” إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار ” ( متى ١٨ : ١٠)
قال الرب يسوع : ” الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم : ستَرونَ ملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان ” (يوحنا : ٥١)، وجاء أيضًا في إنجيل القديس متّى : ” وإِذا بِمَلائكةٍ قد دنَوا منهُ وأَخذوا يَخدُمونَه ” (متى ٤ : ١١).
نَزَلَ الرّب يسوع المسيح ليبحث عن الضال ويخلّص الخاطىء ، وكان الملائكة يقطنون السماء ويخشون النزول على الأرض قبل أن يأمرهم بذلك المسيح يسوع ، الذي هو ” صورة الله الذي لا يُرى ، وبِكْرُ كُلِّ خليقة . ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء مِمَّا في السَّمَواتِ ومِمَّا في الأَرْض ، ما يُرى وما لا يُرى ” …. كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ به وله ” (قولسي ١ : ١٥ – ١٦). لكن عندما رأوا أمير الجند السماوي تجسّد وسكن على الأرض، خرجوا وتبعوه من خلال هذا الطريق ، طريق الخلاص المفتوحلجميع البشر ، مطيعين إرادة الله الذي خلقهم وارسلهم ليكونوا حرّاساً للذين آمنوا باسمه .
وأنت أيُّها الإنسان الذي كنت بالأمس، تحت سيطرة الشيطان وعبوديته ، أنت وجميع الذين خُلقوا على صورة الله ومثالهِ ، مع الأسف ، بكبريائكم وعنادكم وانانيتكم ، ابتعدتم عن الطريق والحق والحياة وفضلّتم العيش في الظلمات . اليوم ، انتم في حماية ملاك الرب . لذلك قال الربّ ” إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار” الذين في الكنيسة وفِي المجتمع ، لأنّي ” أَقولُ لكم إِنَّ ملائكتَهم في السَّمَواتِ يُشاهِدونَ أَبَداً وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات “. إنّ الملائكة مكرّسون لخلاصك، وهم أعلنوا أنّهم في خدمة ابن الله ومؤمنيه ، لذالك قالوا فيما بينهم : ” إن كان ابن الله قد اتّضع وتجسّد، ولبِسَ الجسد الفاني، وتحمّل الصليب، ومات من أجل جميع البشر، فلماذا نحن نرتاح ، ولماذا نكون بمنأى عن هذا الأمر ؟ فهيّا بنا جميعًا، نحن الملائكة خدام الله وحراس البشر ، فلننزل من السماء ونخدم الإنسان ونحرره من مكايدالشيطان وأعماله وأباطيلهِ ، ونضعه في سلام مع الذات ومع الله ومع أخيه الإنسان “. ولهذا السبب عندما ولد الرّب يسوع المسيح ، ” انضَمَّ إِلى المَلاكِ بَغَتةً جُمهورُ الجُندِ السَّماوِيِّينَ يُسَبِّحونَ الله فيقولون ” المجدُ لله في العُلى ، وعلى الأرض السلام ، وللناس المسَّرة ” (لوقا ٢ : ١٤) والفرح والسعادة . “وقد حقَّقَ السلام بدمِ صَليبِهِ “( قولسي ١ : ٢٠ ) . ” فكان لنا فيه الفِداءُ وغفران الخطايا ” ( قولسي ١ : ١٤)