شكلت مشاركة إمارة الشارقة الكبيرة والثرية كضيف شرف النسخة الـ32 من معرض موسكو للكتاب في العاصمة الروسية، أحد أهم التظاهرات الثقافية على مستوى العالم، وقال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب إن الفعاليات الثقافية التي أقيمت في جناح إمارة الشارقة شهدت تفاعلا كبيرا فاق التوقعات من جانب الجمهور الروسي المتذوق للثقافة العربية والتراث الإماراتي وخلقت احتكاكا بين الكاتب الإماراتي و نظيره الروسي وعملت على نقل الخبرات والتنوع الفكري بينهم.
وأكد أن إمارة الشارقة أثرت على البعد الثقافي والفكري والإنساني وهذا ما لمسناه من إنبهار الجمهور الروسي بالإبداع الفكري الإماراتي وعلى المجهود والإنجاز الثقافي الذي جسدته المحاضرات والندوات الأدبية والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية، حيث استقطبت مسرحية ” النمرود” لكاتبها حاكم الشارقة أكثر من 1200 شخص فهو عرض يحاكي مختلف العقول ترك بصمة واضحة للمشهد الثقافي الإماراتي.
وأضاف أن المشهد الثقافي الذي حرص حاكم الشارقة على تأسيسه علىمدى 40 عاما شكل نقلة نوعية في بناء الثقافة العربية تجاه العالم وعمل على تغيير نظرة الآخرين تجاه الثقافة العربية وخاصة الإماراتية، وأفسح المجال أمام الكاتب والمثقف الإماراتي لعرض أعماله في هذه المعارض العالمية، حيث تعرض 74 كتابا إماراتيا تمت ترجمتها من اللغة العربية إلى الروسية و تم بيع أكثر من 500 نسخة من هذه الكتب ذلك بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات .
وأشار ابن ركاض إلى أن وفد إمارة الشارقة في معرض موسكو للكتاب 2019 حظي بمشاركة 6 أدباء وكتاب إماراتيين شاركوا للمرة الأولى من أصل 15 أديبا إماراتيا استعرضوا خلال جلساتهم ما يزخر به الأدب الإماراتي من ثراء في الفكر والكلمة والحرف.
ولفت إلى أن هيئة الشارقة للكتاب تعمل منذ الآن على التجهيزات الخاصة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2020 لاستقطاب دور نشر جديدة و تنظيم فعاليات مميزة، مشيرا إلى أن القائمين على هذا الحدث العالمي بذلوا جهدا جبارا للوصول للقمة وهذه المرحلة هي الأصعب من أجل المحافظة عليها وتتطلب جودة في العمل.
من جانبه قال الكاتب والباحث سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي التابعة لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي- أحد المشاركين في وفد الإمارة في معرض موسكو للكتاب، ان استضافة الشارقة كضيف شرف فيمعرض موسكو الدولي للكتاب 2019 خطوة مهمة لمد جسر تواصل حضاري وثقافي وفكري بين العرب والروس فقد تركت المشاركة أثراً بالغاً لديه عن ثقافة المجتمع الروسي الذي سبق أن قرأ أعمال عدد من كبار كتابه إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنقل صورة دقيقة عن واقع هذا الشعب ووطنه ذو الحضارة العريقة، لافتا إلى أنه تلمس تعطشهم لمعرفة ثقافة العرب وفكرهم وأدبهم وكان إقبال الجمهور الروسي على الأعمال التي ترجمت إلى لغتهم كبيراً.
و أكد أن مثل هذه المشاركات لها أثرها البالغ في إبراز وجه مشرق من أوجه الثقافة الإماراتية العربية بجانب التعرف إلى ثقافة الآخر ومصافحته فكريا وثقافيا وأدبيا .
