تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى صوراً وفيديوهات لأعمال فنية، خُيل للوهلة الأولى لهم أنهم فنانون عالميون على درجة عالية من الإتقان الفنى، إلا أن المفاجأة الكبرى أن هذه الأعمال لفنانة شابة مصرية فى السنة الأخيرة بكلية العلاج الطبيعى. وتواصلت “وطني” مع الفنانة مادلين أشرف، للتعرف على الجوانب المؤثرة فى شخصيتها المُميزة .. فإلى نص الحوار :
** فى الباداية قالت “مادلين” : أنا أسمي مادلين أشرف أمين عوض أبلغ من العمر 21 عاماً، وطالبة في كلية العلاج الطبيعي- جامعة القاهرة، بالفرقة الربعة .
** حكايتي مع الرسم طويلة .. فأنا بدأت الرسم منذ سنة تانية إعدادي، والسبب الذى دفعنى لأن أحب الرسم هو أنه كانت لى صاحبة أسمها “ساندرا ” وكنت أحبها كثيرأً وكانت بترسم ، وبالفعل بدأت أرسم و كنت بأطلعها على شغلي؛ وقالت : “لو حد شاف هذا الشغل فى الوقت الحالى، هيقول استحالة أن صاحبة هذا الرسم وصلت لهذا المستوي المتقدم الذى وصلت إليه الآن” ، وأضافت “مادلين”: كانت “ساندرا” تقول لي: “جميلة الرسمة جداً.. كملى” بنبرة صوت مازلت أتذكرها إلى الآن” .. وذلك حتى وصلت إلى بداية المرحلة الثانوية ثم ذهبت كل واحدة منا لمدرسة مختلفة .
وقالت “مادلين”: في المرحلة الثانوية مريت بظروف صعبة، حيث مر والدى بظروف صحية صعبة ؛ تمثل فى إصابته بمرض السرطان فى المخ، وبعد مرور 4 سنوات في صراع مع المرض رحل والدى .. وبعد الانتهاء من استقبال العزاء، روحت و مبكتش ، وبالمناسبة كان أبى مصدر حب و تشجيع قوى بالنسبة لى ، وأضافت : كنت أعيش ظروف نفسية صعبة فلمجرد أنى كنت بفكر ليوم من الأيام أن والدى مش هيكون في حياتي تاني كنت “ببكي” ، وكان “الرسم” هو الشئ أللى بيخليني أكمل في الظروف ديه ، فلقد كانت الطاقة الإيجابية التى كنت أخذه منه كانت كبيرة ، مما جعل “الرسم” مصدرى الوحيد للهروب من الواقع كما يُقال .
وأكملت مادلين أشرف قائلة : لكن بعد مرور يوم عزاء لـ “أبى” مسكت ورقة و قلم و رسمت لحد ما غلب عليا النوم ، و كنت عندما أشعر أن الحياة صعبة كنت بأمسك ورقه و قلم و أرسم ، حتى أصبحت وسيلتى المفضلة للهروب من الواقع الصعب بل وسيلة للتعزية أيضاً ! حيث أصبح (الرسم) شئ مُحبب بالنسبة لى ، إذ أنه أعطانى الكتير والكثير ، ومن هنا قررت الإحترف فيه ، رغم أن القرار كان صعب للغاية فى بادئ الأمر ، وهذا ما جعلنى أن اعمل أكثر علي نفسي بشكل أكبر ، ولم أفضل أن أتعامل مع خامة واحدة للرسم فقط ، فكل خامة كنت بجربها كنت بعيش معاها مغامرة مختلفة ، وبعد ذلك دخلت مسابقات كتير و كنت بفشل أحياناً لحد لما وصلت لأن أحصل في كل مسابقة على المركز الأول .
…………..؟
وقالت الفنانة “مادلين” : في إحدى المسابقات التى أشتركت فيها ، حازات أعمالى على إعجاب الدكتور ريمون سليمان بلجنة التحكيم والأستاذ بكلية الفنون الجميلة ، إذ قال لي تعقيباً على إحدى رُسماتى : أنها “جميلة وعمري ما هنساها .. أنا شفت ناس كتير هما أللي أختاروا الفن .. إنما أنتي الذى أختارك الفن ” .. ومن بعد هذا الحُكم بات الموضوع بالنسبة لي أكثر تحدي .. حتى أثبت لنفسي أن الكلام ده حقيقة ، لدرجة أني أخذت على عاتقى أن استمر بشكل يومى على الرسم .. وحدث التفاعل في البدايات من جانب أصحابي على “السوشيال ميديا” ، فكان عندهم إيمان بما أقدمه من فن إلى أن وجد شغلي الإنتشار الكبير .
…………..؟
وقالت هذه كانت أصعب صورة .. بسبب تفاصلها الكثيرة ، حيث استغرقت مني شهراً و يومين وهى الآن أقرب صورة إلي قلبي .
…………..؟
وقالت “مادلين” أنا نفسي يكون عندي معرض دولي يحضره ناس من جميع أنحاء العالم علشان أنشر الرسالة أللي أنا اتخلقت – فى إعتقادى – علشانها .
…………..؟
أللي شجعني أني أكمل المجال هى أمي ، فكنت أستفيد من رأيها فى كل فكرة صورة قبل ما أرسمها أو أي فكرة قبل ما أنفزها و أخواتي .
…………..؟
فكرة البرجل جائتنى وأنا بقلب في الـ instgram ، حيث شاهدت صورة بسيطة ومكنش بورترية ، فكانت حاجة بسيطة لكنها عجبتنى أن استخدم البرجل وبالفعل نفذت ما تعلمته علي صورة كانت بالفعل صعبة ، وكانت تجربة جديد بالنسبة لى مكنتش أعرفها من قبل ونجحت فيها .
…………..؟
أنا بحب المجال الطبي جداً .. لكن الرسم بالنسبة لى وسيلة للهروب من أي وقت صعب بمر بيه يعني مفيش مقارنة ، وفى نفس الوقت بحاول أكون مش مقصرة في حق مجالي الطبي .
…………..؟
شاركت في مسابقات الأسر الجامعية و مسابقات علي مستوي الكلية و مسابقات علي مستوي الكرازة لكن النتيجة لم تظهر إلى الآن ، وبإذن ربنا سوف أقوم بالإشتراك هذه السنة في مسابقة “إبداع” بجامعة القاهرة .
…………..؟
بستخدم الوان الزيت و باستل و ألوان خشب و روصاص وفحم .
…………..؟
وحول ذكرياتها عن “حصص الرسم” أيام الداسة ، قالت “مادلين” : المُدرسة التى كانت تضايقنى زمان وأنا صغيرة ، حيث أننى كنت حصلت على درجة أقل من النصف في مادة الرسم بسبب هذه المُدرسة ، فقد كانت تتسم بالصعوبو في إسلوبها .
وأضافت “مادلين” : كانت مدرسة مادة الرسم لاتصدق فى كثير من الأوقات أن تلك الرسومات هى من أعمالى أنا لدرجة أن المسألة وصلت للتشكيك فى تلك الأعمال ، فهى شكلت جانباً سلبياً بالنسبة لى ، إلى أن سمعت رأى الفنان التشكيلى الدكتور ريمون سليمان فى فنى ، أما بالنسبة للطاقات الإيجابية والمساندة لها ، قالت : يأتى على رأسم أسرتى خاصة أبي فى الماضى .. ثم جاء دور أصحابي وأصدقائى فى مرحلة تالية .. والذين كانوا كلهم مصدراً لتشجيعى فى المقام الأول .