أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالتعاون مع برنامج تغير المناخ التابع للأمم المتحدة، تقريراً شاملاً حول كيفية اتخاذ إجراءات سريعة فعالة لإبطاء تغير المناخ، عبر مساعدة مائة دولة على تحسين خططها لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2020 في إطار الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخي.
والغازات الدفيئة هي الغازات التى توجد في الغلاف الجوي، وتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة التي تفقدها الأرض (الاشعة تحت الحمراء)، فتقل قدرة الأرض على التخلص من الحرارة إلى الفضاء، مما يساعد على تسخين جو الأرض، وبالتالي تساهم هذه الغازات في ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي، وتعد الصين أكبر الدول في حجم انبعاثات الغازات الدفيئة.
فى هذا الإطار أعلن مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، أمس الأربعاء استراتيجية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتوجيه الدول لخفض انبعاثاتها بحلول العام المقبل، ولخصها فى ثلاث كلمات هى الطموح والتسارع والتحريك قائلاً: “إننا بحاجة إلى تقليل الكلام وإكثار العمل، وسوف نساعد البلدان على إدراك التزامها بخطة المناخ، واضاف شتاينر:”نصف سكان العالم يشاركون في التحول الاستباقي لاقتصاداتهم نحو أنظمة منخفضة الكربون”
قدم برنامج الأمم المتحدة تقرير للجمعية العامة، ويدور التقرير حول الالتزامات التي تعهدت بها 130 حكومة للعمل ضد التغير المناخي. ويحمل التقرير الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ مؤشرات لمزيد من مواءمات فى خطط الحكومات والمدن والشركات مع اتفاقية باريس للمناخ الذي تم توقيعها في عام 2015. وهذه الاتفاقية، تحمل تعهد المجتمع الدولي بحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها “دون درجتين مئويتين”، قياساً بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وبـ “متابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجة مئوية، وهذا يفرض تقليصاً شديداً لإنبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة واعادة تشجير الغابات، ووقف الانبعاثات واستخدام الوقود الحفرى و الفحم.
وقال شتاينر: “نصف سكان العالم يشاركون في التحول الاستباقي لاقتصاداتهم نحو أنظمة منخفضة الكربون”. يشارك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 170 دولة لحماية الكوكب و 27 مليون شخص مجهزون للتعامل مع التغيرات المناخية، وتم تخصيص 6 مليارات دولار لمشاريع الطاقة المستدامة”.
ويضيف اخيم موضحاً: “لا يزال هناك الكثير للقيام به، لكن هناك الكثير مما ينبغي عمله للحد من الانبعاثات والتكيف مع الآثار المتفاقمة لتغير المناخ، حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ففي عام 2020، تحتاج البلدان إلى مراجعة مساهماتها الوطنية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة. البلدان النامية في طليعة هذه الاستعدادات. ما لا يقل عن 112 منها تنتج 53 ٪ من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وتشمل العديد من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ. داخل هذه المجموعة، 75 دولة تعتبر مثالاً يحتذى به وتخطط لتقديم خطط أكثر طموحاً لخفض غازات الدفيئة أو زيادة قدرتها على التكيف مع تغير المناخ. تخطط دول أخرى لتحديث البيانات والمعلومات الرئيسية دون اتخاذ تدابير إضافية لمكافحة تغير المناخ”.
من جانبها قالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: “لدينا فرصة للعمل فالتقرير الجديد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ يُظهر التحليل الأكثر تفصيلا حتى الآن لأعمال أكثر دول العالم ضعفاً في مجال العمل المناخي،وستقيس قمة العمل المناخي في 23 سبتمبر الالتزامات التي تعهدت بها الدول الأعضاء لمعالجة تغير المناخ بطريقة عملية، وحماية الأجيال القادمة.”