبماذا نؤمن وماذا نقول وماذا نعمل ؟
• إلهنا ملجأنا وقوتنا: الملجأ يحتضن الكبير والصغير، ويحتضن من ليس له مأوى ومن يتعرض للمخاطر، فعندما تواجهنا ضغوط الحياة، ولا يستطيع العالم بكل قوته أن يمنحنا الملجأ، يصير الله بذاته لنا ملجأ وليس فقط ملجأ بل يمنحنا الله بالأكثر قوة ومعونة وسند لمن هو بلا سند أو بلا قوة.
لا نخاف فمن أكثر مشاكل الإنسان هي أن يستسلم لمشاعر اليأس أو الخوف أو الألم أو القلق لذلك تؤكد كلمات المزمور أن معونة الله لنا تحفظنا بلا خوف. حتى إن تزعزعت الأرض – وهي إشارة إلى اهتزاز كل ما يمكننا ان نستند عليه سواء من أموال أو ممتلكات أو معونة بشرية أو أهل أو أصدقاء – وانقلبت الجبال – وهي إشارة لفقدان معونة القيادات أو أصحاب السلطان – فحتى إن فقدنا معونتهم يجب ألا نخاف.
• مجاري الأنهار تفرح مدينة الله: هذا هو وعد الله أن مجاري الأنهار التي هي قنوات كل نعمة إلهية، كأسرار الكنيسة وكلمات الكتاب وسير الأباء كلها تفرح قلوبنا التي هي مدينة لله.
فهذا هو وعده أن الله رغم كل ضيق يقدسنا ويسندنا ( لقد قدس العلي مسكنه) ولذلك فقد وعد ألا يتركنا (الله في وسطنا) فهو في وسط حياتك يثبتك وسط الضيق (فلن تتزعزع) ويمنحك سلاماً مهما اضطربت الظروف من حولك، فهو معك لينصرك على كل شدة (ناصرنا هو إله يعقوب) فالله الذي قبل يعقوب رغم كل ضعفاته ولم يعامله بحسب ضعفه بل أعانه وحفظه من كل شر واعطاه بركة ونصرة وفرح حياته بالبركات المادية وبالبنين هو نفسه الذي يمنحنا القوة رغم ضعفاتنا وخطايانا.
• ينزع الحروب إلى أقاصي الأرض: الله في وسط الضيق يمنحنا السلام (يسحق قسيهم.. ويكسر سلاحهم.. ويحرق اتراسهم) ففي كل الحروب التي تواجهك لا تضطرب فهو كلي القدرة قادر أن ينزع هذه الحروب.. كيف؟ قد لا نعلم.. فهو قد يسحق أو يكسر أو يحرق.. أما نحن فلا ندري سوى أنه هو إلهنا الذي نطلبه فينجينا.
هذا عن عمل الله معنا وسط الضيق.. فماذا عن دورنا نحن ؟
• هلموا فانظروا أعمال الرب : الله لا يتوقف عن العمل فهو يعمل معنا كما عمل مع كل رجاله من قديم الأزل وحتى اليوم فالله الذي صنع عجائب مع يوسف وأيوب وموسى وجدعون ودانيال والفتية الثلاثة، هو حتى الأن يعمل معنا، علينا أن نتذكر أعماله في حياة رجاله عبر العصور وفي حياتنا فهذه تقوينا وتحفظنا وتجعلنا مطمئنين .
• ثابروا واعلموا إني أنا هو الله: لنثبت إذا في إيماننا بإلهنا . ونثق أنه هو ينقذنا فهو الذي له السلطان على كل الأمم (ارتفع في الأمم وأتعالي في الأرض) وكلمة “ثابروا” تحثنا على الاجتهاد في حفظ الوصية وفي النقاوة وفي حياة القدوة وفي سلوكنا بحسب مشيئة الله.. الطالب يجاهد والتاجر يجاهد ونحن يجب علينا أن نجاهد في توبتنا ومحبتنا ونقاوتنا والثبات في إيماننا بأن الله لا يتركنا.
• أمنوا أن للرب إله القوات معنا : في وقت الضيق لا تفقد ثقتك أنه معك فهذا هو وعده الأكيد أن كل القوات السمائية تحيط بنا فلابد أن ننتصر رغم كل ضيق فالله لا يخلف وعده.