خرجت علينا وسائل إعلام عالمية وفى مقدمتها شبكة الـ “بي بي سي” الإخبارية البريطانية بخبر إفلاس شركة “توماس كوك” البريطانية ، منوهة أن ذلك الموقف جاء بعد فشل مفاوضات اللحظة الأخيرة، التي هدفت لإنقاذ الشركة من الإفلاس ، وأشارت الـ “بي بي سي” إلى أن أقدم شركة سفر في العالم أمضت مساء الأحد في مفاوضات مع المقرضين، في محاولة لتوفير التمويل الإضافي والتوصل لإتفاق، لكن دون جدوى ، كما أشارت إلى أن الشركة طلبت مساعدة مالية من الحكومة البريطانية، وهو الحل الذي دعت إليه أيضا منظمات عمالية ونقابات .. وكانت “توماس كوك” قد تعرضت لأزمات مالية فى الآونة الأخيرة، وحاولت شركة “فوصن” الصينية شرائها وتسديد الديون إلا أن المحاولات لم تنجح ، وكانت هيئة الطيران المدني البريطانية قد وضعت طائرات على أهبة الإستعداد، في حال إعلان الشركة إفلاسها .
وقالت توماس كوك في بيان نشرته شبكة الـ “يورونيوز” : أنه في ساعة مبكرة من اليوم الإثنين إنه و”على الرّغم من الجهود الكبيرة” لم يكن من الممكن التوصل لإتفاقية بين المساهمين في الشركة والممولين الماليين الجدد المحتملين ، وقال رئيس المجموعة بيتر فانك هاوسر: أاسف “ليوم حزين للغاية” مع خسارة آلاف الوظائف ،وأضاف “يؤسفني جداً كما باقي أعضاء مجلس الإدارة أننا لم ننجح” ، وأضاف رئيس “توماس كوك” قائلاً “إنه يوم حزين للغاية للشركة التي كانت رائدة في الرحلات السياحية وأتاحت السفر لملايين الناس حول العالم”.
كما جاء في بيان الشركة أنه “في أعقاب انهيار “توماس كوك” وإلغاء كافة رحلاتها، فإن وزير النقل غرانت شابس أعلن أن الحكومة وهيئة الطيران المدني البريطانية استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافرين إلى البلاد مجانا” في خطوة وصفها البيان بأنها أكبر عملية من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية ، وأضاف البيان “لذلك، خلُص مجلس إدارة الشركة إلى أنّه ليس لديه خيار سوى اتّخاذ خطوات للدّخول في تصفية إلزاميّة بمفعول فوري”.
من ناحية أخرى نشرت وكالة “رويتر” تقريراً بريطانياً تعهد فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون بإعادة المسافرين البريطانيين العالقين، وكشف عن أن الحكومة رفضت طلبا من “توماس كوك” يتعلق بصفقة إنقاذ بنحو 150 مليون جنيه إسترليني (187.1 مليون دولار) بسبب ما قال إنه “خطر أخلاقي”.
هذا ويرجع اسم الشركة وتاريخها إلى مؤسسها “توماس كوك” الذى ولد فى 22 نوفمبر 1808 وتوفى فى 18 يوليو 1892 ، فقد كان رجل أعمالاً بريطانياً ورائداً في صناعة السياحة والسفر ، والذى أسس مكتب السفريات ذات الشهرة العالمية .. ولد توماس كوك في ديربيشاير، بـإنجلترا، وترعرع في ظروف فقيرة .. ودخل المدرسة في سن العاشرة ، ثم اشتغل بعدها بائع للكتب.. في 5 يوليو 1841 نظم “توماس” هو وصديقه “ماريو” رحلةً بالقطار كان على متنها 570 ناشطاً من ليستر إلى لافبرا ، كما نظم أيضاً في وقت لاحق رحلات أخرى بالقطار والسفن البخارية ، في عام 1872 نظم رحلةً حول العالم بطول 40،000 كلم، دامت 222 يوماً .. وكانت أول رحلة برية أوروبية نظمها كوك عام 1855 ، في 17 مايو 1861 قام كوك بتنظيم رحلة عمل بواسطة القطار، والسفينة إلى باريس، وفي عام 1866 قام بتنظيم رحلة أخرى لأول مرة إلى أمريكا .. هذا وتدير الشركة فنادق ومنتجعات وشركات طيران وتقدم خدمات إلى أكثر من 19 مليون شخص سنويا في 16 دولة، وهناك أكثر من 600 ألف عميل لها خارج بلادهم بالفعل في عطلات حاليا، مما يضطر الحكومات وشركات التأمين لتنسيق عملية إعادة ضخمة.
قامت شركته بتنظيم رحلة إلى الأقصر في مصر في جولة عبر نهر النيل .. حيث عملت شركته عقداً لنقل حملة الجنرال غوردون إلى السودان عام 1884 ، كانت هذه الشركة السياحية التي أسسها توماس كوك وأبنه عام 1871 مملوكةً للعائلة إلى عام 1928.
من جانبها صرحت هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة (CAA) أن منظمي الرحلات “توقفوا عن التداول بأثر فوري”، الأمر الذى تسبب في أكبر عملية إعادة إلى الوطن، حيث بدأت فى إعادة أكثر من 150000 من المصطافين البريطانيين إلى بلادهم .. وعبر بيتر فانهاوسر، الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك، عن أسفه لانهيار الشركة، معلقاً على دخول الشركة للتصفية الإلزامية .