يعتبر التوكتوك منذ ظهوره ونزوله الشارع المصرى، مصدرا لراحة البعض ومنهم المسنين والمرضى، ومصدر قلق للبعض لما يسببه البعض من مشاكل سرقات وتحرش،
ويعد قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بمصادرة التوكتوك واستبداله بسيارات فان آمنة ومرخصة كان له أثر كبير وجدل فى الشارع المصرى، ورد فعل متباين سواء بين سائقى التوكتوك أو الشعب المصرى بمختلف فئاته ولكى نعرف أبعاد القرار ومردوده وآليات تنفيذه.
قال مصطفى السيد سائق توكتوك: “كنت أعمل خراط ولكن لم يكن دخلى يكفى لسد حاجة أسرتى، فلدى ثلاثة أطفال فلجأت لقيادة التوكتوك وبالفعل دخلى الآن من قيادة التوكتوك يكفيني ويسد احتياجات أسرتى”.
وتابع: “أما عن قرار رئيس الوزارء بمصادرة التوكتوك فأنا أرحب بأى قرار يطور من حالنا للأفضل وانا أسعى جاهدا لعمل رخصة ليكون لى فرصة أكبر للحصول على سيارة فان”.
وأضاف على محمد سائق توكتوك: “اعول أمى واختى بعد وفاة أبى من قيادة التوكتوك ولا أعرف ماذا أعمل بعد مصادرة التوكتوك وخاصة ليس لى مورد رزق آخر، وليس كل سائقى التوكتوك سوف يأخذون عربية فان بديل لتوكتوك ولا اعرف سوف يتاح لى توفير سيارة فان لى”.
وأضاف محمد محمود سائق توكتوك قائلا، لا أتصور أن يتم مصادرة التوكتوك فهذا سوف يغلق بيوت كثيرة، حيث يعتبر التوكتوك مصدر رزقهم الوحيد، ولكن تبديل التوكتوك بسيارة فان مرخصة أفضل بدل مطاردة الحى لنا والغرامة التى تصل إلى الف جنية لأسترجاع التوكتوك.
وقال على إبراهيم سائق توكتوك: “كنت أعمل نقاش ولكن أصبت بمرض صدرى ولا أستطيع النقاشة فأصبح التوكتوك مصدر رزقى الوحيد وأخشى اخذ التوكتوك منى ولا ينطبق على شروط إعطائى سيارة فان”.
وأكد بلال السيد سائق توك توك، أنه لا يستطيع دفع أقساط العربية الفان لقد اشتريت التوكتوك بمبلغ 47 ألف جنيه، وعلى أقساط وأعول أسرتى بالكاد ولا أتصور أن أدخل فى أقساط أخرى.
أكدت لوسى فرج مدير عام على المعاش، “التوكتوك وفر لنا الكثير وساعدنا فكثير من الأحيان لا أستطيع المشى والتوكتوك يساعدني ويذهب إلى المكان الذى أريده حتى أمام منزلى ولا أظن السيارة الفان سيكون خط سيرها هكذا، وإذا كانت الحكومة تريد تقنين أوضاع تقوم بترخيص التوكتوك على مستوى الجمهورية وتعمل عملية إفراز لما هو مؤهل للقيادة وتجنب الأطفال وأصحاب السوابق لكن عربية الفان ستأخذ شكل آخر يشبه عربيات السيرفيس”.
وأشارت جورجيت إبراهيم أخصائية اجتماعية، إلى أنها لا توافق على مصادرة التوكتوك فهى وسيلة مواصلات فردية أما العربية الفان سوف تكون لمسار معين وأيضا سيقع ضرر كبير لغير القادرين على السير من المرضى والمسنين والتوكتوك وسيلة مواصلات تساعدنى فى كثير من الأحوال عندما احمل حقائب ثقيلة ولا أستطيع السير بها.
وقالت منى جابر موظفة: “إذا كان القرار للصالح العام ولا يجئ على مصلحة المواطن وسيارات الفان تعمل عمل التوكتوك فأنا معها قلبا وقالبا وكلنا مع التطوير والشكل الجمالى للشوارع”.
ورفضت مروة على ربة منزل مواصلة سير التوكتوك فى الشوارع، قائلة: أرفض وجود التوكتوك فى الشوارع لما يسيبه من حوادث سرقة وتحرش للسيدات واؤيد قرار قرار رئيس الوزراء بمصادرة التوكتوك .
وطالب محمد عبد اللة زين الدين وكيل لجنة النقل بالبرلمان فى تصريح خاص لـ”وطنى”، بتكاتف المجتمع ومساعدة الحكومة لنجاح التجربة فالدولة تعمل على تطوير وسائل النقل لتريح المواطن وتضمن سلامته وآمنة .
وأستطرد قائلاً، فأن التوكتوك يمثل خطورة كبيرة لما به من بعض سائقية من متعاطى المخدرات وأصحاب السوابق وكثير من حالات السرقة والتحرش والخطف كان بطلها سائقى التوكتوك فننادى المجتمع المدنى والشركات الخاصة بالبدء فورا في تغيير التوكتوك بالفان، حتى تنجح التجربة ويتم تعميمها في جميع أرجاء مصر وعلى كل محافظة بالبدء فورا فى المشروع ، بل أن تكون هناك حملات على جميع مستوى المناطق وأما عن الحالات الإنسانية من أصحاب التكاتك الذين يعولون أسرهم.
