أسراب الطائرات من المتبرعين لمختلف فئات المجتمع بالعاصمة لم تتوقف منذ عام 2015 وحتى 2019، حيث استقبلت مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان بمحافظة الأقصر، طائرة جديدة قادمة من قلب العاصمة للمساهمة في استكمال مسيرة الخير والدعم والتبرع لصالح مرضى السرطان من أبناء الصعيد، وللاطمئنان بصورة متكررة على النتيجة المميزة للتبرعات من المؤسسات والشركات والهيئات المختلفة بجانب رجال الأعمال وطلبة الجامعات والمدارس المصرية والدولية والتي تقدم الخدمات الطبية بأعلى المستويات في مصر والشرق الأوسط بالمجان تماماً.
ولدى وصول الطائرة لأرض محافظة الأقصر ومدينة طيبة، قام قيادات مجلس إدارة المستشفى بتقسيم وفد المتبرعين لدى وصولهم لمقر المستشفى لـ3 مجموعات الأولى بقيادة الدكتور خالد النوري رئيس مجلس أمناء مؤسسة شفاء الأورمان، والمجموعة الثانية بقيادة المهندس حسام القباني رئيس مجلس إدارة جمعية الأورمان، والثالثة بقيادة اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان، وتم تنظيم جولات متفرقة في مختلف أقسام المرحلتين الأولى والثانية لوفد المتبرعين لتعريفهم بالتفاصيل الكاملة وآخر تطورات و أرقام العمل والعلاج المجاني لصالح المرضى من محافظات الصعيد وكافة أنحاء مصر بالمجان تماماً.
وقال الدكتور خالد النوري رئيس مجلس أمناء مؤسسة شفاء الأورمان، إن المستشفى قامت بتوفير كافة المتطلبات اللازمة بصورة تليق بأبناء الصعيد، حيث تم توفير كادر طبي مدرب على أعلى المستويات وجميعهم أساتذة ومتخصصون في مجالات عملهم في علاج الأورام المختلفة.
كما حصلت المستشفى مؤخراً علي شهادات الأيزو الثلاثة في نظم الجودة والحفاظ على البيئة والسلامة والصحة المهنية، وذلك عقب نجاح كبير لفريق العمل بالمستشفى بالتفوق في الكورسات التدريبية المختلفة مؤخراً، وتقوم إدارة المستشفى بشكل متكرر بالعمل على جلب كبار الأساتذة في مختلف مجالات الأورام لتوفير أمهر الأطباء لخدمة أبناء الصعيد بالمجان، موضحاً أن المستشفى تخدم حوالي 7 محافظات من جنوب مصر، بأعلى مستوى من الخدمة بجانب أي مريض يحضر من أية محافظة أخرى ويحتاج للتدخل والعلاج الفوري، موضحاً في جولته بالوفد المرافق له أنه تم الانتهاء تماماً من المرحلة الأولى والثانية من المستشفى في مدة 21 شهر فقط، وحالياً تعمل بكامل طاقتها وتقدم جميع الخدمات بالمجان لجميع الأعمار سواء كان علاج كيماوي أو إشعاعي أو عمليات جراحية وتحاليل، وكافة أنواع الخدمات التي تقدم لمرضي الأورام.
أما المهندس حسام القباني رئيس مجلس إدارة جمعية الأورمان، فقد رافق الوفد الثاني في جولات بكافة الأقسام وقدم لهم شرح وافي بتفاصيل ودور كافة قيادات المستشفى في المساهمة في رفع المعاناة عن أبناء الصعيد والتخفيف عنهم، وأكد لهم أنه تم ابتكار منتج جديد داخل المستشفى عبارة عن “حائط شفاء” وهو جدار خيري يتم عمل خرطوشة فرعونية عليه بأحجام مختلفة وبأسعار تشمل 25 و50 و100 ألف جنيه، والجميع يستطيع التبرع بذلك المبلغ لصالح المستشفى وخدمة المرضى؛ لتوفير كافة المتطلبات لعلاجهم مستقبلاً بشراء هذا المنتج الجديد “خرطوشة حائط شفاء”، إما بالدفع كاش فوراً أو التقسيط على 25 شهر ليستطيع الجميع المساهمة في هذه البوابة الجديدة للخير، وكذلك المساهمة في أن تضم مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر أكبر حائط للخير في مصر والعالم أجمع خلال الفترة المقبلة في خارج وداخل أسوار المستشفى، مؤكداً أن فكرة حائط الخير قائمة في الأساس علي مبدأ المساهمة والتكافل المجتمعي في التبرع لصالح المرضى وتعريف الجميع بالمتبرعين.
