عقد اللقاء الشهرى المرتقب بمركز “بى لمباس”، بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الانبا مارتيروس اسقف عام منطقة شرق السكة الحديد، حيث استضاف المركز الباحث الاستاذ اسحاق الباجوشى الباحث فى التاريخ والأثار والمخطوطات القبطية والذى القى محاضرة هامة وشيقة عن فهرسة المخطوطات القبطية والعربية وتحقيقها.
بدء اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الانبا مارتيروس ثم رحب نيافتة بالحضور الكريم وقام المهندس اشرف موريس منسق اللقاءات بالمركز بتقديم الاستاذ اسحاق الباجوشى.
حيث قام الباجوشى فى البداية بالقاء الضوء على دور الكنيسة فى حفظ التراث القبطى، فقال لقد كانت الكنيسة على الدوام يقظة ساهرة كلما ظهر فكر أو رأي جديد سارعت إلى أظهار رأيها فيه ، وقدمت لأبنائها الارشاد والهداية وأن رسالة الكنيسة ومهمة علمائها هي أن يتابعوا العصر ويسايروا الزمن . . اننا نحتاح -ما في ذلك شك- إلى مجموعة من الباحثين يتخصصون في هذا الأمر ، فيرجعوا إلى التراث الذي خلفه معلمو الكنيسة، يبعثوه من جديد مشرقاً، ويقدموه بالشكل الذي يناسب الزمن الذي نحيا فيه . وليس في احتياج التاريخ إلى البحث والدراسة بأقل من أحتياج العقيدة ووسائل التعليم، ونستطيع أن نقول أن المنهج العلمي الدقيق لدراسة هذا التاريخ لم يوضح بعد. بل أن عصورًا كاملة من تاريخنا مجهولة تماماً، ولم تُقدم لدراستها مجهودات ذات شأن. والنصوص لدينا تحتاج إلى مراجعة ودراسة علمية دقيقة ولابد أن يدرك من سيتصدر هذا الأمر واجبه، وما ينبغي أن يكون عليه من استعداد و نظر دقيق، ومعرفة نافدة بالروح الكنسي، وتدرب على البحث العلمي ، والتمييز المُحكم بين النصوص” (أنتهى الأقتباس).
وهذا ما يدعونا بالفعل أن نشمل المخطوطات بالعناية والأهتمام والفهرسة والتحقيق، وما جعل القديس الأرشدياكون حبيب جرجس (1876- 1951م) وابناؤه أن يعملوا دار الكتب القبطية ودار النسخ والنشر للمخطوطات القبطية عام 1947م، وكيف قدمت الأديرة حينذاك دعمها مثل الدير المحرق ودير الأنبا أنطونيوس.
وأضاف الباجوشى عن مجهودات الكنيسة القبطية لنشر تراثها المخطوط هناك مجهودات عدة في الكنيسة القبطية لنشر تراثها المخطوط ونقله إلى حيز المطبوع، وذلك من خلال طباعة الكُتب المقدسة، والكتب الطقسية، وكذلك الكتب اللاهوتية والقانونية والتاريخية والتعاليم الآبائية وكذلك العلوم القبطية الأخرى من دراسات للتقاويم والفلك، وأيضًا العمل على نشر كُتب وترجمات من الكنائس المسيحية الأخرى تلك التي نُقلت عن اليونانية والسريانية، وهناك ما نُقل عن غيرها وما نقله الآخرون عنها.
بدايةً كان النشر هو الدافع الأول فقط للاستفاده من تلك الكتابات، ولكن سرعان ما أرتفع سقف آمال الناشرين وغيرهم إلى التحقيق و مقارنة النصوص وهو العلم الذي بدأ في الكنيسة القبطية وتحديداً في مدرستها اللاهوتية بالإسكندرية مبكرًا جدًا فقد بدأ العلامة أوريجانوس (184- 253م) ما لم يكن هناك من سبقه في صياغة مثل الهاكسبلا (أي السداسية) ومقارنة نصوص العهد القديم باللغة العبرية وترجمات متقابلة إلى اليونانية، وهذا ما أنعكس بالفعل على بعض المخطوطات وبعض المجهودات وإلى هذا النظام العللمي يحاول أن يرجع النُساخ والمحققين في الماضي والحاضر أيضًا (أنظر الشكل 1) ثم يأتي بعد ذلك في القرن الثاني عشر من الأنبا ميخائيل مطران دمياط في كتابه عن العهد الجديد المصور (مخطوط رقم 13 قبطي باريس) وهو نهرين قبطي عربي مؤرخ تقريبًا بعام 1179م، وهو أول كتاب مقدس مصور.
