47- صفات المسيح أتشبه بك
لا يخاصم ولا يصيح, ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ (مت12:21)
* خمس صفات رئيسية للمسيح له المجد نجدها في هذه الآية: هوذا فتاي الذي اخترته, حبيبي الذي سرت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح, ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ, حتي يخرج الحق إلي النصرة. وعلي اسمه يكون رجاء الأمم (مت12:18-21).
1- لا يخاصم:
قلبه لا يعرف الخصام, لأن الخصام يعني عدم وجود محبة, ففي الزمن القديم كان اليهود يخاصمون السامريين, ولكن مسيحنا الحلو يقطع مشوارا كبيرا ليقابل المرأة السامرية, وعندما قابلته قالت له: كيف تكلمني وأنت رجل يهودي وأنا امرأة سامرية (فاليهود لا يعاملون السامريين). فبدأ السيد المسيح بلطف يقتادها إلي التوبة, وخطوة بخطوة يظهر جمالها وتصير كارزة.. ويشير إليها ويقول: هوذا فتاي الذي اخترته وحبيبي الذي سرت به نفسي. لا يخاصم أحدا.. فالأفضل لك أن تراجع نفسك.
2- لا يصيح:
غضب الإنسان لا يصنع بر الله.. وغضب الإنسان يظهر في ملامح الوجه وفي الكلام وفي السلوك. وإن أقام الغضوب أمواتا فليس مقبولا أمام الله, مثلما علمنا الآباء.. لو ضبطت مشاعرك وفكرك وقلبك.. يشير إليك المسيح ويقول: هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي.
3- لا يسمع أحد في الشوارع صوته:
كانت البيوت كلها دور واحد ولم يكن هناك زجاج للنوافذ ولا أبواب خشب مثل الموجودة عندنا حاليا.. لذلك يمكن للناس التي تسير في الشارع أن تسمع ما يدور داخل البيت.. فالذي تكون حياته هادئة لا يسمع أحد في الشوارع صوته, والحياة الهادئة تعبر عن الإنسان الذي يسعي إلي رضا المسيح, فيقال عنه: هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي.. هناك شخص يكون كمحطة إرسال أو إذاعة طوال اليوم.. فعندما يقابلك هذا الشخص يبادرك بالسؤال الشهير: هل لديك أخبار؟!.. وإن لم يكن لديك أخبار يتطوع هو بل ويتبرع ويقدم لك طائفة من الأخبار.. وأحيانا يكون وكالة أنباء سيئة الأخبار فيثرثر قائلا: ألم تدر؟!.. فقد حدث كذا وكذا.. تجده شخصا مزعجا.. حتي وهو يقوم بتربية أولاده.. سواء هو أو الأم.. فعند تربية الأولاد والبنات لابد أن يكونا هادئي الملامح فيكون كلاهما كإنسان هادئ السر دائما.. فالأمور العظيمة تتم في السر أي في هدوء, يعني الشجرة الضخمة التي تعطي ثمرا.. هل يسمع أحد صوتها؟!
==
النخلة الكبيرة التي تثمر بلحا كل يوم تستمر سنين عديدة دون أن يكون لها صوت, والشمعة تستمر مضيئة ولا يسمع لها صوت.
==
4- قصبة مرضوضة لا يقصف:
قصبة مرضوضة (يعني قطعة خشب هشة) لا يقصف (لا يكسر) ويقول: ليس منها فائدة.. بمعني أنه حتي لو عاش الإنسان في الخطية مستحيل أن ينظر المسيح إليه بهذا الشكل.
* كان هناك إنسان شرير من هامة رأسه حتي أسفل قدميه, والله منتظر عودته.. وصلب هذا الإنسان مع المسيح علي الصليب, والله يتأني عليه وعندما قال هذا اللص: اذكرني يارب متي جئت في ملكوتك.. قبله المسيح فورا, وكأنه يقول له: أنا منتظرك منذ زمن بعيد.. أنت قصبة مرضوضة فانتظرتك أن ترفع صلاة.., لذلك أجابه المسيح علي الفور: اليوم تكون معي في الفردوس, ويصير هذا الإنسان من أوائل الذين دخلوا إلي الفردوس.. قصبة مرضوضة لا يقصف, دائما عنده أمل ورجاء.. دائما عنده نوع من التشجيع.
5- فتيلة مدخنة لا يطفئ:
يوجد إنسان يقفل باب الرجاء أمامك, ويوجد إنسان آخر يفتح أمامك باب الأمل.. وفي هذا يتم تقسيم الناس إلي نوعين:
متفائلين ومتشائمين
أ- المتفائل.. يقول: الله! وردة جميلة لكن بها بعض الشوك.
ب- المتشائم.. يقول: ما هذا الشوك الذي يحيط بالوردة؟
- تري.. ما هي نظرتكم.. إن نظرت للوردة تكون متفائلا وعندك رجاء مثل نظرة المسيح إلينا نحن الخطاة.. المسيح ينتظر عودتنا لأنه يري فينا جمالا أفضل, ويري أن كل إنسان له نصيب في الملكوت.. هوذا فتاي الذي اخترته وحبيبي الذي سرت به نفسي.
===============
48- سمات كنيسة الرسل صورة بهية
وكان عندهم كل شيء مشتركا (أع2:44)
السيد المسيح أسس الكنيسة بنفسه, واختار التلاميذ والرسل:
* التلاميذ:
عددهم 12 وكلهم من اليهود, ودعوا تلاميذ وحواريين, ورقم 12 يشير إلي أسباط اليهود الـ12, وأرسلهم إلي اليهود.
* الرسل:
عددهم 70 وهم من اليهود والأمم وأرسلهم إلي الأمم.
* الآباء الاثنا عشر:
هم أقدم مجتمع مسيحي ظهر علي الأرض, وقد تسموا بالآتي:
** رسل: لأنهم نقلوا رسالة.
** تلاميذ: لأنهم تعلموا من السيد المسيح.
** حواريين: لأنهم كانوا في حوار دائم مع المسيح ليس بالآذان فقط بل بالعين والمشاعر والخبرة أيضا.
* صورة الآباء الرسل صورة بهية, نراجع أنفسنا عليها باستمرار.