كما ذكر الله تعالي في القرآن الكريم بسورة البقرة: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، مناشداً جميع الشباب والفتيات القادمين من القاهرة بالتخطيط للتبرع بالتعاون فيما بينهم وأصدقاؤهم أو جيرانهم أو زملاء العمل أو الكلية أو العمار أو البرج السكني الواحد للمساهمة في زيادة وتكبير حجم حائط الشفاء الخيري بالمستشفى خلال الفترة المقبلة.
أما المجموعة الثالثة برفقة اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان، فقد قام بتقديم شرح وافي لهم بتفاصيل العمل داخل المستشفى وفند نجاحات المستشفى في حملات الكشف المبكر بصورة أسبوعية للسيدات من القرى والنجوع الذين يتم استقبالهم بالمستشفى، حيث بلغت أعداد السيدات اللاتي تم فحصهن بتلك القوافل حتي الآن 2205 سيدة من قري ونجوع الأقصر والصعيد، وذلك بدءاً من شهر مارس 2017 وحتى سبتمبر 2019، وتم إكتشاف 47 حالة مصابة بالسرطان بينهن بنسبة 2.13%، ويجري علاجهم بالمجان داخل أقسام المستشفى المختلفة، وبلغت حالات المتابعة كل عام فأكثر 2158 سيدة بنسبة 97.86%.
كما شرح الدور الهام للأقسام المختلفة بالمستشفى، وعلى رأسها معمل الباثولوجي الذي تم استحداثه وتجهيزه بنفس مستوى المعامل الإنجليزية، والذي نجح خلال العام الأول له في 4000 عينة لحالات مرضية متنوعة، وذلك ما بين عينات صغيرة واستئصال كبير وفحص أثناء العمليات وغيرها، حيث بلغت حوالي 30% من الحالات “سرطان ثدى” بالنسبة الأكبر، كما قام فريق معمل الباثولوجي بالعمل على 4570 حالة فحص صبغات مناعية ما بين تشخيصي وصبغات لتحديد العلاج خاصة لحالات سرطان الثدي.
وفي نهاية الجولات، فند الأستاذ محمود فؤاد المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان ونائب مدير عام جمعية الأورمان، أنه يجري حالياً العمل على قدم وساق لإنهاء التجهيزات والفرش لمبنى المرحلة الثالثة الذي تم إنشاؤه، والذي يحتاج للكثير من أهل الخير خلال الفترة المقبلة، حيث أن مبنى المرحلة الثالثة مبني على مساحة 27 ألف متر، قائلاً أنه بفضل الله ودعم أهل الخير استلمت إدارة المستشفى مبنى المرحلة الثالثة، ويجري خلال تلك الفترة تجهيزه لإنهاء أكبر قسم لعلاج سرطان الأطفال بالصعيد وذلك لتكتمل المنظومة الطبية المجانية داخل المستشفى لخدمة جميع مرضى السرطان بالمجان تماماً بمختلف أعمارهم، مضيفاً أن المبنى يتكون من 4 طوابق، ومن المقرر أن يضم أكبر قسم لعلاج أورام الأطفال، وقسم خاص للطوارئ لمرضى أورام الصعيد ملحق به قسم داخلي وقسم أشعة تشخيصية، وعيادات خارجية متخصصة وزيادة لعدد أسرة المرضي، وقسم للعلاج الطبيعي ومعهد للتمريض، ومركز لتدريب الفنيين والعاملين وقاعة محاضرات، ومركز للأبحاث الخاصة بالأورام السرطانية وتسجيل الحالات السرطان ودراستها، وقسم أشعة يشمل رنين مغناطيسى، وأشعة مقطعية وأشعة ديجيتال وأجهزة تصوير بالموجات الصوتية، فضلا عن توفير أول جهاز من نوعه لقياس هشاشة العظام لمرضى السرطان، وعيادات متخصصة فى أمراض القلب والأسنان والرمد ورسم المخ، ورسم العضلات، لتقديم خدمات طبية علاجية متكاملة لمرضى السرطان بالصعيد.