* إخوان غبور قصة نجاح منذ الخمسينيات والتوسع جاء علي أيادي الجيل الثاني
* نتخصص في تصنيع أوتوبيس النقل الجماعي بمكونات مصرية خالصة
المصريون قادرون علي المنافسة بشرط وجود إدارة منضبطة
* لدينا مدرسة صناعية وأخري للتعليم الإداري الصناعي
أن يتحقق النجاح وبمستوي العالمية فهذا هو الإنجاز الأكبر في حياة البعض من رجال الصناعة بمصر.. التقينا المهندس كريم غبور رئيس مجلس إدارة شركة MCV لسيارات النقل الجماعي وفي الذهن تساؤلات كثيرة من فرط الإعجاب بالنجاح الذي تحقق ويساير التطور علي أرض مصرية وباستخدام خامات محلية..
تطرق حوارنا الشيق مع المهندس كريم غبور إلي عالمه الصناعي منذ كان حلما حتي صار صرحا صناعيا ومفخرة للصناعة المصرية.
تحدثنا عن رحلة تصنيع الأوتوبيس وكيف حقق الشاب كريم طموحه الشخصي بامتداد ربع قرن. وعن بدايته في شركة إخوان غبور التي بدأها الجيل الأول للعائلة ثم استكمل التطوير والتوسع الجيل الثاني أمثال رؤوف وكريم غبور.
حتي اقتصاديات التصنيع والعمالة والتدريب والتطوير لتصنيع سيارات تعمل بالغاز الطبيعي لم يغفلها الحوار.. ووسط هذا العالم الصناعي خرجنا لندلف إلي البيت حيث الأسرة الرائعة من زوجة مهنية وسبب في النجاح وابنتين وابن يعملون من حوله بمصانع الشركة.. وإلي الحوار الشيق في ثماره ومعانيه ودروسه…
* بداية من هو مهندس كريم غبور؟
** أنا مواليد 1960 درست في مدارس العائلة المقدسة والتحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة 1978 قسم ميكانيكا وتخرجت عام .1983
فور تخرجي عينت معيدا في الجامعة لمدة عامين ثم انتقلت بعد ذلك لشركة إخوان غبور وكانت الشركة وقتها تمثل شركات عالمية مثل سكانيا ومازدا وبوش. وبدأت عملي وكنت أنسق وقتي بين الجامعة وإخوان غبور . وتدرجت في الشركة من مهندس في الورش. بدأنا صناعة الأتوبيس في إخوان غبور عام 1985 وتوليت المصنع هناك حتي عام 1995 وكانت فترة 13 عاما. وكنت مدير عام الشركة ومسئول صناعة الأتوبيس والنقل والملاكي ووقتها بدأنا بمصنع هيونداي ثم تركت إخوان غبور وبدأت العمل بشركتي سنة .1995
* ما أسباب تركك لشركة إخوان غبور؟
** كنت أعمل مع عمي الأستاذ كمال غبور, رئيس مجلس إدارة إخوان غبور وعندما رحل للسماء فضلت أن أعمل بمفردي.
* وهل من صعوبات واجهتك في حياتك العملية؟
** الموارد البشرية للصناعة في مصر غير متوافرة وبالتالي يجب التركيز علي التدريب للوصول للمستوي المطلوب للمنافسة العالمية.
* حدثنا عن رحلتك حتي وصولك لهذا الصرح؟
** عندما كنت تلميذا كانت أحلامي أن أكون مهندس ميكانيكا.. كنت بحب الهندسة جدا وكنت أدرك وأنا في سن صغيرة جدا ماذا سأفعل فالمدرسة علمتنا كيف يكون الالتزام واحترام المواعيد الجادة في العمل وبالتالي كانت السمة الموجودة في حياتي بعد التخرج هي الالتزام والجدية وأكثر فترة لأي شخص يأخذ خبرة هي أول عشر سنوات بعد التخرج. وأنصح دائما بالنظر للخبرة أول عشر سنوات وليس النظر للأموال. فالتعليم الجامعي أعطاني الأساس ولكن عند الاحتكاك بالعمل يختلف الوضع تماما فكلما أعطيت وقتا للعمل خلال السنوات الأولي أكتستب خبرة تفيدك.
