“اسمعوا لى يا بيت يعقوب وكل بقية بيت اسرائيل المحملين علىّ من البطن المحمولين من الرحم وإلى الشيخوخة، أنا هو وإلى الشيبة أنا أحمل قد فعلت (فى الماضى) وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجي (فى الحاضر)” (أش٣:٤٦ ) .
فسواء قادتنا الحياة للسعة أو دارت علينا الأيام بالضيق ففيها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا ووعدنا على فم نبيه أشعياء وقال “قولوا للصديق خير” (أش١٠:٣) وسيدوم هتاف سلامنا لا محالة، فما من ليل إلا ويعقبه نهار، وما من ضائقة تعبر بأولاد الله إلا ويعقبها خير جزيل.
كلما اشتدت وضاقت كلما كانت نذير بالفرج كما قال أحدهم: إن أشد ساعات الليل ظلاماً هى التى تسبق طلوع الفجر وأشد ساعات الليل برودة هى التى تسبق بزوغ أشعة الشمس الدافئة. ما من صليب إلا ويعقبه هتاف قيامة “كنت فتى وقد شخت ولم أرى صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً” ( مز٢٥:٣٧).
تسبيحنا قائم ولن يعطل أو يعوق عدو الخير هتاف نصرتنا فلن نصبر بهتافنا إلى كمال النصرة إنما على رجائها تدوم أفراحنا.
أمر غريب حدث أيام يهوشافاط ملك يهوذا عندما تحالف عليه الأعداء وضاقت نفسه جداً وقال “يا إلهنا أما تقضى عليهم؟! لأنه ليس فينا قوة أمام هذا الجمهور الكثير الآتى علينا ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا” ( ٢اخ ١٢:٢٠) وجاء رد الرب “الحرب ليست لكم بل لله” مادامت الحرب لله فليبدأ التسبيح من الآن، وهكذا بكروا صباحاً واصطف المسبحون فى زينة مقدسة ووقفوا أمام المقاتلين، فى الصفوف الأولى، أي فى وجه الحرب الشديدة وابتدأوا فى الغناء والتسبيح بمنتهى الإيمان والروحانية رنموا وقالوا “احمدوا الرب لأن إلى الأبد رحمته” فقام الاعداء بعضهم على بعض حتى فنوا جميعاً وبقى وعد الرب لهم ولنا على مر الأجيال : قولوا للصديق خير