وفهرسة وتحقيق المخطوطات القبطية والعربية ليس بالأمر الهين أو المسلك السهل واليسير وهو يحتاج إلى جهد عظيم وقدرة وطاقة ووقت طويل هذا إلى جانب كونه يحتاج إلى إستعداد معنوي ودراسي ومادي وخبرة وصبر وإفراز وتمييز ، إلى جانب أحتمال مشقات السفر للبحث عن مصادر مخطوطة وأحتمال متاعب الأخرين، بل يُضاف في عصرنا الحالي أحتمال الإهانات وسلب المحقق أبسط حقوقه، كما رأينا على ساحة صفحات التواصل الإجتماعي من قبل البعض.
ولقد ذكرت في منهجي لفهرسة المخطوطات القبطية والعربية والموضوع منذ عام 2010م، والذي نُشر في دورية التراث العربي المسيحي العدد الثاني 2016م
“إن المخطوطات القـﭙطيّة، ليست التي كُتبت باللغة القـﭙطيّة فحسب، بل وأيضاً التي كُتبت باللغتين القـﭙطيّة والعربيّة في نهرين متقابلين أو نصين متتاليين أو باللغة العربيّة والكاتب قـﭙطيّ أو الناسخ قـﭙطيّ فصبغها بالصبغة القـﭙطيّة من ترقيم ودراسة وخلافه واتبع الطريقة القـﭙطيّة في الإعداد والنِساخة ولم أُقدم على كتابة هذه الطريقة في الفهرسة إلا بعد ما يقرب من سبع سنوات من الفهرسة أو الإطلاع على المخطوطات وفهارسها فقد بدأت عام 2009م كتابة بحث في تحقيق المخطوطات القـﭙطيّة، والآن قمت بفهرسة مخطوطات العديد من الكنائس بالصعيد، وقام بمساعدتي في ذلك بعض المهتمين، والمهمومين بالتراث القـﭙطيّ.
وقال الباجوشى عن انظمة تحقيق النصوص القبطية والعربية المسيحي
أن عملية الفهرسة للمخطوط هي أولى خطوات التحقيق، فعندما تذهب إلى كنيسة أو منزل به مخطوطات فيجب الأعتماد إلا على فهرس لهذه المخطوطات، أو إعداد فهرس لهذه المخطوطات أولاً ومطابقة الفهرس.
1- لوضع رقم خاص بالمخطوط.
2- لمعرفة تاريخ النساخة والمحتويات وكذلك هل المخطوط كامل أو ناقصأوراق وذلك لتحديد اسخدامه في التحقيق من عدمه.
أن عملية التحقيق تُبنى على النصوص وليست المخطوطات أي على النص الذي بداخل المخطوط وليس المخطوط كوحدة كوديكولوجية، فمثلاً نريد أن نحقق نص لاهوتي مثل كتاب الإيضاح للأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين (915- 1008م) فيجب جمع النُسخ وترتيبها ومعرفة المتكامل منها والحسِن الخط وقلة الأخطاء النحوية وكذلك النُسخ الأقدم والقصير منها والطويل، والمختصر والمطول، وغيرها من المميزات لكل مخطوط ثم نقوم بترتيب النسخ وأختيار النسخ المخطوطة للنص المراد تحقيقه كل هذا أما سنحاول ألقاء الضوء عليه في هذه المحاضرة أو ربما يحتاج الأمر إلى محاضرات أخرى لأن الأمر متشعب وكبير جداً.
عن النصوص القبطية وتحقيقها وترجمتها وأعدادها للنشر والنصوص كثيرة جداً ولكن ليست لها العديد من النُسخ كما في المخطوطات العربية، أما النصوص الليتورجية القبطية فلها العديد من النُسخ والذي يسهل مع ذلك تحقيقه.
