لماذا يسمح الله لأولاده بصليب الاضطهاد؟! يتحمل فيه احباؤه المؤمنون العذاب ألوانا و أهوال!ا و إن يكن ما ابعد احكامه عن الفحص و طرقه عن الاستقصاء إلا أننا نستطيع أن نتلمس بعضا منها من خلال كلمة الله.
القديس بطرس يعتبر ان احتمال هذه الآلام هو اسمى تعبير عن حبنا لفادينا ، وامتحان الحب الرائع لربنا يسوع “لكى تكون تزكية ايمانكم و هى أثمن منالذهب الفانى مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح و الكرامة و المجد عند استعلانيسوع المسيح” (١بط٧:١ ).
أيضا لا نستغرب أن تصبح الالام فى نظر القديس بولس الشهادة التى تؤهل المؤمنين لدخول ملكوت الله “الضيقات التى تحتملونها بينة على قضاء الله العادل أنكم تؤهلون لملكوت الله الذى لأجله تتألمون ايضا” (٢تس٥:١ ) لذلك كان القديس بولس نفسه يفتخر و يفرح بهذه الضيقات و قال “أسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لأجل المسيح” (٢كو١٠:١٢ ) ولما ضربا هو وسيلا وطرحا فى السجن كانا فى عمق آلامهما فى فرحة غامرة يصليان و يسبحان الله.
إن هذه الآلام تنقى النفس و تمحصها و تزيدها بهاءً يوم دخولها ملكوت السموات”بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله” ( أع٢٢:١٤).
إذن يالمجد المتألمين بحسب مشيئة الله فهذه الآلام تمتحن و تنقى و تؤهل لدخول ملكوت السموات و نوال الاكاليل.
ايضا سمح الله بهذه الاضطهادات لنمو الكنيسة كما يخبرنا سفر الأعمال و يقول “الذين تشتتوا… جالوا مبشرين بالكلمة” (أع٤:٨ ) تشتتوا بعد استشهاد القديساستفانوس، فدماء الشهداء كما يسميها الأباء هى بذار الكنيسة التى بها نمت وانتشرت، يقول العلامة ترتليانوس [اصحنوننا الى مسحوق فإن اعدادنا تتزايد بقدر ما تحصدوننا، إن دماء المسيحيين هى بذار محصولهم]. كيف كان هذا؟ كان هذا بطرق متنوعة منها ان هذه الدماء كانت أقوى دليل على صدق إيمان المسيحيين فليس اعظم من أن يقدم الانسان حياته ثمنا لإيمانه . فرق بين أن يقدم الرسل تعاليم نظرية و بين أن يكتبوا رسائلهم من عمق ظلمات السجون مكبلين القيود .
ايضا كانت بذارا لنمو الكنيسة عن طريق ما كان يصاحبها من معجزات جذبت الكثيرين الى المسيحية مثل اريانوس أشرس المضطهدين آمن بالمسيح إذ كان يصوب سهامه ضد الشهيد فليمون فارتد السهم عليه و أصاب عينه و أخذ يصرخ مجدفا على الله ، فنصحه الشهيد أن يذهب إلى قبره بعد استشهاده ويضع من ترابه على عينيه بإسم الرب يسوع، و بالفعل عندما اشتد الألم به فعل ذلك فبرئت عينه و فى الحال اعترف بإسم المسيح.
لماذا؟
“لأعرفه و قوة قيامته و شركةآلامه متشبها بموته” ( فى١٠:٣).