أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن رهبان سيناء اعتادوا وضع رفات القديسة كاترين في تابوت رخامي متقن الصنع موقعه هيكل كنيسة التجلي، وقد صنع في ورشة بالقدس بمنتصف القرن 12م واستمر حتى نهاية القرن 18م.
ويشير الدكتور ريحان، إلى كتابات عديدة تشير إلى وجوده بالكنيسة، منها: مخطوط طقسي محفوظ بالدير من عام 1214م. كما وصفه الحجاج المسيحيون إلى دير سانت كاترين ومنهم الحاج الألماني الدوق ثيتمار، حيث وصف عام 1217 التابوت والخدمة الطقسية التي تقام عند تناول البركة من رفات القديسة، وكان التابوت يجذب اهتمام الزائرين.
ويوضح الدكتور ريحان، أن القديسة كاترين هي قديسة مصرية ابنة كوستاس من عائلة نبيلة بالإسكندرية وعاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الروماني مكسيمانوس 305- 311م، وتحولت إلى المسيحية ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى خمسين حكيمًا من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.
وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرب المقربين إلى الإمبراطور من رجال البلاط.
ويضيف الدكتور ريحان أن مكسيمانوس لجأ إلى تعذيبها وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها، ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها، وبعد مضى خمسة قرون على استشهادها رأي أحد رهبان سيناء رؤيا بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، فصعد الرهبان إلى الجبل فوجدوا بقايا الجثامين فدفنوها في أعلى ذلك الجبل ثم نقل الرهبان تلك الرفات إلى كنيسة التجلي بالدير، ومن ذلك العهد سميت الكنيسة باسم كنيسة التجلي وكانت تسمى كنيسة القيامة والدير باسم دير سانت كاترين وكان يسمى دير طور سيناء وأطلق على الجبل جبل سانت كاترين.
وينوه الدكتور ريحان، أن رفات القديسة كاترين وضعت في صندوق ذهبي بمذبح الكنيسة وشملت الرفات اليد اليسرى والرأس ثم حفظت في تابوت رخامي من القرن 12 إلى 18م.
كما حفظت في صندوق من المرمر أعد عام 1231م بمذبح كنيسة التجلي والآن هناك تابوت تحت قبة المظلة التي تقع على يمين المذبح يحوي صندوقان من الفضة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترين يحوطها تاج ذهبي مرصع بالجواهر والآخر يضم يدها اليسرى وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة.
ويتابع الدكتور ريحان، بأن شهرة القديسة كاترين ذاعت في جميع أنحاء أوروبا خاصة بعد أن حمل سمعان المترجم – الذي يتحدث خمس لغات – رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا وكتب في القرن العاشر الميلادي كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة ).
وأصبح دير سانت كاترين منذ ذلك الحين معروفًا للجميع وإزاء ذلك تدفقت المعونات على دير سيناء من كل حدب وصوب وانتشر تكريم القديسة ورسم صورها في الشرق والغرب والذين أظهروا في رسوماتهم أداة تعذيب القديسة وهي عجلة التعذيب وبعد العصر البيزنطي وحتى القرن العشرين أصبح لدير سيناء مقار سينائية متعددة تأسست في جميع أنحاء العالم وأعطوها اسم القديسة كاترين منها المقر السينائى الهام في مدينة هراقليون بكريت الذي تخرج منه عدد كبير من شخصيات الكنيسة الهامة وزاره الدكتور ريحان .