أما عن النصوص القبطية الأدبية والقديمة من القرون العشرة الأولى تحقيقها يُبنى على مصدر واحد وهو المخطوط الموجود إذا يخضع النص القبطي هنا للتحقيق إلى الرجوع لمخطوطات في لغات أخرى مثل اليوناني والسرياني والجعزي (لغة أثيوبيا)، والجرشوني (العربي بحروف سريانية)، وكذلك العربي، وذلك لإبراز أهمية النص أو لإستكمال المعنى والمبنى والمفهوم في هذا النص وتوصيله متكاملاً أما النصوص العربية في تحقيقها لابد من الرجوع إلى عدة نُسخ للنص … في مخطوطات متعددة.
اولا أنظمة تحقيق النصوص القبطية:
النشرة الفاكسميلي: وضع صورة المخطوط كما هي.
النشرة الدبلوماسية: وهي كتابة النص كما هو في المخطوط دون تقسيمه أو تكوين فقرات أي بسطوره.
نشرة النصوص المتوازية: أي عمل نشرة لنفس النص في أكثر من مخطوط وبأكثر من لغة مع ترجمة النص وتقسيم فقراته. مثلا قبطي/ يوناني/ سرياني /جعزي/ عربي وترجمته.
النشرة النقدية: وهي أصلاح الأخطاء والإستكمال.
نشرة الهايبرتكست: النص أسفله نوعين من الحواشي.
نشرة الواقع: أي شخصنة النشرة، وهي أحدث شيء تتخلى عن شكل المخطوطة، النشرة مقسمة فقرات تحمل كلا منها فكرة واحدة هامة للقارىء، ورقم الصفحة وقد أستخدمها الدكتور إبراهيم ساويرس في كتابه عن أثناسيوس الرسولي في القبطي.
ثانيا أنظمة تحقيق النصوص العربية المسيحية:
أما عن بعض الأنظمة والمناهج المُتبعة في أخراج نصوص المخطوطات إلى حيرز التحقيق والنشر والتي التي أتبعها البعض في العصر الحديث في تحقيق المخطوطات فهي:
1- النظام المُتبع من الكنيسة القبطية في النصف الثاني من القرن 19:
وهو الأعتماد على نسخة واحدة لنشرها بعد تصوزيب الحد الأدنى من النص في المتن والاشارة لبعض الايات في الحاشية السفلية في بعض الأحيان، ولقد قام باتباع هذا النظام القمص فيلوثاؤس ابراهيم بغدادي صالح (1837- 1904م) في مساعدة البابا كيرلس الخامس (1874- 1927م) وغيرة من الآباء في نشر العديد من النصوص الآبائية واللاهوتية وكذلك الكتب الطقسية والليتورجية…، وأتبعه مرقس جرجس، والقمص مرقس شنودة، وأتبعه الأنبا إبيفانيوس في نشره لبعض أعمال القديس القس بطرس السدمنتي، والأنبا بولس أسقف مصر البوشي، وأتبعه الأنبا متاءس في نشراته، وكذلك القمص منقريوس عوض الله، والقمص أيوب مسيحة، أهم ما يميز هذا النص هو الأبقاء على النص سلس القراءة والفهم وعيوبه عدم التدقيق اللُغوي من جانب وكذلك عدم مقارنة النصوص في أغلب الأحيان من جانب أخر.
2- النظام الألماني:
وهو الذي يضع النص فوق في المتن ويُصلح أخطاء النساخة اللُغوية (الإملائية والنُحوية) في الحاشية، وتوضيح وضع فروق النُسخ في الحاشية أيضًا، وقد أستعمله …….. في تحقيق …….. على ايوب الصديق، وكذلك الأب منصور مستريح في تحقيق كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة لابن سباع (في القرن الرابع عشر)، ورامز بطرس في تحقيق عظة البابا تيموثاؤس الثاني (البطريرك 26) على الصخرة ، وذلك في نشرته في باترولوجيا أورينتال 2001م، وعزيز سوريال عطية في قوانين الدواوين لابن مماتي المتوفى 1209م، وأستخدمه معه يسى عبد المسيح وبورمستر وانطوان خاطر في نشر كتاب تاريخ البطاركة في جمعية الآثار القبطية.