* كيف تدرجت في مسئولياتك في إخوان غبور؟
** عندما بدأت في إخوان غبور كنت مسئولا عن محطة خدمة بوش وكانت عبارة عن إصلاح للسيارات الملاكي. ثم توليت مصنع الأتوبيس منذ بدايته وبدأت في إنشاء مصنع هيونداي للسيارات.
* كيف كانت البداية لصرح أم سي في؟
** كانت البداية لهذا الصرح هي التصنيع المحلي للشركة فبدأت بإنشاء مصنع في الصالحية لتصنيع مكونات لتجميع النقل الثقيل بمكونات محلية فالسيارة النقل بها ميزة أنها لا تباع بمفردها, بل يباع معها الجسم الذي يخدم المشروع وطبيعة النشاط الذي تعمل به. فالتانك يصنع في مصر فالتصنيع لهيكل سيارة النقل بدأ عندما بدأت الشركة فالبداية بالشركة كانت لتجميع سيارات النقل بنسب تصنيع محلي ثم بعدها بثلاثة أعوام بدأنا في تصنيع وتجميع الأتوبيس وهذا هو نشاط الشركة الأساسي وهو وسائل نقل الأشخاص ووسائل نقل البضائع.
* كيف كانت بداية تصنيع الأتوبيس؟
** أول بداية لتصنيع هيكل الأتوبيس بالكامل في مصر في الشركة من التصميم للتصنيع من المواد الخام الأولية حتي المنتج النهائي يصنع بالكامل في الشركة وصناعة مصرية خالصة وفقط نستورد الأكسات والمحرك وآلات الجر والباقي بالكامل يصنع محليا في شركتنا.
* لكن هذا النشاط كيف تتم متابعته؟
** لدينا إدارة هندسية هي التي تصمم هيكل الأتوبيس بالكامل ولدينا مهندسون مصريون بكفاءة عالية يقومون بالعملية التصميمية بالكامل. وفي المرحلة الحالية لا نستعين بأي أحد من الخارج لأن الخبرة المصرية خبرة عالية ووصلنا لمستوي نستطيع معه منافسة الشركات العالمية. الأهم هو خدمة ما بعد البيع وهي الصيانة وقطع الغيار فالأتوبيس والنقل يعملان في أنحاء الجمهورية وبالتالي لابد أن يكون لدينا محطات خدمة تخدم الأسطول لجميع أنحاء الجمهورية.
* وماذا عن مراكز الصيانة والخدمة؟
** بدأنا في القاهرة ثم الإسكندرية والدلتا وشرم الشيخ وقمنا بتغطية جميع أنحاء الجمهورية بنسبة عالية لوحدات ومراكز الصيانة وبإشراف الشركة.
* هل كانت لديك مهابة الصناعة؟
** كان حلمي من البداية أن أقوم بعمل صناعة في مصر تنافس علي المستوي العالمي. وهنا لابد أن أذكر أننا كمصريين قادرون علي المنافسة علي المستوي العالمي ولكن لا يتم ذلك إلا من خلال حسن إدارة فإمكانياتنا تسمح بذلك لكن لو هناك إدارة منضبطة فالمصريون يستطيعون أن ينافسوا العالم. وهذا ما كنت أود إثباته منذ صغري وبالفعل حققته وأثبت أننا قادرون علي التصدير لدول كثيرة في العالم ونقول للعالم: إن مصر بها مهندسون قادرون علي التصميم للمنتجات العالمية.
* ما السر في نجاح أي عمل؟
** أهم شيء هو فريق العمل. لكي يتم تكوين فريق عمل في مجال الصناعة وبخاصة إذا كانت الخبرات قليلة, وبالتالي لابد من خلق خبرات في العمل الصناعي ويحتاج ذلك لوقت بتعيين خريجين جدد وتدريبهم حتي الوصول للمستوي المطلوب وهذا يحتاج لسنوات وهو أكثر تحد للعمل والآن لدينا أفضل فريق عمل.