من ناحيته قال الكاتب سعيد حمدان مدير إدارة النشر في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إن إمارة الشارقة تبرز ثقافة وهوية الإمارات والشأن الثقافي العربي عموما وتقدمه للعالم بلغاته وثقافاته المختلفة من خلال مشاركاتها وتقديرمكانتها كضيف شرف في أهم وأعرق معارض الكتب الدولية، مشيراإلى أنها لحظة تاريخية فارقة ومهمة في مسيرة العمل الثقافي ودبلوماسية العلاقات الدولية وكيف يمكن للثقافة أن تكون قوة ناعمة مؤثرة فالثقافة والتواجد بواسطتها في المحافل الدولية يمكننا من الوصول والتعريف بمنجزنا وهويتنا ومشروعنا الثقافي العربي للشعوب والمجتمعات مباشرة وبشكل أقوى .
وأضاف هذا مالمسناه خلال استضافة الشارقة كأول مدينة ضيف شرف في تاريخ معرض موسكو مايجعلك تشعر بالفخر وأنت ترى الشارقة تقدم أكثرمن 100 أديب وشاعر وممثل في تظاهرة جذبت المثقفين والأدباء والأهم المجتمع الروسي بطبقاته وتعدد الجاليات المقيمة فيه وخاصة العربية.
و لفت إلى أن مشاركة الشارقة لم تقتصر على التواجد في المعرض رغم رمزيته وأهميته للجمهور وللمثقفين والناشرين، وإنما ذهبت الى الشارع الروسي وقدمت عروضها الفنية من فنون شعبية وتراث فني منوع، كما قدمت عرضا لمسرحية ” النمرود”، مشيرا إلى أن اللغة لم تكن عائقا للحضور – الذي اكتظ به ثاني أكبر مسارح موسكو -حيث كانت هناك ترجمة مكتوبة للعمل المسرحي ما أكد أهمية حضور المسرح في العلاقات الخارجية.
وأوضح حمدان أن صباحات الشعر والندوات المتخصصة ومشاركة أدباء من الإمارات مع أقرانهم الروسو حضور التراث والفنون من الأزياء والمطبخ الإماراتي والفنون الجميلة ومعرض الخط العربي والموسيقى وأن يترجم 74 كتابا لكتاب من الإمارات إلى الروسية وتنظيم حفلات تواقيع لهم وأن تشهد هذه الظاهرة حركة شراء وإقبال من الجمهور الروسي كلها وقائع تؤرخ للمسيرة الثقافية بالدولة.
وأوضح أن هذا الحجم والتنوع من الكتب المترجمة وهذا التواجد الثقافي الدولي القوي والبارز يبين للمتتبع مدى اتساع رؤية حاكم الشارقة فالعمل الذي بذل جهدا عليه سنوات طويلة نحصد اليوم جميعا ثماره فهذا الحضور الدولي الثقافي البارز وهذه النجاحات وهذا التنوع الثقافي الذي تقدمه الشارقة للعالم اليومي حمل اسم الإمارات واسم الثقافة العربية.
من جانبها أعربت الكاتبة الشابة إيمان اليوسف عن فخرها بالانضمام إلى القافلة الثقافية التي انطلقت من الشارقة إلى روسيا للمشاركة في معرض موسكو الدولي للكتاب 2019، قائلة “هذا العام تشرق الشارقة على العالم عاصمة عالمية للكتاب ونشهد تألقًالها في مدن العالم وبصمة فاعلة متفرد في المشهد الثقافي العالمي”.
و أضافت أن إمارةالشارقة متمثلة في هيئة الشارقة للكتاب وعدد من مؤسساتها وجهاتها الثقافية والأدبيةتلعب دورا كبيرا و مؤثرا في الأجندة الدبلوماسية الثقافية بذكاء إذ تُقدم الهوية الإماراتيةوالتراث والأدب كأفضل ما يكون في موازنة بين مشاركات النساء والرجال وبين الجيل المعاصرمن الشباب والمخضرمين وبين الكتاب والناشرين والفنانين كما قدمت مستوى عالٍ من المواضيع التي تمت مناقشتها، معربة عن سعادتها بتمثيل وطنها بهذا المستوى والكفاءة، مؤكدةأن الشارقة ستظل الشمس التي تضيء سماء الأدب في العالم أجمع.