وعن أهم مميزات وعيوب هذه النشرة يضيف الباجوشى
أهم ما يميز هذه النشرة: تعطي القاريء صورة كاملة للمخطوط كما هو في زمن كتابته وكذلك أخطاؤه برسم الكلمة، وهو ما نتبعه فقط في محتويات الفهرسة، ولكن يُعاب عليه أنه يحتاج تركيز أكبر وكذلك قراءة النص تحتاج وقتًا أطول وتُرهق القاريء في فهم النص نفسه وكذلك التنقل الكثير بين المتن والحواشي السفلية.
3- نظام صلاح الدين المُنجد دمشقي الأصل(1334 – 1431 هـ / 1920 – 2010 م):
وهو الذي يُصلح النص في المتن ويضع أخطاء النساخة اللُغوية (الإملائية والنُحوية) في الهامش، وتوضيح وضع فروق النُسخ في الهامش أيضًا، وتشكيل الحد الأدني مثل المبني للمجهول والمعلوم وكذلك الكلمات التي يُمكن أن يتغير فهمها بالتشكيل.
وأستخدم هذا النظام جرجس فيلوثاؤس عوض في تحقيق كتاب سر الثالوث في خدمة الكهنوت، وكذلك بعده الأب سمير خليل اليسوعي والأب وديع الفرنسيسكاني وكذلك الكثير من الأقباط الذين قاموا بالتحقيق في العصر الحديث.
وعن أهم مميزات وعيوب هذة النشرة يؤكد الباجوشى
أم ما يُميز هذا النظام: أنه سهل القراءة وسلس لفهم الفكرة، ومعرفة المعنى وكذلك عدم أرهاق القارىء في الأنتقال بالنظر بين المتن والهامش كثيرًا، ولكنه يُعاب عليه من البعض أنه يجعل النشرة متضخمة وذلك لكثرة الحواشي السفلية وأرتفاع التكلفة في الطباعة.
4- النظام الرابع الأقباسات الوثائقية:
وهو نظام مُتبع في تحقيق بعض الأقتباسات الوثائقية والذي يُصلح الكلمة في النص داخل المتن ويضع أخطاء النساخة اللُغوية (الإملائية والنُحوية) في قوسين جوارها مسبوقة بكلمة (كذا)، وقد أتبع هذا المسلك القمص باسليوس صبحي وكذلك الأستاذ الدكتور رشدي واصف في مجلة الكرمة الجديدة، وأتبعه الأب وديع في تحقيق قوانين بن العسال المختصرة ونُشر في كولكتانيا.
فقط التوثيق ومعرفة محتوى الوثيقة، ولكنه يُعاب عليه عدم التحقق من النص بالقدر الكافي وعدم الفهم في بعض الفقرات
5- النظام الخامس نشر النصوص صحيحة:
وهو الذي يُصلح النص في المتن ويضع القليل جداً من أخطاء النساخة اللُغوية (الإملائية والنُحوية) في الحاشية، وتوضيح بسيط أحياناً لبعض فروق النُسخ في الحاشية السفلية أيضًا إذكان هناك تغيير في المعنى، وتشكيل الحد الأدني مثل المبني للمجهول والمعلوم وكذلك الكلمات التي يُمكن أن يتغير فهمها بالتشكيل. ووضع الشواهد الكتابية في النص أحيانًا وفي الحاشية أحيانًا أخرى، وأتبع هذا النظام الأرشدياكون حبيب جرجس والأنبا أبيفانيوس وكثير من رجالات الكنيسة
href=”https://img.wataninet.com/2019/09/IMG_0697.jpg”>
أنظمة تحقيق النصوص القبطية/ عربية نهرين (وبخاصة النصوص الليتورجية):
وفي هذا النظام يمكن أتباع سائر الأنظمة السابقة، حسب الأستعمال هل هي نشرة شعبية للأستعمال الكنسي أم نشرة نقدية دراسية؟
وهناك من يجمع بين النشرة النقدية والدبلوماسية مثل ترتيب البيعة الذي نشره نبيل فاروق
وهناك من يجمع بين النقدية والمتوازية. مثل أنوفوريوس لصموئيل معوض
أما الباحث يرى أن النشرات الليتوروجية لابد من صدور نشرتين أحداهما شعبية بها أصلاح النص دون إشارة للإستعمال الكنسي والأخرى نقدية دراسية.
ثم استعرض الباجوشى خطوات التحقيق كما يراها الأب وديع أبو الليف:
أولاً: اختيار النص الذي يُراد تحقيقه والعودة إلي جراف والأب أثناسيوس المقاري والفهارس الأخرى لعمل قائمة بالمخطوطات وتحديد رمز أبجدي لكل مخطوط والأفضل أن يكون الحرف الأول من أسم المدينة أو المكتبة ـ التي يكون المخطوط منها.
ولكن يقول أياد نقلاً عن براجستراسر (ص 49 من كتابه أصول نقد النصوص ونشر الكتب): ” النقد وسيلة إلي اختيار القراءة الصحيحة للنص وممكن القول كيف يمكننا التمييز بين الصحيح وغير الصحيح؟؟؟ يلخص الإجابة في قاعدتين أولهما أن النص الأقصر هو الصحيح لاحتمال إدخال الناسخ في النص ما ليس منه طلباً لشرحه، والثانية أن النص الأصعب هو الصحيح “
يرى الباحث: أن النص الأقرب من سنوات الكتابة هو أدق، وأيضاً النص الأقرب للمنطقة الجغرافية لذا وجب علينا الاهتمام بالمخطوطات القريبة من موطن الكاتب والناسخ.
ثانياً: كتابة نص صورة مخطوط توفرت لنا، (اختيار النص الأقدم والأفضل قراءة ويتعين أن نقتنع أنه ليس هناك مخطوط خال من العيوب وفي المتن يجب تقديم نص خال من الأخطاء الإملائية والنحوية، حسب القواعد التي نقبلها،ثم المقارنة بمخطوطات أخري أقله ثلاثة بين الأقدم، ويستحسن عدم المبالغة، ويجب إظهار تقسيم المؤلف لنصه حسب الفصول أو الأبواب أو المسميات التي يستخدمها (مثل الرأس أو المقالة أو المبحث أو المسألة) ويستحسن لو كان النص طويلاً تقسيمه إلي ملفات يبدأ كل منها بأرقام حواشٍ جديدة، ولا يجب أن ينسي الناشر أنه يحقق كتاباً ومؤلَّف، لا مجرد نص مخطوط أو مخطوطات، وتبقي مسألة تشكيل النص كله قابلة للنقاش، ولكن من المهم وضع الهمزات والمدات، و الشدات، وحد أدني من التشكيل في حالة تشابه المعاني، مثلاً في المبني للمجهول.
ثالثاً: في الحواشي يرد القراءات المغايرة مع اعتماد رسم الكلمة، بدون وضع اعتبار للهمزات والنقاط إلا في حالة تعلق الأمر بأسماء أعلام وأماكن، والمعني المختلف، وترد في الحواشي رموز المخطوطات متبوعة بالكلمة، مثلاً (lege / om / add / (Ibid) بعض الناشرين من العرب يُعبَّرون عن ذلك بكلمات عربيّة، وهناك طريقة العلامات الحسابية يمكن أن يفهمها الشرقي والغربي والجنوبي والشمالي وهي:( -، +، ×، =، ×+،+، +ـ،ـ + ) ويمكن عمل ثبت تفصيلي بهذه العلامات في بداية التحقيق ويركز علي كتابتهم في أي تحقيق وبأيه طريقة أو منهج تتبع.
رابعاً: عند الانتهاء من الكتابة والمراجعة علي العدد الكافي من نسخ المخطوطات يُجري تقسيم النص إذ كان في الأصل مُقَسم، إذا كان طويلاً إلي فصول أو أبواب، وفقرات تحمل أرقاماً متتابعة سواء للنص كله أو مرتبطة بالفصول ـ والعنوان يأخذ رقم فقرة أيضاً.
خامساً: يجب دراسة النص والتعليق عليه، سواء في البداية مع المقدمة أذا كان النص قصيرًا، أو في النهاية، وذلك حسب الفقرات، وتزويد العمل بالفهارس الضرورية (كشافات).
