أنطون سيدهم .. ومشوار وطني
أنطون سيدهم .. والسياسة الداخلية
عقد مؤتمر السكان في المدة من 5 إلي 13 سبتمبر الحالي, والذي نظمته هيئة الأمم واشترك فيه عدد غفير من ممثلي دول العالم, منهم الكثير من رؤساء هذه الدول, ورؤساء وزاراتها, ورأسه السيد الرئيس حسني مبارك وكان في ذلك موفقا كل التوفيق, ثم ختم اجتماعاته في الثالث عشر من الشهر المذكور, مصدرا توصياته وقراراته لتكون نبراسا للدول تأخذ منها كل دولة ما يناسبها ويناسب عاداتها وتقاليدها وظروفها المختلفة, بما يحد من الانفجار السكاني البشع والذي سيكون مشكلة المشاكل في السنوات القادمة ما لم تتدارك دول العالم الثالث الموقف وتعالجه علاجا حاسما فعالا.
مرت الأيام السابقة علي بداية المؤتمر ثم أيام انعقاده ببطء شديد لما تحملته الأعصاب من توتر خوفا من حدوث أية اعتداءات من الإرهابيين علي مكان المؤتمر أو علي بعض المشتركين فيه, بما يسيء إلي سمعة مصر إساءة بالغة, لقد صلينا إلي الله باستمرار طالبين لمصر السلام والهدوء والأمان في هذه الأيام وأن ينجح المؤتمر حتي يخرج جميع المشتركين فيه موفقين مستريحين لمناقشاته وقراراته, وقد استجاب الله لهذه الصلوات, وجعل من المؤتمر ونتائجه فخرا لمصر وقيادتها.
إن المظهر الرائع الذي ظهرت به القاهرة طوال فترة المؤتمر, والنظام الدقيق الذي سارت عليه الأمور ليدعو إلي الإعجاب, لقد كان الخوف من أن ترتبك حركة المرور وخصوصا في ساعات الذروة, ولكن التنظيم الدقيق الذي وضعته ونفذته إدارة المرور جعل انسياب التحرك في جميع أنحاء القاهرة وطوال النهار سهلا ومنتظما, بل وأحسن منه في الأيام العادية.
لقد تتبعت جلسات المؤتمر علي شاشة التليفزيون والتي أذاعتها أغلب إذاعات العالم, محطة CNN الأمريكية, ومحطة SKY الإنجليزية, كما استمعت إلي أغلب ما ألقي فيه من كلمات, وما دار به من مناقشات, وبالرغم من تضارب آراء ووجهات نظر الوفود المختلفة التي حضرت المؤتمر, فقد اتسمت المناقشات بالصراحة التامة والإخلاص في إبداء الآراء المختلفة, فكانت حقا الديمقراطية سائدة بشكل رائع ومشرف, كما وفق كل التوفيق في قراراته وتوصياته لتأخذ منها كل دولة ما يناسبها.
لقد ساد النظام الدقيق المؤتمر وتحركات أعضائه منذ اللحظة الأولي لانعقاده وحتي انفضاضه بدون أي اختلال أو ارتباك. حقا لقد نجحت مصر ورجالها في تنظيم المؤتمر وجلساته, وإقامة المشتركين فيه, ووسائل انتقالهم وتحركاتهم, والعمل علي راحتهم وتسهيل اتصالاتهم, وخصوصا رجال الإعلام علي اختلاف بلدانهم, وسهولة اتصالهم السريع بجرائدهم ومحطات الإذاعة الخاصة بأوطانهم, وبذا تابعت وسائل الإعلام المختلفة نشر وإذاعة أخبار المؤتمر بكل دقة وسرعة.
أنني أهنئ من كل قلبي من اشترك في إنجاح هذا المؤتمر الرائع الذي جعل اسم مصر علي لسان الجميع وفي جميع أنحاء العالم, كما أنني أهنئ السيد وزير الداخلية ورجال الأمن والشرطة الأبطال علي ما وضعوه من نظام دقيق, وما بذلوه من جهد موفق في المحافظة علي الأمن قبل وأثناء انعقاد هذا المؤتمر, مما رفع رؤوسنا جميعا عاليا. نعم, إن لمصر أن تفخر بهؤلاء الرجال الأبطال, جزاهم الله كل خير.