في5 مبادئ لـ وي شير اتفق عليها الأعضاء
ألطشيفت كيان مصري
يفتح نوافذ معرفية وعلمية للشباب
قدمنا نموذج المدينة المنتجةالعام الماضي..
ونناقش التجديد هو الحل هذا العام
العالم كله يجري في سباق العمل والرزق… والأرض تئن من الصراعات البشرية وتحاول أن تواكب احتياجاتهم لكنها تعجز… وسط كل تلك التحديات تظهر طاقة نور وأمل لمحاولة فهم كل مجهول وغير واضح ولإيجاد حلول لإنقاذ المجتمع والبيئة التي أفسدها جشع المال.
طاقة نور جديدة منوي شير ايجيبتOuishare Egypt … شباب متطوعون لعمل دراسات وأبحاث ومناقشات حول مشاكل المجتمع والبيئة لحل بعضها بأعلي التقنيات العالمية,عن طريق مهرجانات ومؤتمرات يتم من خلالها تقديم حلول واقعية وعرضها ورفعها مفتوحة المصدر Open Source علي موقعهم حتي يستفيد منها كل من يبحث في نفس المجال.
جمعهم فكر شاب مصري عاش في فرنسا وجاء لمصر ليكونوي شير إيجيبت ومنها انبثق أول فعالياته السنة الماضية تحت مسمي مهرجانألط شيفت ليخرجوا منه بحلم المدينة المنتجة,وهم يعدون لمؤتمرهم الثاني هذا العام ليناقشوا كيفية وضع الركائز الأساسية لتلك المدينة المنتجة.
إيهاب إيليا مصري ودارس إعلام في جامعة 6 أكتوبر, سافر إلي فرنسا وفي عام 2011 أراد كسر قيود الوظيفة وعمل عملا حرا ومن هنا درس إدارة أعمال في فرنسا بالجامعة المفتوحة, وفي عام 2012 اكتشف اير بي إن بي Air BNB وأعجب بفكرتها وقرر أن يسلك مجال هذا العمل فيما يسمي شيرينج إيكونومي Sharing Economy أو ما يعرف بـ الاقتصاد التعاوني بمعني أنه يتعاون أفراد مع بعضهم لتقديم خدمة تحت مظلة إدارية لنتظيم آلية العمل لكي يستخدم شخص تلك الخدمة مثل أوبر و كريم في مجال وسائل الانتقال أو أير بي إن بي التي تعمل في مجال العقارات والإيجارات.
بدأ رحلة البحث عن طبيعة مشروع يعمل فيه لخدمة فكرة الاقتصاد التعاوني, وكذلك البحث عن منظمات يستطيع الحصول منها علي أرقام وأبحاث وبيانات عنه ومن خلال البحث توصل إلي إحدي المنظمات التي تدعي وي شير بمعني نعم شارك وتجاوبت معه بتفاصيل عن الاقتصاد التعاوني.
أنهي إيليا دراسته عام 2014 وقرر أن يبدأ رحلته والعمل الحر, وفي نفس الوقت تلقي دعوة للمتطوعين عبر الايميل من منظمة وي شير Ouishare للانضمام لـ وي شير فست وهو حدث بدأ في باريس بفرنسا عام 2013 يتم فيه تداول معلومات كثيرة حول موضوع أساسي من جوانبه المختلفة, بتفكير نقدي, لدراسة المعلومات بشكل بناء.
ومنذ ذلك الوقت حتي اليوم وهو يعمل في وي شير ووصل إلي عضو مجلس إدارة تلك المنظمة.
وفي عام 2017 أسس وي شير إيجيبت بالقاهرة, حيث يعمل كرائد أعمال ويقوم بمشاريع كثيرة من استشارات وتدريبات للأفراد والشركات المختلفة ووضع استراتيجيات لشركات غير حكومية ومساعدة رواد الأعمال الشباب وإرشادهم في مجال العمل.
اقتربت وطني من الحكاية وكان لنا حوار مع إيهاب إيليا صاحب الفكرة…
* ما هي منظمة وي شير؟
** ولدت فكرة وي شير عام 2011 في باريس, حيث تقابل أربعة أفراد علي تويتر لمناقشة سبب نجاح الاقتصاد التعاوني.. وما الذي يجعل شخصا يفتح بيته لأناس لا يعرفهم لكي يستضيفهم لتأجير بيته أو حتي غرفة في بيته ومن ناحية أخري ماذا يجعل المستأجرين يثقون في مستوي وأمان هذا المكان؟ كلها أسئلة طرحت من هؤلاء.
هؤلاء الأربعة بدأوا يعملون مدونة إلكترونية blog باللغة الفرنسية باسم الاستهلاك التعاوني
Consommation Collaborative لكي يفهموا ويناقشوا سبب التغيير الجذري الذي حدث للناس وما هو الاحتياج الحقيقي للناس الذي أدي بهم لفتح بيوتهم لمجهولين.
بدأت وي شير بأربعة أشخاص واليوم وصلنا الي حوالي 80 فردا في 40 مدينة بعشرين دولة وهذا الانفتاح حدث بشكل تلقائي فلم يكن لدينا خطة انفتاح مسبقة, لكن الناس عندما سمعوا عن ما تقدم وشاهدوا كيفية تقديمه كانوا يطلبون عمل وي شير في المدينة والمجتمع المحلي الخاص بهم, كأنهم فروع وي شير محلية في كل مدينة.
حاليا هي منظمة غير ربحية تأسست رسميا في يناير 2012 في باريس وتطورت بسرعة من مجموعة من المتحمسين إلي مجتمع عالمي منتشر في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية والشرق الأوسط بدعم من شبكة وي شير كونيكتورز
Ouishare Connectors التي تقود المشاريع والأنشطة, فإن فروعها الرئيسية هي باريس وبرشلونة ولندن وميونيخ ومونتريال وكذلك القاهرة.
من خلال وي شير الآن نقدم المهرجانات الكبيرة ـ وي شير فست ونقدم استشارات للشركات والمنظمات غير الحكومية, وأحيانا للحكومات ونحاول توضيح طبيعة الاقتصاد الجديد وإلي أين يتوجه العالم في المستقبل.. ونسلط الضوء أيضا علي أهمية مراعاة الجانب الاجتماعي والبيئي في أي أعمال أو مشروعات حالية, فلا يمكن إغفالها في أي مشروعات اقتصادية أو ربحية.
وفي 2019 أصبح الوعي أعلي بكثير وأصبح غير مسموح بالمساس بالجانب الاجتماعي والبيئي لإقامة أي أعمال أيضا نقوم بأبحاث غير أكاديمية ـ بمعني أبحاث ميدانية, ونقوم بعمل حضانات للمشاريع المهمشة التي تتعلق بالمجتمع أو البيئة أو التكنولوجيا المفتوحة المصدر Open Source technology
أما عام 2013 زاد عدد المتابعين لهم حتي فكروا أن ينظموا حدثا كبيرا لزيادة عدد متابعيهم, فأطلقوا عليه أسم وي شير فست.
من أمثلة ذلك قمنا بعمل برنامج مدته خمسة أسابيع اسمه بوك 21 (Poc 21) لنحو اثني عشر مشروعا مفتوحة المصدر بمعني إنه يمكن لأي شخص أو جهة فتحها علي الإنترنت واستغلالها تلك المشروعات كانت في نفس الوقت تعالج مشكلة من المشاكل البيئية.
* كيف بدأ وي شير في مصر؟
** بدأ وي شير في مصر بحدث تم تنظيمه في 26 سبتمبر 2016 بواسطة مجموعة صغيرة من المتحمسين ووصل المشاركون فيه إلي أكثر من 100 شخص.
وي شير إيجيبت هي واحدة من الشركات التي إنبثقت في مصر من وي شير العالمية, حيث يتم اتخاذ القرار فيها بطريقة ديمقراطية, وهي أول منظمة في هذا المجال في المنطقة المحيطة وأفريقيا.
* ما هي مبادئ وي شير؟
** مبادئ اتفقنا عليها كلنا كأعضاء وهي:
أولا ـ اعمل من خلال تعدد الآراء والمشاركة Do – ocracy وما تراه صوابا وبناء يمكنك عمله بما يوافق مبادئك ومبادئ المنظمة .
ثانيا: بث تجريبي دائم Permanent beta بمعني عندما يكون مشروع جديد أو موقع جديد يطلق عليه في عالم التكنولوجيا بيتا فيرجين beta version أي البث التجريبي لهذا المشروع فنحن في وي شير نعيش 24 ساعة في اليوم في مشروع تجريبي بمعني أن كل شيء لدينا اليوم يمكن تغييره غدا للتحسين والتجويد أو التعزيز, فلا يوجد شيء ثابت لا رجعة فيه.
