فشل مجلس الأمن الدولي – فى جلسته المنعقدة أمس الخميس – في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن قرارين متنافسين حول وقف الأعمال القتالية في إدلب، وإدلب هى آخر معقل لقوات المتمردين في سوريا التي مزقتها الحرب منذ عام 2011.
وكانت دول بلجيكا وألمانيا والكويت قد تقدمت بمسودة تقترح وقف إطلاق النار، بشكل إنساني. حصدت هذه المسودة 12 من أصل 15 صوتاً، حيث استخدمت كل من روسيا والصين حق الاعتراض الذي تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية، مما حال دون اعتماد مشروع القرار.
كما فشل أيضاً مشروع القرار الذي تقدمت به كل من روسيا والصين، والذي سلط الضوء على مخاوف الجماعات المتطرفة العاملة في المنطقة بشأن الإرهاب، فقد فشل في حصد موافقة المجلس، حيث صوت تسعة أعضاء ضده فيما امتنع أربعة آخرون عن التصويت.
الوضع الإنساني في إدلب مازال مقلقاً
فى هذا السياق دعت أورسولا مولر، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، المسؤولة الأممية لتجديد القرار 2165 لمواصلة تقديم الدعم للملايين من المحتاجين لمواجهة الاحتياجات المقبلة.
جاء ذلك فى حديثها قبل التصويت على مشروعي القرار سالفى الذكر حيث قالت: ” إن وقف إطلاق النار أحادي الجانب الذى أعلنته روسيا في 30 أغسطس الماضى، أدى إلى تراجع القتال و”وقف التصعيد” في إدلب – الأمر الذي أكدته الحكومة السورية لاحقاً – ومع ذلك، فإن انعدام الأمن لا يزال قائماً، والوضع الإنساني في شمال غرب سوريا لا يزال ينذر بالخطر”.
وتابعت مولر أمام مجلس الأمن: ” هناك نقطتان تؤثران على الجميع في سوريا: الأولى، انعدام الأمن الغذائي، والثانية، التهديد الذي تشكله مخلفات الحرب غير المنفجرة.”
وفي هذا السياق دعت المسؤولة الأممية إلى العمل العاجل لحل هاتين المشكلتين من أجل سلامة المدنيين عبر سوريا، قائلة: “من المهم أن تستمر الإغاثة التي تمس الحاجة إليها للمدنيين، وأن يتم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى جميع المدنيين المحتاجين وأن يتم توفير البنية التحتية المدنية، مشيرة إلى أن المعلومات المتاحة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) تبين أن القتال قد انخفض مقارنة بنهاية أبريل، تاريخ بداية التصعيد العسكري “.
وأشارت مولر موضحة أن: ” القوات البرية واصلت تبادل إطلاق النار في جنوب إدلب وشرق اللاذقية ووردت تقارير عن غارات جوية في وسط وشمال إدلب الأسبوع الماضي، وفي غياب الحلول البديلة فإن عائلات كثيرة تبات في العراء، وبعد أشهر من تكثيف القتال، فإن الآفاق في شمال غرب سوريا يشوبها الشك”،
قالت مولر مشيرة إلى أن الشتاء على الأبواب وأن تعد المنظمات الإنسانية العدة الآن لمساعدة الماكثين هناك عندما تنخفض دراجات الحرارة وعندما يضطرب الطقس. وتقدر الاحتياجات الإنسانية بأن هناك حاجة إلى 68.4 مليون دولار إضافية لتغطية احتياجات الشتاء وتوفير المأوى والمواد الغذائية.
الدعم المالي لا يكفي
الجدير بالذكر انه بين مايو وأغسطس، فرّ أربعمائة ألف شخص من منازلهم، غالباً إلى شمال إدلب. في هذه المنطقة المكتظة بالسكان بالفعل، حيث تواجه المجتمعات الحاضنة ضغطاً متزايداً مما يؤدي إلى طلب إضافي على المساعدات الإنسانية التي هي تحت ضغط أصلاً. كما أن وضع الإيواء مقلق بشكل خاص وإن ارتفاع الطلب وانخفاض العرض يعني أن عائلات كثيرة عاجزة عن دفع الإيجار. الأمر الذي أثبتته دراسة جديدة تشير إلى أن ستمائة ألف شخص يعيشون في الخيام. فالجهود الإنسانية لمساعدة المدنيين المحتاجين لا تتوقف فقط على الدعم المالى، فسكان إدلب يمكن الوصول إليهم حصرياً من خلال معبر حدودي، ويوجد ما يزيد عن 1.6 مليون نسمة من المحتاجين يتلقون المساعدة شهرياً .