أصلحت السمائيين مع الأرضيين.. والحاجز المتوسط نقضته.. والعداوة القديمة هدمتها
(عن صلاة الصلح بالقداس الغريغوري)
كان موضوع صورة قبطية الأسبوع الماضي حول تذكار إصعاد جسد القديسة مريم العذراء إلي السماء, أذكر اليوم في هذه المناسبة حامل الأيقونات الذي يتقدم الهيكل الأوسط بالكنيسة المدشنة علي اسمها في منطقة مصر القديمة.
مصطلح حامل الأيقونات ترجمة للفظ اليوناني أيكونستاس المركب من مقطعين: أيكون بمعني (أيقونة) وستاس بمعني (حامل), وإن كان في بعض الأحوال يطلق عليه كلمة حجاب فإن ذلك مجرد تسمية له كعنصر معماري, إلا أنه في طقس الكنيسة يوظف علي أنه حامل للأيقونات, ذلك لأنه لم يعد حجابا ولا حاجزا بعد تجسد السيد المسيح, فقد نقض الحجاب والحاجز الذي كان فاصلا بين أمور كثيرة, فأصلح السمائيين مع الأرضيين والشعب مع الشعوب, وبذلك لم يبق حجاب في العهد الجديد عهد النعمة.
هذه التحفة الفريدة في نوعها مصنوعة من خشب الأبنوس المطعم بالعاج, تتخللها عناصر زخرفية تشكل أطباقا نجمية, تلك التي كثر استخدامها في ذلك العصر, ويؤرخ لحامل الأيقونات هذا, بالقرن الثالث عشر القبطي.
هذه الأيقونات تتوسطها أيقونة السيد المسيح له كل المجد, وعلي يمينه السيدة العذراء وفقا للطقس القبطي (مز45:9), وعلي يساره القديس يوحنا المعمدان ورأسه في انحناءة واتضاع, يكتنفهم رؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل ثم اثنان من الإنجيليين الأربعة.. يلاحظ أيضا باب صغير يرتفع قليلا عن مستوي الأرض يفتح فقط لدخول الكاهن والشماس الذي يخدم معه.
e.mail: [email protected]