” فلا يكونانِ بعد ذلك اثنين ، جسَدٌ وَاحِد ” ( مرقس ١٠ : ٨ )
إن المحبة التي تجمع بين الرجل والمرأة كزوجين ووالدين، هي في الوقت عينه عطية ووصية .
فالمحبّة عطية : ” لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله وكُلَّ مُحِبٍّ مَولودٌ لله وعارفٌ بِالله ” ( يوحنا الاولى ٤ : ٧ ).
وهي أيضاً وصية ، لا بل الوصية الكٌبرى : ” أحبِبِ ” ، ” أَحبِبْ الربّ إلهَك بكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نفسِكَ وكُلِّ ذِهنِكَ. تلكً هي الوصيّةُ الكُبرى والأُولى . والثانيةُ مِثلُها : أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لنفسِكَ . بهاتين الوصيتين ترتَبِطُ الشريعةُ كُلُّها والأنبياء “. ( متى ٢٢ : ٣٧ – ٤٠ ).
إن حفظ وصية المحبة بين الزوجين يُترجم بأداء جميع واجبات العائلة المسيحية . وهي في النهاية : الإخلاص والصدق الزوجي والأبوّة المسؤولة والتربية . والكنيسة ” البيتية ” او ” المنزلية ” هي الكنيسة الصغيرة ” التي تشير إلى العائلة التي تعيش بروح وصية المحبة : حقيقتها الداخلية، وجهدها اليومي، وجمالها الروحي وقوتها .
وإذا كانت محبة الله فوق أي شيء آخر، فإن الإنسان سيُحِبّ ويُحَبّ بملء المحبّة المتاحة له . وإذا دمرّنا هذا الهيكل الذي لا يتجزأ، الذي تذكره وصية الرّب يسوع المسيح ، فإن محبّة الإنسان ستُقلع من أعماق جذورها، وسيفقد جذور ملء المحبة والحقيقة التي هي حيوية له .
” فما جَمَعَه الله فَلا يُفَرِّقَنَّه الإِنسان ” ( مرقس ١٠ : ٩ )
إنّ هذه الآية تختزن عظمة سر الزواج الأساسية وفي الوقت عينه القوة المعنوية للعائلة . نتأمل في هذه الكلمات ونطلب من الله العظمة والكرامة لجميع المتزوّجين . ونرجو منه قوّة الأسرار المقدسة والنزاهة الأخلاقية لجميع العائلات لما فيه خير الإنسان ، كلّ إنسان . فلا طريق للإنسان نحو الإنسانية إلاّ من خلال العائلة . فيجب على العائلة أن تضاعف الجهود الروحية والإجتماعية حتى يزيد عالمنا الإنساني إنسانية دوماً .
نتضرّع إلى الله ، باسم جميع العائلات المسيحية وكلّ عائلة في العالم ، لكي يمنح الرب يسوع بشفاعةِ والدته العذراء مريـم سُلطانة العائلة ، ” الإيمان والرجاء والمحبّة ، ولكن أعظمها المحبّة “( قورنتس الأولى ١٣ : ١٣ ) للأباء والأُمهات والاولاد لكي يحفظوا وصيته ويُحافظوا على قداسة العائلة وديمومة الحُبّ .