لليوم السابع على التوالي تحتفل كنيسة رئيس الملائكه ميخائيل بنزلة اسمنت بالمنيا بنهضة السيدة العذراء مريم بحضور راعي الكنيسة القمص اشعياء جورجي وقد بدأ اليوم بصلاه عشية ثم القي كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل باقة من اجمل الترانيم الروحية وتلاها كلمه روحية لراعي الكنيسة عن فضائل السيدة العذراء مريم الكثيرة ، فلقد قالت السيدة العذراء “هوذا انا أمة الرب “كما قالت “لأنه نظر الي اتضاع أمته” وروي قصة عن سيدة أصيبت بغدة تسببت لها في الكثير من المتاعب وهذا كان في عهد البابا كيرلس السادس وقد ارتفعت حرارتها ولم يستطع الأطباء علاجها فلقد ارسل أهلها الي البابا كيرلس ليصلي لها فارسل إليهم البابا قائلا: يذهبوا بها الي كنيسة العذراء في الزيتون وكان هذا اليوم يوافق عيد العذراء حالة الحديد وبالفعل اخذها أهلها الي الكنيسة وصلوا لها وهنا حدثت المعجزة فلقد تعافت السيدة المريضة حيث ظهرت لها العذراء مريم لتشفيها من مرضها.
ثم ألقي ابونا افرايم عدلي كاهن كنيسة مارجرجس المنيا عظة روحية بعنوان ” مثل العذارى الحكيمات والجاهلات ” مؤكدا أن الله أراد بهذا المثل أن يخبرنا أننا لا نهتم بالازمنه والمواعيد والاوقات وإنما نستعد لمجئ ملكوت السموات، فلقد قالها المسيح صريحه للتلاميذ ” ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه”، ولذلك الله اخفي عنا أمور كثيرة مثل موعد المجئ الثاني وذلك حتي لا نهتم بالمواعيد بل بالملكوت، يقول إنجيل يوحنا “جاء ووقف في الوسط” وذلك على السيد المسيح حينما ظهر للتلاميذ في العليه ولذلك المسيح هو مركز حياتنا ،المسيح ظهر بأشكال كثيرة وفي هذا المثل يظهر بأنه العريس والعذاري هم مجموعة من الشعب يمثلوا الشعب كله والعروس هي الكنيسة و القديس يوحنا المعمدان هو أول من قال عن المسيح انه العريس ، فالعريس الحقيقي ألا وهو المسيح يريد أن يقتني عروسة ألا وهي الكنيسة.
المثل يتكلم عن ثلاثة أمور وهم ” الحكمه والسهر والزيت”، الحكمه ظهرت من بداية المثل يقول عشر عذراي خرجن للقاء العريس خمس منهن حكيمات وخمس جاهلات وتم تحديد العذارى الحكيمات عن الجاهلات حينما اتي العريس فخمس منهن كانوا مستعدين للقاء العريس واشعلن مصابيحهن بالزيت الذي لديهن لكن الخمس الأخريات كانوا جاهلات لأنهن لم يستعدوا للقاء العريس ولذلك انطفأت مصابيحهن لعدم وجود زيت لديهن، والزيت عبارة عن الفضائل المسيحية التي يجاهد الإنسان في حياته على الأرض أن يجمعها. بولس الرسول يقول “لا يكلل أحد إن لم يجاهد قانونيا” ولذلك فإننا ليس مخلوقين فقط للأكل والشرب وإنما لنجاهد في التغلب على شهوات الجسد والحكمه لهؤلاء العذراى جاءت إليهم حينما جاهدوا وجهزوا لأنفسهن زيت مع المصابيح فإذا تأخر العريس يكون معهن زيت ولكن الجاهلات لم يجاهدن ويسعين لاستقبال العريس.
تكلم السيد المسيح في اصحاح 24 إنجيل متى عن مثل يقول إن هناك غني كان مسافر فأتي بأحد عبيدة ليوصية على اموالة وممتلكاته ولكن هذا العبد أعتقد بأن سيدة سيذهب دون أن يعود ولذلك بدأ في اهانه العبيد واستغلال تلك الفرصة وهو لا يعلم أن سيده سيأتي في وقت ما وسيحاسبه على أفعاله ويلقية في الظلمه هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.
كلنا مؤمنين بمجئ المسيح ولكن لا نعلم موعد مجيئة وهناك أناس يعتقدون أن العمر طويل أمامهم وان المسيح لا يأتي الآن ولذلك يفعلون ما يشاءون اما الحكيمات كان لديهن نظرة مستقبلية ولذلك اعدوا زيتا احتياطيا .
وفي هذا المثل يقول إن الجاهلات ذهبن للحكيمات ليأخذوا من زيتهن ولكن الحكيمات رفضن وهذا ليس أنانية أو قله محبة ولكن الزيت يمثل أعمال الشخص الصالحه فهناك مثل بسيط يوضح ذلك وهو أن هناك اثنين طلبه في ثانوية عامة أحدهم ملتزم بدروسة ومجتهد في دراسته والآخر لم يسعي ويجاهد في دراسته بل تهاون فيها وحينما اتي الإمتحان الطالب المجتهد جاوب إجابات صحيحه أما الطالب المتهاون لأنه لم يتعب ويجتهد فإنه لا يستطيع الإجابة على شئ ولذلك نجح الطالب المجتهد ورسب الطالب المتهاون فذهب الراسب للناجح ليطلب منه أن يعطيه درجات تساعده على النجاح وهذا لا يجوز فإذا أراد الناجح أن يعطيه درجات فإن ليس لديه سلطه أن يعطيها لأحد ولذلك فإن العذاري الحكيمات ليس لديهن سلطه أن يعطوا زيتا للجاهلات .
الملكوت مفتوح وإنما الذي يدخله يكون مستعد ولابس ثياب العرس وقد أعطانا الله الملكوت بدمه فمن يدخل الملكوت بدون استعداد فإنه يدوس دم ابن الله فالمستعدات فقط دخلن الي العرس وأغلق الباب فباب الرحمه مفتوح طول ما انت عايش على الارض حينما ذهب بطرس للسيد المسيح وقال له ” كم مره يخطئ الي أخي واغفر له هل الي سبع مرات في اليوم ” فرد عليه المسيح وقال بل الي سبع مرات سبعين مرة ولذلك باب التوبة مفتوح ويغلق حينما تنتهي حياة الإنسان .والحياه الروحية حياة جهاد وانضباط والتزام ولذلك قال السيد المسيح” فاسهروا اذا لأنكم لا تعرفون الوقت ولا الساعه”.
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام..