44- قيامة المسيح فرحتي بك
استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح (أف5:14).
* عيد القيامة هو عيد أعيادنا وفرح أفراحنا, وبهجة حياتنا, والعمود الرئيسي في مسيحيتنا وكنيستنا وكرازتنا.
مشاهد القيامة:
المشهد الأول: الخروج من القبر
1- النصرة علي الموت: المسيح قام بقوة لاهوته, وخرج من القبر ولم يكن للموت سلطان عليه. وفي هذه القيامة نسميه البكر استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح (أف5:14).
وكلمة الموتي لها معان كثيرة منها:
أ- أموات في الفكر: مثال لذلك شاول الطرسوسي, فقد كان إنسانا يعتقد أن كل ما يصنعه خدمة لله. لكن في لحظة معينة عندما ظهر له السيد المسيح في طريق دمشق, اكتشف أن هذا لم يكن الطريق الصحيح, تغير وانطلق للخدمة وللعمل وللنشاط, كعملاق للكرازة.
ب- أموات في الروح: مثل زكا, الذي كان يظن أن سعادته في المال, وعندما تقابل مع السيد المسيح ابتدأ يري رؤية جديدة, أول فعل صنعه أعطي نصف أموال للمساكين, ثاني أفعاله: إن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف (لو19:8), وقام زكا وتحول من خاطئ وجشع إلي مبشر باسم السيد المسيح.
ج- أموات في القلب: قلبه ميت لا يوجد فيه إحساس بخطاياه, أقرب مثال هو مريم المجدلية, فقد كانت إنسانة خاطئة, وهذه الإنسانة احتلها عدو الخير, وعندما تقابلت مع السيد المسيح أخرج منها سبعة شياطين, فتحولت إلي إنسانة خادمة ومبشرة, فقد نقلت أخبار القيامة كأول مبشرة بقيامة ربنا يسوع المسيح.
* عيد القيامة فرصة لكي يقوم الإنسان من أي شيء يقيده.. فرصة للفرح.
2- النصرة علي الشيطان: أراد الشيطان أن يقتنص الإنسان من الله.. ولكن بالقيامة استرد الله الإنسان.. ووهب لكل إنسان يؤمن بالصليب أن ينال نصيبه في خلاص وفداء دم ربنا يسوع المسيح.
3- النصرة علي الخطية: كلمة الخروج من القبر بالمعني الرمزي هي الخروج من قبر الخطايا, فالخطية مثل القبر استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح (أف5:14). قم من الأموات تعني: قم من قبر الشهوة, من قبر الخطية أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟ (1كو15:55).
المشهد الثاني: ارتفاع نحو السماء
1- فوق الجاذبية: بعد الخروج من القبر ظهر السيد المسيح ظهورات عديدة عبر الأربعين يوما إلي احتفالنا بعيد الصعود المجيد ارتفاع نحو السماء, بمعني ارتفاع الإنسان نحو السماء, قيامة السيد المسيح كانت ضد الجاذبية الأرضية, والأرض لم يكن لها تأثير عليه, والإنسان أيضا يسمو للسماء.
2- فوق المعوقات: السيد المسيح في قيامته لم يعطله شيء, لا أكفان ولا ظلام ولا خوف ولا حجر كبير ولا أي شيء.
3- حنين إلي الأبدية: هذا معناه أن الإنسان ليس فقط أن يترك الخطية, بل ينبغي أن يشتاق إلي فوق لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح, ذاك أفضل جدا (في1:23), هذا الاشتياق يكون علي الأرض, إنسان عنده باستمرار فضيلة الحنين للأبدية.
المشهد الثالث: الكرازة وفرحة القيامة
1- الفرح الخادم: تذوق القيامة سبب فرح للإنسان ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب (يو20:20). لذلك يبدأ الإنسان بنقل هذا الفرح ويعبر عنه لكل أحد, فهناك من يعبر عنه بأن يقدم وقتا أو جهدا أو فكرا أو مالا أو رؤية للعمل وللخدمة وللكرازة.. فكل هذه مظاهر لفرحة الإنسان بقيامة ربنا يسوع المسيح.
2- الفرح الملتهب: عندما ظهر لتلميذي عمواس لوقا وكليوباس, لم يدركا المسيح القائم. ولكن بعد أن تركهما وبعد كسر الخبز, قالا: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا (لو24:32) أي أننا كنا نشعر بمشاعر معينة في حضور السيد المسيح, ولكننا لم نعرف كيف نعبر عنها.
3- الفرح الدائم: كلنا نعلم أننا نحتفل بعيد القيامة لمدة خمسين يوما, وهذه الخمسون يوما نعتبرها خمسين يوم أحد, ونعيش في فكر القيامة في كل يوم في الصباح عندما نصلي صلاة باكر, وفكر القيامة نعيشه في كل أسبوع في يوم الأحد هذا هو اليوم الذي صنعه الرب (مز118:24), وفي كل شهر قبطي, في يوم 29تذكارا للقيامة, وفي كل سنة في فترة الخمسين المقدسة.
===
45- ألقاب المسيح انتظاري لك
يدعي اسمه عجيبا, مشيرا, إلها قديرا, أبا أبديا, رئيس السلام (إش9:6).
* الله أراد أن يعد العالم لاستقبال ميلاد السيد المسيح, وإحدي هذه الوسائل هي الرموز والنبوات.
أولا: الرموز:
1- الأشخاص: مثل إسحق الذي كان يرمز لذبيحة الفداء.
2- الأحداث: مثل العليقة في أيام موسي النبي, التي ترمز لأحداث الميلاد ولأمنا العذراء.
3- الأشياء: الحية النحاسية, والتي ترمز إلي الصليب.
ثانيا: النبوات
* علي سبيل المثال نقرأ في سفر إشعياء: لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا, وتكون الرياسة علي كتفه, ويدعي اسمه عجيبا, مشيرا, إلها قديرا, أبا أبديا, رئيس السلام (إش9:6).
1- يولد لنا ولد: وليد العذراء, وليد المذود.
2- نعطي ابنا: لأنه ابن داود.. كما نقرأ في سلسلة الأنساب (مت1:1-17) (لو3:23-38).
3- يدعي اسمه: هو الاسم الوحيد الذي لخلاص الإنسان وليس بأحد غيره الخلاص (أع4:12), كما نقول في القداس: اسمك القدوس الذي نقوله, فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس.
واسمه عجيبا لأن اسم يسوع المسيح بالحقيقة هو اسم عجيب, وهذا الاسم جعل في تقليد الكنيسة صلاة اسمها صلاة يسوع أو الصلاة السهمية, وهذا الاسم له كل القوة وكل العمل.