* كيف حققت هدفك كنموذج لكل شاب مبتدئ؟
** لابد أن يكون لكل شخص هدف وعندما بدأت من الصفر بتكوين الشركة كنت أمتلك الخبرة فقط التي خرجت بها من إخوان غبور وأفادتني كثيرا فقمت أولا بتكوين فريق عمل ثم بدأت بشراء أرض للمصنع وأرض لمحطة الخدمة. وبدأت في البداية ببناء المصنع ومحطات لخدمة وتمويل للمشروع كان من خلال أنني قمت بأخذ قرض من البنك للنهوض بالمشروع. فالبداية لم تكن بالأمر السهل بل كانت صعبة وبخاصة في ساعات العمل التي كانت تتطلب مني العمل لمدة 15 ساعة يوميا حتي تكون فريق متكامل استطاع أن يقوم بكل هذا الإنجاز.
* ما النجاحات التي حققتها الشركة؟
** الإنجازات التي حققتها الشركة طوال الـ 25 عاما الماضية هي فخر لكل العاملين في الشركة فنحن قادرون علي تصدير منتجاتنا لدول العالم وهو نجاح منقطع النظير ونجاح أم سي في وكل العاملين بالشركة فخورون بأنهم في شركة تستطيع المنافسة علي المستوي العالمي ودول عريقة مثل إنجلترا وفرنسا وسنغافورة فالتصنيع منظومة كاملة تبدأ بالتصنيع إلي المنتج التام.
* نود شرحا مبسطا للقارئ عن تصميم الأتوبيس حتي الصناعة؟
تبدأ الخطوة برسم تصميم علي لوحة ثم بعد ذلك نبدأ في تنفيذ ذلك بالمواد الخام التي تمر بمراحل تصنيعية مختلفة إلي أن نصل للمنتج النهائي وبعد التصنيع ندخل في مراحل التجميع إلي أن يتم إنتاج الأتوبيس ثم مرحلة الاختبارات للتأكد من أن كل الأجزاء تعمل بكفاءة عالية ثم يتم تسليمه للعميل.
* كيف تتم عمليم الاختبار؟
** نقوم بعمل أولا اختبار مياه حتي عندما تكون هناك أمطار لا يحدث أي تسرب للمياه داخل الأتوبيس ثم اختبارات زوايا العجل والأنوار, اختبارات للطريق للتأكد من السلامة والصلاحية.
* هل نستورد الأتوبيس أم الصناعة المحلية تكفي؟
** في مصر ثلاثة مصانع للأتوبيس تكفي لتغطية السوق المصرية والإنتاج المحلي يكفي ويفيض.
* حياتك الأسرية هل تجد وقتا لهامثل عملك؟
** تزوجت عام 1990 ولدي ثلاثة أبناء تخرجوا من الجامعة ابنتان وشاب ويعملون في الشركة.
* هل تري نفسك فيهم؟
** كل واحد منهم مختلف عني ولكن لكل حد إمكانياته المختلفة عن الآخر وأنا تارك لكل واحد فيهم مجاله الذي يحبه ويعمل به والطريق أمامهم ومن منهم يستطيع أن يتحمل مسئولية سوف يفعل ذلك.
* كيف توازن بين واجباتك الأسرية وبين الارتقاء بهذا الصرح؟
** لدي زوجة رائعة والزوجة عنصر أساسي في الارتقاء بالأسرة لأنه في السنوات الأولي لكل زوج مهتم بمشروع وعائل لأسرة يقضي وقتا كبيرا في العمل. فالزوجة تقوم بحمل كبير لرعاية الأطفال ورعاية المنزل وبالفعل فإن مقولة وراء كل رجل ناجح امرأة صحيحة فكنت أوازن بين عملي وأسرتي ولم يكن هناك نجاح علي حساب أسرتي.
* وما هو نجاحك الحقيقي علي المستوي الشخصي؟
** نجاحي علي المستوي الشخصي هو تربيتي لأولادي وأن أراهم يعملون في الشركة وهو نجاح أشكر ربنا عليه وأتمني لهم نجاحا في خطواتهم التالية فكل طفل له مواهب مختلفة التي يقوم بتنميتها ولم أغصبهم يوما علي أي شيء ما, بل أعطيتهم الحرية في اختيار العمل الذي يفضلونه وكل اختار مجالا مختلفا فلي ابنة محاسبة وابنة إدارة أعمال والولد هو مهندس ميكانيكا.
* وأكثر شيء حريص عليه الآن؟
** أن أواكب التطور السريع في الصناعة حتي أستطيع المنافسة فالعالم يتطور في كل شيء في أساليب الصناعة والجودة ولكي أواكب التحديات العالمية لابد من اليقظة المستمرة والصحوة. وهدفي الشركة تستمر وتكبر.
* ما أكثر شيء يسعدك؟
** لدي خمسة آلاف عامل وموظف الشركة هي شركتهم وبيتهم ويستطيعون تحقيق أحلامهم من خلال الشركة.
* ماذا عن النشاط الاجتماعي الذي تقدمه الشركة لمصر؟
** لدي الشركة مدرستان مدرسة صناعية باسم مدرسة كريم غبور تقبل الخريجين من الإعدادية وتعطي شهادة دبلوم صناعة وسنوات الدراسة بها ثلاث سنوات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ونعلمهم وندربهم في المدرسة أربعة أيام عملي ويومان للنظري وندرب شباب الجامعات بالتنسيق مع الجامعات للتدريب. ومدرسة للتعليم الإداري الصناعي.
* وماذا عن إخوان غبور كمؤسسين من البداية؟
** والدي سامي غبور هو محام ولكن كان شريكا مع إخوته إخوان غبور الكبير شاكر غبور وبعده كمال غبور وبعده سامي غبور وآخرهم كان صادق غبور هم قصة نحاح بدأت من الخمسينيات بدأوا بتجارة قطع غيار بطاريات كاوتش ثم دخلوا علي تجارة سيارات النقل وقطع الغيار والتوسع جاء علي أيادي الجيل الثاني دكتور رؤوف غبور وأنا.
* ماذا قدمت الشركة لمصر؟
** الشركة قدمت لمصر أتوبيسات نقل لطلبة المدارس والجامعات والنقل العام لنقل المواطنين بين المدن وتخدم النقل السياحي وتنقل الموظفين والعمال لأعمالهم.. بالنسبة لسيارات النقل تخدم المصانع في توريد المواد الخام من وإلي الموانئ وتخدم قطاع المقاولات في نقل المواد الخام للبناء ونقل المواد الغذائية والبترولية إلي آخره.
* وماذا عن منافسة الشركة والتصدير العالمي؟
** بدأنا التصدير منذ عشرين عاما وصدرنا لأفريقيا بالكامل والدول العربية وأوربا وإنجلترا وفرنسا وسنغافورة واستراليا ونيوزيلاندا وهونج كونج علما بأن لكل دولة المواصفات الخاصة بها ونقوم بتلبية مواصفات كل دولة. وحدث تطوير بشكل غير مسبوق طوال هذه المدة في الصناعة لكي نستطيع المنافسة العالمية ونواكب التطورات العالمية. ولابد من المنافسة في الجودة والسعر وهذا يمثل التحدي في منافسة الشركات العالمية.
* برأيك لماذا لا نستطيع تصنيع السيارة كاملة في مصر؟
** صناعة السيارة لها تكلفة اقتصادية مختلفة عن وسائل النقل فكميات السيارات التي تباع قليلة بالمقارنة بوسائل النقل فالأعوام الماضية لم تتعد مبيعات السيارات تقريبا 200 ألف سيارة من موديلات الملاكي إذا اقتصرت علي مصر فقط ولكن لو تمت دراسة التصنيع في مصر ولعدة دول أفريقية وعربية فمن الممكن أن تكون هناك اقتصاديات تسمح للتصنيع في مصر.
* هل من الممكن أن يتم ذلك بالفعل؟
** لكي يتم هذا علي الشركات العالمية أن تقتنع بالتصنيع في مصر ومنها التصدير للدول المجاورة. بدون تصدير لا يغطي السوق المصرية تكلفة الإنتاج وفي النهاية هي حسبة اقتصادية.
* ما الجديد للشركة؟
** الجديد هو أن نركز في المرحلة الحالية علي الأتوبيسات التي تعمل بالغاز بما أن مصر منتجة للغاز لبناء أتوبيسات نقل عام داخل المدن تعمل بالغاز وهي صديقة للبيئة وبدأنا في عمل تصميماتنا بحيث يكون هناك أتوبيسات تعمل بالغاز بدلا من السولار.