تنبيه:
تحقيق النصوص – المخطوطات- العربيّة يستلزم أولاً معرفة باللغة العربيّة بشكل معقول ـ وامتلاك وسائل العمل فيها، وجد أدني من معرفة اللغة المُتَرجَم عنها النص العربيّ، أو البيئة المكتوب فيها، ومن هذه اللغات (اليونانية، القپطيّة، والسريانية، و الجئزية، الأمهرية(الحبشية) أحياناً) ويجب امتلاك القواميس لهذه اللغات، وهي متوفرة في الغالب علي الانترنت، أو في نسخ ديجيتل، ويجب كذلك أن يكون الشخص على دراية بالموضوع الذي يعمل فيه أو على الأقل يعرف من يلجأ إليه للمساعدة:
(مثلاً يجب الاستعانة بمتخصصين في اللغة المنقول منها النص أو متخصصين في الترميم لمعرفة الورق والحبر والخطوط)
وتتم عن طريق اختيار المخطوط (أو الموضوع محل الدراسة) و جمع النسخ و دراسة النسخ و ترتيبها (النسخة الأم – نسخة قرئت علي المؤلف- نسخة صححت علي التي قرئت) و دراسة عن تاريخ وأسلوب مؤلف المخطوط و عنوان المخطوط و كتابة النص مضبوطاً ومشار إليه و تخريج النصوص المقتبسة و الحواشي والتعليقات و التشكيل وعلامات الترقيم و الفهارس مع إعداد مقدمة التحقيق
وفى النهاية حدد الباجوشى العديد من التوصيات عن دورنا في التراث العربيّ المسيحي للأقباط:
أولاً: فهرسة المخطوطات القپطيّة والعربيّة المسيحية الموجودة في مصر وخارجها وجاري حالياً الإعداد لهذا الفهرس.
ثانياً: عدم فصل النصوص العربيّة في الدراسة عن النصوص اليونانية و القپطيّة والسريانية والحبشية والأرمينية عند دراسة سير القديسين، وأيضاً لو وجدنا نص بنهرين هل نحقق النص العربيّ بعيداً عن النص المقابل؟! في هذه الحالة سيكون التحقيق والتعليق مغايراً للحقيقة المطلوبة.
ثالثاً: أن كنائسنا، وبيوتنا جميعها تحوي ذخائر مقدسة وجب الحفاظ عليها وقد تكون كتابات أب من الآباء في عصرنا الحديث فأن كتابات الأب متي المسكين والأنبا أغريغوريوس وقداسة البابا شنودة الثالث الخطية هي تراث عربيّ مسيحي فكم بالأحرى من سبقوهم.
رابعاً: أن خطابات الآباء الأساقفة، والكهنة المتبادلة ورسائلهم تحوي دقائق من تاريخ الكنيسة في عصرهم فلابد من الحفاظ عليها، والتي اندثرت حالياً بسبب تقدم، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في المراسلات.
خامساً: قد يشمل التراث العربيّ المسيحي التراث المسموع والمرئي (أسطوانات، شرائط كاسيت، شرائط فيديو).
واختتم اللقاء بمداخلات هامة من الباحثين الاستاذ نبيل شحاتة والاستاذة نيفين جرجس والدكتورة امال جورجى والعديد من الاسئلة والتعليقات من الحضور كما اجاب الاستاذ اسحاق الباجوشى على العديد من الاسئلة والاستفسارات والمداخلات فى جو من الحب والود ثم قدم نيافة الانبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وخص بالشكر الدكتور لؤى محمود مدير مركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية والذى حضر لاول مرة فاعليات مركز بى لمباس ثم استعرض نيافة الانبا مارتيروس جدول المحاضرين فى اللقاءات القادمة بمركز بى لمباس حيث يكمل محاضرتة فى اللقاء القادم الاستاذ الباجوشى
وبعد انتهاء المحاضرة استمع الحضور لكورال ثيؤطوكوس التابع لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مهمشة بقيادة الشاعر كمال سمير ثم قام نيافة الانبا مارتيروس يرافقة الدكتور لؤى محمود والدكتورة امال جورجى والاباء الكهنة الحضور بافتتاح معرض الفنان المهندس نصر لطيف لبعض نماذج من الاثار القبطية
ومن المعروف ان مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل ، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث فى مجال القبطيات بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية ، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة ، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس وسيحاضر نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقي القبطية ، وتاريخ الرهبنة ، والمخطوطات ويقيم المركز محاضرة شهرية تقام فى الساعة السادسة والنصف من الجمعة الأولي من كل شهر.