(إش6:1-4)
في تذكار النبي إشعياء العظيم في الأنبياء, أشير إلي تسبحة الثلاثة تقديسات تلك التسبحة التي بقيت علي مر العصور كما غرستها كنيستنا الأرثوذكسية في قلوب أبنائها وعلي ألسنتنا نرددها في كل صلواتنا اليومية.
إن أصولها ترجع إلي ما رآه إشعياء النبي, فقد أبصر السيرافيم أحد الطوائف الملائكية يهتفون: قدوس قدوس قدوس…. ومن قوة هذه التسبحة اهتزت الأرض وامتلأ البيت دخانا (إش6:4), وحينذاك صرخ إشعياء في خشوع ورهبة: ويل لي قد هلكت.. لأن عيني قد أبصرتا الملك رب الجنود (إش6:5), وهنا لم تصمت السماء أمام اعترافه بضعفه وعدم استحقاقه فأرسلت سيرافا- أحد السيرافيم- يلتقط مجمرة من علي المذبح طائرا بها إليه ليمس شفتيه معلنا له: قد انتزع إثمك (إش6:6-7).
حقا هذا عجبا حين نتأمل أن في هذا الأمر النواة الأولي لسر التناول أي الإفخارستيا فإن هذه المجمرة كانت رمزا لجسد السيد المسيح له كل المجد الذي يعطي لمغفرة الخطايا بعد ممارسة سر التوبة أي الاعتراف.
يطلق علي النبي إشعياء النبي الإنجيلي لأنه تنبأ بالكثير مما جاء علي لسان الإنجيليين الأربعة بل سبقهم بنبوءته عن ميلاد السيد المسيح من العذراء القديسة مريم.
حل تذكار نياحته في السادس من الشهر القبطي توت, وفي هذه التصويرة الأثرية برع الفنان القبطي في توضيح الرؤيا بكل تفاصيلها.
e.mail [email protected]