وصل قبل قليل، الفريق كامل الوزير وزير النقل والمواصلات إلى محطة سكك حديد دمنهور بمحافظة البحيرة، وكان في استقباله اللواء هشام أمنه محافظ الإقليم وعدد من القيادات التنفيذية وأعضاء مجاس النواب، وذلك لتفقد أعمال التطوير داخل المحطة واليت لم تنته منذ 4 سنوات.
كان قد أعرب أهالي المحافظة عن غضبهم لتجاهل اللواء هشام أمنه محافظ الإقليم لهذا الملف الهام، حيث لم يقم بزيارة المحطة منذ تولية المنصب العام الماضي، مناشدين الفريق كامل الوزير وزير النقل والمواصلات بالتدخل لحل تلك الأزمة التي باتت تؤرق حياتهم وتهدد حياة أبنائهم بعد وقوع عدد من حوادث الدهس أسفل القطارات داخل المحطة بسبب التدافع ووجود مسافات كبيرة بين بوابات القطارات ورصيف المحطة والذي يعتبر غير مطابق للمواصفات الهندسية.
وأكد مرتادو محطة قطار دمنهور، أنهم يعانون من كابوس طال انتظار الاستيقاظ منه بسبب أعمال هدم مبانِ المحطة والاستراحات ودورات المياه، والذي بدأ نهاية عام 2015 بتكلفة 50 مليون جنيه، وأكد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة الأسبق، حينها أن أعمال الترميم لن تتجاوز 20 شهرًا، وأكد بعدها المهندس سعد غراب، رئيس مدينة دمنهور الأسبق، في تصريحاته بشهر مارس 2017، أنه تم إنهاء ما يقرب من 85% من أعمال تطوير محطة السكة الحديد بدمنهور، وستكون المحطة نقله حضارية لما بها من أبنية بشكل معماري لائق للحفاظ على الجانب التاريخي لها، ولكن وضح أن تلك التصريحات كانت سرابًا.
وتشمل الأعمال هدم وإنشاء لمبنى الرصيف الطالع والنازل، وتطوير جميع أرصفة المحطة بطول 300 متر لاستيعاب جميع أنواع القطارات، وكذا إنشاء 3 مخازن جديدة، و 3 أرصفة، وسكتين لوكل لتقليل سرعة التقاطر للقطارات التي لن تتوقف بالمحطة، وإنشاء محطة كهرباء جديدة كاملة، وإنشاء مول تجاري و8 مظلات جديدة، وإنشاء كوبري جديد من داخل صالة التذاكر، وكاميرات مراقبة بكامل محيط المحطة ونقطة شرطة داخل المحطة.
الأمر الذي دفع لجنة مشكلة من النائب محمد زين الدين بدائرة ادكو بالبحيرة ووكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، محمد الدامي وعلي عتمان وعصام الفقي أعضاء مجلس النواب عن دائرة مركز وبندر دمنهور والمهندس حمدي الخولي نقيب المهندسين بمحافظة البحيرة، الدكتور مهندس وليد الشرمة أمين عام النقابة والمهندس الاستشاري حمدي الحوشي والمهندس محمد شكري والمهندس محارب رسلان محمد، بتفقد الأوضاع المتردية التي وصلت إليها محطة السكة الحديد بدمنهور نهاية شهر أغسطس الماضي.
وأكد وكيل لجنة النقل والمواصلات، أن الهدف من زيارة اللجنة لموقع إنشاء محطة السكة الحديد بمدينة دمنهور هو الوقوف على أسباب توقف الأعمال بالمحطة وتأخر تسليمها وتكرار الحوادث، مشيرا إلى أن اللجنة ضمت متخصصين واستشاريين للوقوف النهائي على الملاحظات الفنية بالمحطة وإعداد دراسة شاملة عن كافة الأوضاع بالمحطة والأمان بالنسبة للركاب حفاظًا على أرواحهم وحياتهم وإعداد تقرير مفصل عن آخر الأوضاع إلى وصلت إليها محطة سكة حديد دمنهور لإرساله لوزير النقل والمواصلات.
وأشار وكيل لجنة النقل والمواصلات، إلى أنه تلاحظ لأعضاء اللجنة الثنائية من مجلس النواب ونقابة المهندسين وجود بعض العيوب الفنية في إنشاء الأرصفة على محطة القطارات الجديد بدمنهور مما سيعرض حياة المواطنين للخطر، حيث أن هناك مسافة بين القطار ورصيف المحطة.
وحذر “الحوشي” تعرض المواطنين للخطر أثناء التواجد علي رصيف محطة دمنهور الجديدة، في حالة تسليم الأرصفة على المحطة بهذا الشكل، مؤكدا أن هناك العديد من الملاحظات الفنية سيتم كتابتها في التقرير الجاري إعداده حتى يتم تدارك الأمر قبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية في محطة السكة الحديد بدمنهور، قائلًا:” عوامل الأمان بمحطة السكة الحديد بدمنهور، غير جيدة وستؤدي لحدوث خسائر في الأرواح بين الركاب”.
كما انتقد المهندس الاستشاري أحمد الرفاعي، قرار هدم المباني التاريخية لمحطة سكة حديد دمنهور، لما تمثله من إهدارًا للمال العام ويشوبها مخالفة قانونية، حيث تم هدم مباني محطة سكة حديد دمنهور دون الحصول على قرار إزالة أو ترخيص هدم من الجهة الإدارية، ولم يتم عرض الموضوع على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، لإبداء الرأي في صلاحية المباني من عدمه، ويُعد مخالفة لقانون البناء رقم 119 لسنة 2008، حيث قام بتفقد المحطة خلال أجازه العيد لاستقلال القطار وتفقدت المباني المحيطة بالمحطة التي أنشأت ولم يجد بها أي لمسه جماليه أو ما يستحق أن تأخذ هذا الوقت الكبير في تنفيذها بل عشرات أضعاف هذه المنشآت تنفذ في أقل من عام ناهيك عن افتقاد المباني لأي لمسه أو طراز معماري يعبر عن أقدم عاصمة وهي مدينه دمنهور التاريخية ذات الأصول والتراث.
وأضاف “الرفاعي” قائلا: أحزنني كثيرا ما يحدث من طريقه التنفيذ المتبعة من القائم بأعمال الإنشاءات وعدم التزامه بأي معايير سلامه مهنيه وعدم توفير أي سبل حماية للمسافرين وعدم توفير أماكن ركوب القطار بديله لحين الانتهاء من تنفيذ المشروع مما يعرض المسافرين للخطورة الشديدة، فرصيف الانتظار مهدم تماما وكله مرتفعات ومنخفضات كفيله بقصف عمر من يسير عليها، بالإضافة إلى أننا علي أعتاب عام دراسي جديد بعد، فيجب سرعة إنهاء هذه المسرحية الهزلية وكذا معاقبه كل من شارك فيها بإنهاء هذه الأعمال في أسرع وقت، حرصا على سلامه أبناؤنا الطلاب والطالبات الذين ليس لهم وسيله انتقال غيرها.
يرجع تاريخ محطة قطار دمنهور إلى عهد والي مصر عباس الأول سنة ١٨٥٢ ميلاديًا، وتعد من أولى محطات السكك الحديدية في مصر، وذلك تزامنا مع مد خط السكة الحديد من القباري بالإسكندرية إلى كفر الزيات كمرحلة أولى، حيث كان الخط منفردًا في البداية، وفي سنة 1876 تم ازدواج الخط، وكان ذلك في عهد الخديوي إسماعيل.