ثالثا ـ التعاون Collaboration, روح التعاون يكون بيننا داخل وي شير وبينها وبين منظمات أخري, ويكون هذا التعاون بشفافية تامة وكل شيء مكتوب ومدون ويخلو من أي مصالح أو أجندات شخصية, والتعاون يكون بهدف خدمة المجتمع أو البيئة.
رابعا ـ الانفتاح Openness , كأشخاص نعمل في وي شير نحن منفتحون لأبعد مدي علي المجتمعات المختلفة, وفي نفس الوقت كل القرارات التي نتخذها تكون بشكل طرح الفكرة ومتابعة تعليقات الناس والتصويت عليها بشكل كأنه برلمان إلكتروني.. وهذا يجعل المنظمة تعمل بشكل ديمقراطي رائع ومريح للعمل حتي الإنتاج الفكري الذي ننتجه يكون مفتوح المصدر بمعني أنه متاح للكل Open Source.
وي شير لها موقع علي النت يتم فيه رصد كل أفكارنا ومبادئنا وطبيعة المشروعات التي نتبناها, فالمجتمع كله يجب أن ينفتح ويتعاون. الحصول علي معلومات من وي شير خاصة بأي اختراع جديد يمكن لشخص أن يستخدمه علي المستوي الشخصي, أما لو كان الاحتياج للاستخدام بشكل ربحي من خلال شركة يتم عمل تعاقد أو اتفاق تجاري ليستفيد الطرفان.
خامسا ـ وآخر مبدأ الحرص Care والحرص هو يكون علي الأشخاص الذين نعيش معهم وعلي البيئة التي نعيش فيها.
* ما هو الفكرالجديد الذي تقدمه المنظمة؟
** نحن نعيش في عالم المعرفة, لو معي تفاحة وبعتها لك سيكون معك أنت التفاحة وسأكون أنا خسرتها.. أما الآن التفكير يختلف فلو عندي معرفة وقدمتها لك سنكون نحن الأثنان عندنا نفس المعرفة.. لذا المفهوم الجديد يقول: إن ما أقدمه من معرفة لاينتقص من عندي لكن يثرينا جميعا وتوجد معادلة حسابية تقول: معرفة + معرفة = معرفة ثالثة فكلما كانت المعرفة مجانا كلما استفاد الناس وكلما كبرت المعرفة والفائدة عادت علي أنا مصدر تلك المعرفة بشكل أو بآخر.
* كيف تدار الجلسات المعرفية لإيجاد الحلول لبعض المشكلات؟
** من خلال المؤتمرات التي نقيمها وي شير فست والهدف منها هو الفهم بالاجابة علي التساؤلات, حيث نجلس حول مائدة حوار تفصيلي في موضوع معين أو مشروع أو هدف معين.
وما نجحنا فيه أننا ندعو للحوار معنا شخصيات تعمل في نفس المجال وغالبا لا يتكلمون معا خارج هذا اللقاء, بمعني مثلا لو أنا في احتياج لحل مشكلة الزحام بمصر, لذا سنختار مسئولين في الحكومة وشركات خاصة وشركات غير قابلة للربح والأفراد العاملين في هذا المجال مثل سائقي التاكسي ومستخدمي وسائل المواصلات لذا المشاكل التي نحاول حلها يجب أن نجمع مختلف الأطراف المعنية بها وليس فقط المختصين في هذا المجال, لكي نتوصل لحلول ترضي الجميع.
وفي نفس الوقت لو فكرنا أيهما أكثر نجاحا وأي حل يفيد الناس كلهم أكثر؟ هل هو الحل الذي وجده شخص أو شركة أم الحل الذي فكر فيه مجموعة أفراد كبيرة وتم افرازه نتاج ذكاء جماعي؟.
ما نفعله هو سماع كل الأطراف المعنية ونحاول بقدر المستطاع تجميع الأطراف المعنية للنقاش وإيجاد حل بناء.
* ما هي فكرة ألط شيفت Altshift؟
الفكرة بدأت في ذهني والصدفة جمعتني مع شخص من مصر استقبل كلامي باستحسان وساعدني لأبدأ هذا الحلم, ومن هنا بدأ التخطيط للحدث في مصر.
لم أرد أن ابدأ في مصر بـ وي شير فست كعلامة تجارية لأنها علامة تجارية أوروبية, فأردت خلق كيان جديد علي أرض مصر مع المصريين حتي لو يتشابه مع وي شير فست في المضمون.
من ألهمني بذلك زملائي في البرازيل, حيث يقيمون وي شير فست في بلدهم ويسمونه كولا بورا ميريكا Colaboramericaبلهجتهم وبما يتناسب مع مجتمعهم فمن هنا بدأنا نفكر في الاسم الذي سنقدمه للمجتمع المصري وهو
Alt Shift festival ألط شيفت فيستيفال.
* كيف تحقق ألط شيفت أهدافها وتقيم أنشطتها؟
** من الأشياء التي يجهلها بعض الناس, مثلا أن شركة ايكيا العالمية شركة موجودة في 36 دولة اليوم وحققت نجاحا كبيرا وهي مثل يحتذي تعمل بأسلوب يواكب العصر الحالي وأيضا برغم أن أغلب منتجاتها من الأخشاب إلا أنها لا تقوم بتقطيع الغابات الطبيعية حول العالم بل تمتلك مساحات من الغابات الصناعية تقدم لهم الأخشاب بنسب أكثر من احتياجهم المرصود وهذا معناه أن هذه الشركة الضخمة مشاريعها تقوم علي استخدام الموارد لكنها لا تهدم الموارد الطبيعية بل تحاول استخدام الموارد مع الاستثمار في زراعة غابات أكثر حتي لا يكون تأثيرها سلبيا علي البيئة.
الهدف اليوم هو توعية الشباب الذين سيكونون رواد أعمال في يوم ما ويمكنهم عمل مشاريعهم بهذا الفكر التنموي.
وفي نفس السياق ما نفعله علي أرض الواقع, نوضح أيضا خلال المؤتمرات التي ننظمها في وي شير بصفة عامة وفي altshift بالقاهرة بصفة خاصة, أن ما نقوله ونناقشه بخصوص البيئة يتم تطبيقه في المؤتمر نفسه, بمعني أننا في مؤتمر العام الماضي حققنا ما يطلق عليه zero waste زيرو ويست أي مؤتمر لا يفرز قمامة إطلاقا وكانت تلك الخطوة أول مرة تحدث في الشرق الأوسط وأفريقيا كلها. عن طريق الاستغناء تماما عن المواد البلاستيكية الأحادية الاستخدام مثل الشفاطات وزجاجات المياه وزجاجات المياه الغازية, أيضا تقنين كم الأكل في أطباق الطعام الي الربع واتاحة تقديم المزيد في حالة الرغبة حتي لا يتبقي بواقي أطعمة في الأطباق لتلقي في القمامة.
وبذلك نجح هذا المؤتمر البيئي لتوفير كمية قمامة وتقديم أطعمة طازجة من منتجات محلية وتوعية الناس بأمثلة حية بسيطة يمكنهم تنفيذها في بيوتهم وشركاتهم بسهولة.
وإن كان هذا صعبا علي مجتمع بأكمله في العصر الذي نعيش فيه, فعلي الأقل يمكن أن يسعي للوصول لحالة اللا قمامة عن طريق وسائل كثيرة منها ما حاولنا تطبيقه في مؤتمرنا.
* ما النتائج التي خرجتم بها من مؤتمر العام الماضي؟
** العام الماضي كانت أول مرة يتم تنظيم هذا المؤتمر في مصر وموضوع المؤتمر كان يتناول المنصات Platforms لأنها أصبحت في حياتنا كثيرا مثل منصة اطلب للمأكولات أو منصة أوبر أو كريم لوسائل المواصلات وكنا وقتها محتاجين إن ننقل للحاضرين أن التكنولوجيا في حد ذاتها ليست هي الحل, لكنها الأداة التي تقدم الحل بمعني أينما وجدت مشكلة يجب أن نفكر فيها ونحاول إيجاد حل ونجرب هذا الحل ونقيمه ومدي تأثيره بالسلب أو الإيجاب علي جوانب أخري, وعندما نستقر علي الحل الأمثل وقتها يمكن استخدام التكنولوجيا فكثيرا ما نري شباب كل طموحهم عمل منصة علي الإنترنت والتفكير في هويتها والهدف منها يؤجل, ومع الوقت ينتج فشل لأن الهدف جاء في المرحلة الثانية وليس الأساس.
