تشهد الكنائس القبطية في مصر وسائر بلاد المهجر، احتفالات عيد الشهداء “عيد النيروز”، والموافق ١١ أغسطس من كل عام عيد رأس السنة القبطية، والذي عرف أيضاً برأس السنة المصرية في العصور الوسطى إبان حكم المماليك.
والمعروف أن المسيحية قدمت الكثير من القديسين وملايين الشهداء والمعترفين نتيجة اضطهادهم بداية من العصور المسيحية المبكرة مع ظهور السيد المسيح ملك الملوك ورب الأرباب له كل مجد بالقرون الأولى وحتى القرن الرابع في عهد الإمبراطورية الرومانية مروراً بالعصور الوسطى التي شهدت اضطهادات في ظل الخلافة الإسلامية عقب الفتوحات “الغزوات” الإسلامية وغيرها، ومازالت تقدم المزيد من الشهداء والمعترفين حتى عصرنا الحديث هذا بالعديد من الدول الشيوعية والإسلامية التي تتعمد اضطهاد المسيحيين من خلال سياسات، قوانين ودساتير حكوماتها، ومنها: الصين , كوريا , تركيا وبعض دول الشرق الأوسط، وأيضاً على أيادي بعض التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تنتمي إلى جماعات الإسلام السياسي المدعومة مالياً ولوجستياً من جانب بعض الدول الإسلامية.
فى ظل هذه الاضطهادات على مر الأزمنة والعصور، شهدت المسيحية أيضاً ملايين من المعترفين الذين تعرضوا للعذابات والاضطهادات دون استشهاد ووضعتهم الكنيسة في رتبة بعد الشهداء ورفعتهم الكنيسة إلى رتبة الأسقفية، بعد انتهاء حكم دقلديانوس وظلت رتب كل من الشهداء والمعترفين في الطقس الكنسي أعلى من أي لقب كنسي آخر , ومجداً للثالث الأقدس قرر المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية العام الماضي ٢٠١٨ في عهد البابا تواضروس الثاني تخصيص يوم ١٥ فبراير عيداً لشهداء الكنيسة في العصر الحديث والذي يوافق ذكرى استشهاد أقباط ليبيا الذين تمسكوا بإيمانهم المسيحي ونالوا أكاليل الشهادة ذبحاً على يد عناصر داعش الإرهابي تكريماً وتخليداً لذكراهم كذلك الذين استشهدوا جراء العمليات والتفجيرات الإرهابية التي لا تحصى ولا تعد تحت مسمع الجميع وطالت العديد من الكنائس والمواقع خارج الكنيسة.
كما منح المجمع المقدس المصابين أيضاً لقب “معترفين” .
أطلقت على كنائسنا وأديرتنا القبطية اسماء البعض من الشهداء والمعترفين وأيضاً القديسين، كما تحتفل بأعيادهم الروحية كل منهم على حد سنوياً ويذكر لنا السنكسار جميع سيرتهم العطرة.
كما تذكرهم وتمجدهم الكنيسة بالقداسات الإلهية، احتفالاً بعيد نياحتهم وخصصت للشهداء عيداً جماعياً كنسياً “عيد النيروز”، تحتفل به جميع كنائسنا ويطوف الكهنة والشمامسة حاملين أجساد ورفات القديسين لدى كل كنيسة ودير فى زفة روحية مرددين الترانيم والتسابيح الروحية في صلاة عشية العيد.
وفي المقابل ليس هناك ما يسمى بعيد المعترفين الذين ذكرت سيرتهم بالسنكسار ونمجدهم في ذكرى نياحتهم ومنهم على سبيل المثال القديسين بيمن , يوحنا , أبانوب , يعقوب المشرقي وميلانيوس، إضافة إلى البابا أثناسيوس رقم ٢٠ حامي الإيمان والملقب بالمعترف، كذلك القديسات العذراء مريم والقديسة نيولاسادونيتا وغيرهم , فهل سيأتي يوماً ونحتفل سوياً بعيد للقديسين المعترفين المسجل سيرتهم بالسنكسار في عهد مجمعنا المقدس الذي اعترف بقداسة البابا كل كيرلس السادس والشماس الارشيدياكون حبيب جرجس وأقيمت كنائس تباركت بأسمائهم تحتفل بأعياد نياحتهم ؟ على أن يكون الاحتفال بالعيد مرتبط بعيد البابا أثناسيوس الـ٢٠ .
كما ارتبط عيد الشهداء برأس السنة القبطية , فليتنا نحتفل بعيد المعترفين مع عيد البابا أثناسيوس حامي الإيمان .