نظمت سفارة اليونان بمصر بالتعاون مع الجمعية اليونانية بمصر، مؤتمر صحفي للإعلان عن إعادة افتتاح كنيسة القديسة هيلانة والقديس قسطنطين للروم الأرثوذكس بعد ترميمها.
حضر المؤتمر خرستوس ابوستولوبولس المستشار الإعلامي بسفارة اليونان بمصر وخرستوس بابديس رئيس رئيس الجمعية اليونانية بالقاهرة، والمطران جورج متروبوليت غينيا ممثلا عن صاحب الغبطة البابا ثيؤودورس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس ونظمت كلمات الحضور الصحفية كاتيا تسمبلاكي.
قالت “كاتيا” إن هذه المناسبة تعتبر إضافة في حلقة الوصل العريقة في تاريخ العلاقة المميزة بين مصر واليونان، مشيرة إلى أن مصر تعتبر رمز للتعايش السلمي بين الأديان، موجهة الشكر لخرستوس بابديس، رئيس الجمعية اليونانية، وايكاتيريني سوفيانو بيليفاندي ، سيدة الأعمال، لما قاموا به من ترميم الكنيسة، كما وجهت الشكر للبابا ثيؤدوروس الثاني لرسالة المحبة التي يقدمها في كل العالم.
فيما تطرق خرستوس ابوستولبولوس إلى مستوى العلاقات بين مصر واليونان وقبرص والذي وصل إلى أفضل مستوى له حتى الآن، موضحًا أن هذا الثلاثي والذي وصفه بالماسي سيساعد على المزيد من توطيد العلاقات لخدمة منطقة المتوسط.
وقام المطران جورج، ممثلا عن بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وسائر إفريقيا، بتوجيه الشكر الحار للرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطات المصرية لمنح الفرصة بترميم الكنائس اليونانية لتسليمها للأجيال القادمة. معبرًا عن سعادته لدور الكنيسة اليونانية والمجتمع اليوناني بمصر في التقريب بين البلدين العظيمين.
وقال: ”يجب أن نعيش سويا في سلام ومحبة حتى نسعد سويا بهذا العالم الذي منحنا إياه الخالق وأن نحترم هذه الهدية التي منحنا إياها الله ونسلمها إلى الأجيال القادمة، ولكي ننجز ذلك يجب أن نحترم ونحب أقراننا البشر، حيث أن الإنسان على صورة الله. وحضورنا اليوم هو أكبر دليل على التعايش السلمي بين البشر، فبالرغم من اختلاف أديانهم إلا انهم يعيشون على هذه الأرض الكريمة. والتعايش السلمي بين الأديان يبدأ من مصر وهي أفضل نماذج التعايش السلمي بين الأديان، وهذا المثال يجب أن يحتذى به على مستوى دول أخرى أيضًا.”
وتابع متروبوليت غينيا قائلًا: “منذ القرن الرابع بعد مرسوم قسطنطين الشهير الخاص بالتسامح بين الأديان فكل شخص يمكن الإيمان بما يريد أن يؤمن به. وطبعا هذا القرار الذي أصدره قسطنطين كان متعلق بوقف اضطهاد المسيحيين، ولكن جوهر القرار في حد ذاته يجب أن يطبقه الجميع الآن، بتطبيق قيم التعايش السلمي واحترام إيمان ومعتقدات أقراننا من البشر، وبالأمس قمنا بزيارة القمة المقدسة في جبل موسى وهناك قابلنا العديد من البشر الذين يدينون بأديان مختلفة مثل الهندوسية إلى أنهم جاءوا إلى جبل موسى لنوال البركة منه في مثال للتعايش السلمي على أرض مصر ولهذا أقول أن مصر هي النموذج للتعايش السلمي الذي يجب أن يطبق في أماكن أخرى أيضًا.”
فيما قال خرستوس بابديس: “لدينا كنائس يونانية في مصر بنيت من مئات السنين وقد خططنا لأن تبقى تلك الكنائس مزيد من السنين، لأننا في داخلنا نعرف إننا لسنا ضيوف أو عابرين وينبع هذا الإحساس من أشقائنا المصريين ومن القيادة الرشيدة في مصر التي لم تشعرنا أبدًا أننا ضيوف، ففي الواقع نحن جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع.”
وأوضح أن الكنيسة تتكون من المبنى الكنسي بالإضافة إلى الساحة التي يمارس فيها الكشافة اليونانية أنشطتهم، مشيرًا إلى أن الكشافة اليونانية بمصر تتبع الحركة الكشفية باليونان بموجب تصريح استثنائي من الحكومة المصرية، وقد تأسست الكشافة اليونانية عام 1913 أي بعد تأسيس الحركة الكشفية العالمية بعام واحد.
وتطرق بابديس إلى إن الوضع بالكنيسة قبل الترميم كان مأساوي، حيث كانت تواجه الكنيسة عدة مشاكل منها مشكلة المياه الجوفية والتي ارتفعت بشكل يتراوح ما بين مترين وثلاثة أمتار من نقطة الصفر، فأثرت على الأساسات ومواد البناء بل وأثرت على الأيقونات أيضًا، ملمحًا إلى تغيير قواعد الأعمدة لوجود صدأ على الأعمدة، لافتًا إلى أن كل المشروع بداية من الحفر لحد النهاية والذي تضمن الدان وتغيير نظام الكهرباء وتركيب التكييفات تم في خلال 13 شهرًا وتكلف 700 ألف يورو أي حوالي 12 مليون جنيه مصري. وأضاف: قطعا نحن احتفظنا بالطراز المعماري، بل أننا استطعنا استعادة الشكل الحقيقي القديم للكنيسة لحدوث تغيرات بشكل الكنيسة نتيجة الرطوبة وأشار إلى أن الكنيسة تتمتع بطراز فريد يجمع ما بين البيزنطي والإغريقي”.