من ناحية آخري في العام الماضي في مؤتمر ألط شيفت, كنا نناقش النموذج التدويري في المدن
re-generatve city ونناقش كيف يمكننا تحويل مدننا لتكون منتجة وتعيد شيئا مفيدا للطبيعة من استخدامها إلي منتجاتها. في نهاية هذا اليوم قابلني شابان, وقالا إنهما تأثرا جدا بالمعلومات ثم سألاني: متي سنبني تلك المدينة؟ في العام الماضي في المؤتمر تكلمنا نظريا فقط لكن في خطة هذا العام سنقدم شيئا مختلفا وبعد سنة أو أثنتين يمكن نقدم نموذج من تلك المدينة المنتجة, لكي تصبح مدننا المصرية منتجة أكثر منها استهلاكية.
* ما خطتكم للعام القادم؟
** في ألط شيفت Altshift كل مرة نحاول خلق فكرة جديدة للحوار مع الحاضرين, ونظهر مشروعات مختلفة تعمل بطرق مختلفة في سياق الموضوع الذي نتكلم عنه كل الناس في العالم تعمل علي موضوع التنمية المستدامة Sustainability من أول الأمم المتحدة حتي أصغر الشركات في العالم لكن عندما نعرف ـ من كلام الأمم المتحدة نفسها ـ أن ما تنتجه الأرض في 365 يوما يستهلكه البشر في العالم كله في أقل من 212 يوما, أي نحو سبعة أشهر, ويوجد له مصطلح علمي يقال Earth OverShoot Day وهو اليوم الذي يتخطي البشر فيه قدرة إنتاج الأرض, وفي عام 2018 هذا اليوم كان الأول من أغسطس, أما في عام 2019 جاء هذا اليوم في أواخر يوليو… وبذلك نحن نعيش فيما يسمي الخط الأحمر, فكيف ونحن في هذا الوضع نحتاج إلي تنمية مستدامة؟!
فيجب إن نبدأ بالكلام عن التجديد
regeneration أولا تجديد الموارد التي نستخدمها في مجتمعاتنا وعلي مستوي العالم وتجديد العمل الذي نمتهنه بتطوير أسلوب العمل نفسه وتجديد الموارد البشرية التي تعمل في كل مجال, أيضا تجديد المقابل المدفوع لتلك الموارد البشرية, فلا يجب أن يكون المقابل مجرد نقود, لكن يجب أن يكون هناك مقابل علمي ومعرفي يرفع شأن البشر ويوسع مداركهم ويعطيهم قيمة علمية تنعكس علي أنفسهم ومجتمعهم, لأن الأموال تنفق أما المعرفة فتبني البشر.
وبذلك التجديد يمكننا أن نعود مرة أخري إلي الخط الأخضر, حيث تكفي الأرض احتياجنا مدة 365 يوما وبعدها نبدأ نتكلم عنما يعرف بالتنمية المستدامة.
ومن هنا فموضوع هذا العام في مؤتمر ألط شيفت سيكون عنوانه التجديد هو الحل.
regeneration is the key.
وقررنا أن نتكلم عن المدينة المنتجة كمثل فدرسنا تلك المدينة المثلي ووجدنا أن لها ستة مكونات وهي: الأعمال التجارية والمالية, والإسكان, والتخطيط العمراني, والزراعة, وسهولة التنقل والمواصلات, وإدارة الموارد سواء موارد طبيعية أو بشرية أو مالية فهي متعددة الجوانب.
من خلال مؤتمر هذا العام سنبحث عن فكرة التجديد في كل مكون أو قسم من أقسام المدينة المنتجة التي نحلم بها.
في نفس الوقت ليس الهدف هو مجرد كلام لأن الكلام كثير والعمل بفاعلية قليل, لذلك حلمنا هذا العام أن نجاوب علي سؤال الشباب من المؤتمر الماضي عندما قالوا هانبنيها أمتي المدينة المنتجة؟
سيتم تطبيق طريقة جديدة عالمية اسمها تفكير تصميمي Design Thinkingومن خلال هذا التفكير يتم بناء تصور لحلول المشاكل الموجودة فقديما كان المدير أو الإدارة يوضح المشكلة ويخترع حلها بدون طريقة مصممة لإيجاد الحل, لكن بالتفكير التصميمي يوجد ورش عمل معينة ودراسة شاملة لجوانب المشكلة ومن له يد في حل تلك المشكلة, ويتم عمل جلسات مع هؤلاء المعنيين بحل المشكلة ويتم التشاور معهم لحل المشكلة, وما نتوصل له يسمي الحل المبدئي, ويتم تجربة هذا الحل وتقييم نجاحه من عدمه وعمل تعديلات عليه وأخيرا يمكن تطبيقه علي نطاق واسع.
