فجأة ودون سابق إخطار استيقظ سكان منطقة ألماظة بمصر الجديدة منذ ثلاثة أسابيع علي حركة معدات وعمل نشيط اعتقدوا أنه لاقتلاع القضبان الحديدية لمسار مترو مصر الجديدة ومعها الحوامل المعدنية للكابلات الكهربائية التي تعلو مسار المترو- وذلك في شارع النزهة من ميدان تريومف حتي ميدان السبع عمارات وكذلك في شارع عمر بن الخطاب من ميدان السبع عمارات وحتي نهاية مسار المترو فيما يطلق عليه مخازن مترو مصر الجديدة… أقول اعتقد السكان ذلك لأن هذا المشهد بات مألوفا منذ عدة سنوات حيث يتم الاستغناء مرحليا عن قطاعات متتابعة من مسارات مترو مصر الجديدة والاستعاضة عنه بشبكة مترو الأنفاق وتوسعة الشوارع التي كان يشغلها لتحقيق سيولة للحركة المتزايدة المتسارعة للمرور السطحي مثلما سبق إنجازه في شارعي السيد الميرغني وأحمد تيسير المتعامد عليه.
لكن ماتبينه سكان منطقة ألماظة -وسائر المترددين عليها- أن العمل الذي يجري ليس مقصورا علي مساري المترو المذكورين إنما تشعب ليشمل أربعة محاور أخري الأمر الذي ينبئ بأعمال إنشاءات لكباري أو أنفاق في إطار ما يبدو أنه إعادة تخطيط لمحاور الحركة الرئيسية في منطقة مصر الجديدة… ولعلكم لاحظتم أنني أقول الأمر الذي ينبئ.. وفي إطار ما يبدو أنه.. هذا لأن العمل الذي يجري منذ أسابيع ثلاثة يتم بشكل أقل ما يوصف به أنه استفزازي لسكان المنطقة وللمواطنين عموما -وهو المسلك الذي دأبت عليه حكومتنا- فالمشروعات الهندسية الطموحة التي يتم تخطيطها وتصميمها لتطوير وتحديث شبكات الطرق وعلاج اختناقات المرور لا يكترث أحد بإعلام المواطنين بها- سواء القاطنين منهم في موقع الأعمال أو المارين به- وأنا أعرف أن تعليقات المسئولين علي كلامي هذا ستكون: هو إحنا عمالين نشتغل وأنتم مفيش حاجة عاجباكم؟… أو ستكون: محدش بيقدر ولا بيشكر إنما الكل بينتقد… لكن الحقيقة المؤسفة في حالتنا هذه أن سمة التعالي وعدم الاكتراث ثابتة في التعتيم الغريب علي ما يجري تنفيذه, علاوة علي الإهمال الجسيم في ترتيب وتجهيز المسارات البديلة للمرور في المنطقة والتي يتم توجيه الناس إليها ووضع اللافتات الإرشادية المؤدية لها لكفالة حركة مرورية منسابة ومنظمة طوال فترة الإنشاءات المزمعة… والنتيجة المؤسفة أن الفوضي أصبحت تعم المنطقة والسيارات تدور في حلقات مفرغة تبحث عن سبل بديلة للتقاطعات اللذين ضربا المحاور الرئيسية الآتية علي مدار ساعات اليوم:
** امتداد شارع أبوبكر الصديق في اتجاه مطار ألماظة وحتي مستشفي مصر للطيران ومواقف أتوبيسات الأقاليم.
** شارع النزهة من ميدان تريومف وحتي ميدان السبع عمارات.
** شارع السيد الميرغني من تقاطعه مع شارع أبوبكر الصديق وحتي ميدان السبع عمارات.
** شارع عمر بن الخطاب من مخازن مترو مصر الجديدة وحتي ميدان السبع عمارات.
** شارع الحرية وتقاطعه مع شارع عمر بن الخطاب.
كيف يتم ذلك التخطيط العشوائي والاستخفاف بحقوق المواطنين بزعم أن مشروعا كبيرا طموحا يجري تنفيذه؟!!… كيف تسول الحكومة لنفسها التفريط في مسئوليتها تجاه إخطار الناس بالمشروع الذي سوف يعترض منطقتهم ويغير من محاور حركتهم؟!!… كيف تهمل الحكومة في دراسة محاور الحركة البديلة ووضع نقاط التقاطعات وأماكن الدوران للخلف التي تحل محل مثيلاتها التي أغلقت بسبب بدء الإنشاءات وتوفير اللافتات الإرشادية الواضحة المؤدية إليها؟!!… وفوق ذلك كله كيف لا تكترث الحكومة بوضع لوحات كبيرة في مواقع الإنشاءات تحمل اسم المشروع وشكله التصميمي ومدة تنفيذه والجهات المسئولة عن تصميمه وتنفيذه والإشراف عليه؟!!… ألا تلزم الحكومة سائر مؤسسات القطاعين العام والخاص والمواطنين بعمل ذلك كله علي مواقع المشروعات التي يقومون بتنفيذها؟… ألا تتولي أجهزة الحكم المحلي مراقبة ذلك وتحرير المخالفات لجميع حالات عدم الإعلان علاوة علي جميع حالات إشغالات الطريق أو غلق أجزاء منه أو عرقلة سيولة المرور؟… هذا عن مواقع محدودة ومشروعات محددة, فما بالنا والحكومة ترتكب جميع تلك المخالفات علي نطاق متفش يصيب منطقة كبيرة بالارتباك والفوضي؟!!
إنني أوجه الدعوة للدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء أن يتفضل بزيارة منطقة ألماظة التي أشرت إليها تفصيلا وذكرت جميع المحاور الرئيسية التي تشهد أعمال المشروع الضخم الذي لا نعرف عنه شيئا حتي الآن, ليتفقد بنفسه الأمر الواقع علي الطبيعة, لعله يصدر تعليماته بتدارك الانفلات والتقصير في التعامل مع المنطقة واحترام حقوق سكانها أثناء تنفيذ المشروع وحتي يكتمل.