لليوم الثاني عشر على التوالي تحتفل كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بنزلة إسمنت بالمنيا بنهضة السيدة العذراء مريم بحضور راعي الكنيسة القمص إشعياء جورجي وقد بدأ اليوم بصلاة عشية ثم ألقى كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل باقة من أجمل الترانيم الروحية ويليها كلمه روحية لراعي الكنيسة عن العذراء مريم فلها فضائل كثيرة ومتعددة. العذراء تميزت بميزات كثيرة ولا أحد يمتلك تلك الميزات غيرها وقد روى معجزة عن زوجين يعيشان في إحدى الدول الأوروبية وفي أحد الأيام شعرت الزوجه بتعب شديد يصيبها بالصداع المستمر وقد نصحتها إحدى السيدات أن تذهب إلى دكتور عيون لتعرف سبب الصداع المستمر وبالفعل ذهبت إلى دكتور العيون وعملت تحاليل وقد ظهرت نتيجة التحاليل في اليوم الثاني التي أظهرت أن لديها مرض خطير يؤدي بها إلى العميى فصعق زوجها من نتيجة التحاليل لأن والدته قد أصيبت بالكانسر وماتت منه، فذهب إلى العذراء مريم ليبكي لها ويطلب منها شفاء زوجته ولأنه كان بعيد عن الكنيسة لمشغولياته فلقد تقرب إلى الله كثيرا وصى له كثيرا وذهب إلى الكنيسة وتناول من الأسرار المقدسة وقرر العودة إلى مصر هو وزوجته وعندما استقلوا الطائرة إنهمر الزوج في البكاء فقالت له زوجته لا تخف فلقد سمعت يوم أمس صوت سيدة تقول لي لا تخافي يا مارية وبعد عودتهم إلى مصر اقبلوا على الكنائس والأديرة للصلاة إلى الله والتشفع بالعذراء مريم وبالفعل شعرت الزوجه بالشفاء التام من مرضها حيث أجروا التحاليل اللازمة فوجدوا أن المرض اختفى تماما.
ثم ألقى الأستاذ عوض مهني خادم المطرانية عظة روحية عن “مثل السامري الصالح” مؤكدا أن هذا المثل فيه تعليم هام لحياتنا وهو أن نعرف من هو قريبنا وفي هذا المثل أربعة شخصيات فكان هناك رجل منحدر من أورشليم إلى أريحا وهذا الطريق كان خطر لذلك يلزم لمن يسير فيه أن يحصل على تصريح فهجم عليه لصوص وضربوه وسرقوة فعدى عليه كاهن فتركه وأكمل طريقة والكاهن في العهد القديم كانت مهمته إتمام الطقوس الدينية فقط على عكس كاهن العهد الجديد ثم عدى علية لاوي وتركه وأكمل طريقة واللاوي هو الشماس ثم عدى عليه سامري صالح فاخذة وضمد جراحه وذهب به إلى المستشفى ليتم علاجه وهذا السامري وهو رمز للسيد المسيح في حنانه ورأفته بالآخرين لقد قال السيد المسيح هذا المثل لنتعلم منه أولا من هو قريبك فهناك أقرباء جسديين كالأخ والعم والخال فقد قال السيد المسيح أن قريبك هو من يصنع معك رحمه أيا كان دينه أو ملته، المسيح قال في الموعظة على الجبل سمعتم انه قيل حب قريبك وابغض عدوك ولكن أقول لكم أحبوا اعدائكم باركوا لاعينيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويبغضونكم ولذلك لابد أن لا يكون هناك تعصب في تعاملنا مع الآخرين وهذا المثل يعالج مرض العصر ألا وهو التعصب والتذمت ، السيد المسيح كان نازل من أورشليم مع التلاميذ وذاهب إلى السامرة فقال للتلاميذ اذهبوا انتم وارجعوا لتخبروني بما رأيتم فعاد التلاميذ قائلين للمسيح لماذا لا تنزل نار على السامرة لتحرقها فقال لهم المسيح “بأي روح انتما” يقول الكتاب المقدس ” ان جاع عدوك فاطعمه وإن عطش فاسقية” ولذلك لابد من قبول الآخر اذا كان الله أحب العالم كله ولم يميز بين أحد وآخر وقال في كتابه المقدس ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به” يقول السيد المسيح “أتيت لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل” ، كما قال لنا “كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم” السامري الصالح كان في منتهي الرحمه على رجل من أعداءة ولذلك قال الكتاب المقدس” لما رآه تحنن عليه” وكلمه رحمه تعني الإحساس بالغير ولكي نعرف أننا لدينا رحمه أم لا فالإنسان الذي لدية رحمه يكون طويل البال وسخي في العطاء كما أنه يلتمس الأعذار ومتسامح للآخري .
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام.