أقيمت الأحد الماضي الخامس عشر من شهر سبتمبر الحالي الانتخابات الرئاسية في تونس حسب ما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التونسية، بدخول 26 مرشحًا يتنافسون على منصب رئيس الجمهورية، والذى جاء أبرزهم رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد وقيس سعيد ونبيل القروي.
ينتظر الشعب التونسي نتيجة المرحلة الثانية أواخر شهر سبتمبر الحالي، والانتخابات التشريعية التى تنعقد يوم 6 اكتوبر المقبل.
ويتنافس كلا من المرشحين قيس سعيد ونبيل القروى في المرحلة الثانية على مقعد واحد، هو الفوز بالرئاسة التونسية.
وحسمت المرحلة الأولى نتيجتها لصالح المرشح للفوز برئاسة تونس قيس سعيد المستقل بعدد أصوات بلغ 620,711 اى نسبة 18.4 % ، فيما جائت نتيجة المرشح الثاني نبيل القروي “حزب قلب تونس” بواقع 525.571 صوتا اى بنسبة 15.6 % . في المرحلة الأولى.
و في تصريح خاص قال خبير الشؤون السياسية والعربية أشرف العشري “لوطنى” أن اختفاء كيانات الدولة التونسية الذين ظهروا بعد ثورة اليساريين عام 2011 من المشهد السياسي كان مفاجئة كبيرة، وما نراه من أحداث تجرى الآن يعد تصويت عقابي من قبل الشعب التونسي على يوسف الشاهد وعبد الكريم الزويدى.
وأضاف “العشري” إن هناك رفض لمجمل سياستهم وكل مايتعلق بـ”نداء تونس” والأحزاب التقليدية حتى بما فيها جماعة الاخوان الارهابية الممثلة في حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي المرشح وعبد الفتاح مورو.
وأضاف اشرف العشري ان قيس سعيد المرشح عن التيار المستقل يلعب دوراً مهما وجديداً في الطروحات التى طرحها بشأن ان يكون هناك امكانية اعادة في شأن نظم الحكم داخل تونس والبحث عن إحداث حالة من الانفتاح في المسار السياسي بدلًا من الانسداد الكامل والذى استمر بداية من ثورة اليساريين في تونس عام 2011.
واكد “العشري” ان هناك رفض كلي للتعاطف مع كل النظم التقليدية في تونس والتيار الاسلام السياسي، وهناك رهان على شخصية قيس سعيد والمتوقع بشكل كبير فوزه في الانتخابات التكميلية الرئاسية، مما سيؤدى الى ازاحة كل النظم السياسية في تونس والبحث عن شخصيات جديدة تلعب دورًا كبيرًا في جر تونس الى مسار أكثر انفتاحًا في المسار السياسي والاقتصادي، وايضا معالجة الخلل الأمني فيها.
وأوضح الخبير السياسي ان تونس بعد ثورة 25 يناير واجهت أكبر تحديات أمنية واقتصادية بظهور تنظيم داعش الارهابي وانصار الشريعة في واللذان لعبا دورًا مؤثرًا في القضاء على السياحة التونسية، مما أثر بالشكل الأكبر على الوضع الاقتصادي والذى تراجع خاصة بنسب بلغت 2.4 %، وبالتالي الأمل في قيس سعيد والذى يتمتع بعدة مميزات انه مستقل وأستاذ قانون دستوري ولديه طروحات ستعالج الأزمات التونسية من جذورها، وهذا يبقى طرف الرهان في انتخابات الاعادة في المرحلة القادمة.
هل ستحسم نتيجة الانتخابات في المرحلة الثانية ام سيكون هناك مرحلة ثالثة؟
أتوقع ان نتيجة الانتخابات ستحسم في المرحلة الثانية لقيس سعيد وخاصةً ان المنافس الثاني نبيل القروى متهم في قضايا فساد ورشاوى وغسيل اموال، وبالتالي كافة القوى السياسية التقليدية التى لم تنجح في المرحلة الاولى بنخابيهم واعوانهم ستتجه اصواتهم للمرشح قيس سعيد ولن يكون هناك مرحلة ثالثة .
واستكمل “العشري” توقعاته ان قيس سعيد سيحصل على كل الأصوات حتى الذين كانوا سينتخبون المرشحين السابقين ابرزهم وزير الدفاع عبد الكريم الزويدي ويوسف الشاهد حتى بما فيهم انصار المنصف المرزوقي وغيرهم وان هناك ضغط من تيار الاسلام السياسي في هذه الانتخابات بالمراهنة لصالح المرشح قيس السعيد، وستكون كافته هى الأرجح بحسم الانتخابات التونسية وربما سيحسم الجولة الثانية.
“تونس تواجه تحديات اقتصادية بعد ثورة اليساريين 2011”
في هذا الصدد علق الخبير اشرف العشري ان هناك مجموعة من التحديات الاقتصادية تواجه تونس في السنوات السابقة بسبب تراجع نسب النمو بشكل كبير وملحوظ وهذه من الأسباب التى ادت إلى قيام ثورة اليساريين التي لم يتم تنفيذها على ارض الواقع، والتراجع الكبير الذى شهدناه في الآونة الاخيرة بتونس من أرقام ونسب قليلة بمعدلات النمو وتراجع الناتج القومى السياحي وعدم البحث عن الحلول الاقتصادية من قبل الحكومات التونسية السابقة برئاسة المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي وفشلهم في توفير حلول اقتصادية بشكل كبير.
ونرى نفس المشهد الذى ينطبق على المسار الأمنى في تونس بظهور تنظيم القاعدة وانصار الشريعة والتى اصبحت قوية جدا وكل التنظيمات الارهابية في تونس تحالفت مع تنظيمات القاعدة الاسلامي في الجزائر وليبيا وادلب السورية وهروب وانتشار تنظيم داعش الارهابي المكثف بالأراضي الليبية والذى أثر بشكل كبير على شكل الحياة الأمنية في تونس واللذين لعبوا دورًا كبيرًا في تنفيذ الأعمال الاجرامية والارهابية خاصة خلال السنوات الاربع الماضية ومما كان له الأثر على السياحة وتراجع نسب النمو والتخوف لدى المستثمرين.
وفي ختام حديثه أكد الخبير اشرف العشري ان تونس عضو دائم وأساسي في الجامعة العربية.
واختتم “العشري” كلامه بأن المرشح التونسي قيس سعيد هو صاحب تيار قومي عروبي بشكل كبير جدا باحتسابة على القومية العربية.