من طرق التفكير التصميمي طريقة اسمها إطار تطوير الآفاق الثلاثة الثلاثة آفاق يتم تداولها في ثلاث ورش عمل لكل نقطة من الست نقاط المذكورة بهدف الوصول إلي حلول وتصميمات لحلول في كل نقطة, ومنها يخرج المؤتمر بحلول أو تصور للمدينة المنتجة المرجوة التي تعمل علي التجديد وبذلك فإجمالي ورش العمل سيكون عددها 18 ورشة عمل.
مثال لهذه الفكرة يمكن تطبيقه علي التعليم, ففي أول ورشة عمل نحاول فهم كيف تعمل منظومة التعليم الآن Mapping, وفي ثاني ورشة عمل ندرس كيف يمكننا أن نجعل التعليم متجدد ونخترع أفكار وندرسها Ideation, أما في ورشة العمل الثالثة عن التعليم ندرس ما يمكننا عمله للوصول للتجديد المستهدف Enablers كل تلك الوسائل ستقوم علي خبرات القادمين للحدث ولا نملي عليهم حلولا من جعبتنا.
الناتج من المؤتمر سنقدمه في صورة ملف أو تقرير يكون مصدر مفتوح حتي يمكن للكل أن يقرأه أو يستخدمه ويطبقه علي أي مشروع, ونسعي أيضا لتقديمه للدولة ربما يضيف للخطط الاستراتيجية ونساهم كشباب مصري في تقديم ما يفيد بلدنا, ونحن نتواصل مع وزارة البيئة الآن ربما يكون المؤتمر تحت رعاية الوزارة.
كل ما تكلمنا عنه سيتم علي يومين, أما اليوم الثالث فالهدف منه الخروج بالإطار المعرفي الذي تداولنا فيه عبر يومين الي عدد أكبر من الناس وأسهل طريقة توصل بها رسالة لقاعدة عريضة من المجتمع هو من خلال الموسيقي والفن وبذلك سيكون اليوم الثالث مهرجان موسيقي للابتكار الاجتماعي سيتم دعوة المغنين والفنانين المشهورين لتقديم رسائل إيجابية وسط الانتعاش الذي ينتج عند الفرد يدعوهم لطرق مختلفة لعملك وطريقة مختلفة تعيش بها في مجتمعك وطريقة مختلفة تحافظ بها علي البيئة وطريقة مختلفة تتعلم بها وطريقة مختلفة تركب بها مواصلات.. يوم به معرفة وطاقة إيجابية.
وسنحاول أيضا ترشيح السوق البديل بمعني أنه سيتواجد في هذا اليوم أكشاك تعرض نماذج إيجابية نجحت في المجتمع مثل جمعية حماية البيئة بالمقطم وغيرها.
وكل هذا التنسيق للمؤتمر يتم مع منظمة من تشيلي في أمريكا الجنوبية واسمها
Fiis Festival International Innovation Social ومعناه المهرجان العالمي للابتكار المجتمعي, وبدأوا من أربع سنوات بفكرة دمج الثقافة والمعرفة بالموسيقي وبث الطاقات الإيجابية وعرض المشروعات البديلة واليونسكو وصفتهم بأن لهم طريقة غير تقليدية لتغيير العالم وجعله مكانا أفضل ومن هنا نسقنا معهم مؤتمرنا لننقل خبراتهم ونكون مؤثرين.
الهدف هو جمع ألف من الحاضرين خلال اليومين الأولين وما يزيد عن خمسة آلاف في اليوم الثالث لمشاركة وإلهام وبناء الحلول معا حول التحديات المحلية الحالية.
ومن وطني أوجه دعوة لكل المهتمين الموضوعات ليتواجدوا معنا ويقدموا ما لديهم من خبرات ومقترحات لإيجاد حلول في أكتوبر القادم.. تعالوا شاركوا معنا كيف نري المستقبل وكيف نريده.
* من تستهدف بالاقتصاد التعاوني؟
** نستهدف الناس المؤثرين في المجتمع أو من لديهم الرغبة في أحداث التغيير يمكن يكون وزير أو غفير المهم يكون لديه الانفتاح الفكري والقدرة علي التغيير في العام الماضي المتوسط العمري الذي شارك في المؤتمر كان بين 18 و 35 عام من فئات مجتمعية متنوعة منهم طلبة وأصحاب شركات وموظفين شباب وما يجمعهم كلهم لديهم فضول ولديهم وعي أننا نحتاج إلي تغير ولديهم رغبة للتغيير ومنفتحين.