وطالب أيضا، التضامن الاجتماعى بالتعاون لتقديم العون لأصحاب التكاتك الذين لا يستطيعون الحصول على السيارة الفان ومساعدتهم فى إقامة مشاريع لكسب رزقهم منها.
أشار اللواء مجدى الشاهد خبير مرورى، هناك نقاط يجب مراجعتها قبل إلغاء كيان التوكتوك وحل محله كيان آخر هو الفان يجب مراعاة الآتى وأولها إلغاء ترخيص التوكتوك من قانون المرور، ففى القانون رقم 121 لسنة 2008، وتم تطبيقه بدءًا من أول أغسطس فى عام 2008، والذى تنص «المادة 5» منه على ترخيص وتوفيق الأوضاع بالنسبة للدرجات النارية ومنها التوكتوك.
وأضاف الشاهد ، بعد قانون 2008 صدر قرار بقانون رقم 59 لسنة 2014 من قبل رئيس الجمهورية وورد به أيضًا توفيق أوضاع سائقى التوك توك وصدور الترخيص لهم خلال 30 يوما قابلة للمد مدة أو مددا أخرى بحسب قرار وزير الداخلية، لافتًا إلى أنه فى تعديل 59 لم يتم ذكر أى شىء بخصوص حظر سير التوك توك فى الشوارع
كان هناك تعديل لقانون المرور وشرع قانون بترخيص التوكتوك وبالفعل هناك بعض المحافظين قامت بترخيص التوكتوك فى بعض الأماكن فإذا أضاف سيارات الفان فذلك يتم اضافة كيان آخر خلاف كيان التوكتوك وليس احلاله.
وأستطرد الشاهد، قائلا: إن هناك تشريع بوقف لترخيص الأجرة فإذا ترخص الفان ترخص ترخيص ملاكى وليست أجرة فيجب تعديل التشريع أولا حتى يقام كيان الفان بترخيص أجرة.
وهناك عائق كبير بالنسبة للسائقين التوكتوك الذين لديهم رخصة لهم من الممكن رفضهم لأنهم بالفعل عليهم أقساط يقومون بتسديدها ولايستطيعوا الدخول فى أقساط عربية فان يبلغ قيمتها 90 الف جنيه أو اكثر، فتطبيق هذا القرار صعب على أرض الواقع لما فيه من تداعيات كثيرة .
و أوضح جمال العسكري خبير مرورى، أن إحلال التوكتوك يجب أن يسبق دراسة للواقع على أرض مصر حيث سائقى التوكتوك يتعدو مليون سائق يعيلون أسرهم ومصدر رزقهم الأول، وإعطائهم سيارة فان ذلك سيزيد أعباءهم لا يريحهم فالسيارة تتطلب تكلفة أكثر من التوكتوك من حيث صيانة وإقساط وذلك سيكون حمل كبير على سائق التوكتوك.
شددالدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، على منع سير أى توكتوك فى شوارع المدن نهائياً ومصادرته على الفور، مؤكداً استمرار عمل الـ”توكتوك” بالقرى والعزب فقط، لتسهيل الانتقال للمواطنين هناك.
أكد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، فى تصريحات صحفية، أن هذا البرنامج سيكون له مردود إيجابي كبير، حيث سنوفر للمواطنين وسائل مواصلات آمنة، ومُرخصة، فضلاً عن توفير الكثير من فرص العمل، من خلال هذا البرنامج.
وأجاب المتحدث بأسم رئيس الوزراء المستشار نادر سعد فى تصريحات صحفية، عن إمكانية ترخيص التوكتوك أيسر من احلالة وطرح سيارات المينى فان قائلا ان التوكتوك ليس له أوراق ملكية فهو جاء من الخارج وتم تجميعة فى مصر وذلك يصعب حصر جميع التكاتك بمصر .
وأما عن آليات مصادرة التوكتوك حل محله سيارات المينى فان، فاوضح قائلا سيتم تقييم القيمة السعرية لتوكتوك وسحبها وإدخال ثمنها في شراء السيارة الفان، وجار دراسة توفير تسهيلات من أقساط وخلافه لاستكمال سعر السيارة الفان، وهناك طرق متنوعة للتعامل معها، ومنها بيعها خردة وخلافه.
وسيتم توفير سيارة الفان له بديلا عن التوك توك كوسيلة حضارية شرط أن يكون حاصلا على رخصة قيادة ولا مجال للأطفال الصغار للعمل في تلك المهنة.
واختتم حديثة قائلا، إن قرار الاستبدال يساهم في الحد من كثير من الحوادث وعمليات السرقة بسبب التوك توك ومنع عمالة الأطفال أو التسرب من التعليم والحد من ظاهرة عزوف الكثير من الشباب عن العمل وترك بعض العمال للأعمال الحرفية بعدما اتجهوا للتوك توك لأنه مصدر دخل سريع.