في مبادرة من آثار الإسكندرية للحفاظ على أثر يرجع تاريخه لـ 181 عاما وترميمه بطريقة علمية على يد متخصصين ، بدأ أخصائى الترميم بمديرية الآثار بالإسكندرية بأعمال صيانة شاملة لجرس دير سان سابا بمنطقة محطة الرمل الموجود حاليا بوسط المدينة تحت إشراف مفتشى آثار منطقة وسط وبالتنسيق مع مسئولى الدير .
يوجد الجرس بكنيسة دير سان سابا الواقعة بوسط المدينة ، و أشتهر بكونه أكبر جرس لكنيسة فى العالم و يوضع الجرس الأثرى فى الفناء الخارجى لكنيسة دير سابا على أقصى اليسار من الداخل من الباب الرئيسى على منصة رخامية حديثة بإرتفاع 20 سم عن مستوى الأرضية المحيطة به .
العجيب أن جرس سان سابا لم يدق أبدا لكبر حجمه ، فظل مقيدا على الأرض عشرات السنوات غير معلق ، و حصلت عليه الكنيسة هدية من اليونان البطريركية منذ تشييدها ويتواجد بها منذ أكثر من 180 عاما .
وفى غحتفالية كبرى بدأت من أثينا الى ميناء الإسكندرية وصل هذا الجرس الضخم ليتضح بعد وصوله أنه فوق طاقة إحتمال برج الكنيسة من الناحية الإنشائية نظرا لأنه يبلغ وزنه أكثر من 3 أطنان من المعدن ، و من ثم وزنه يفوق معدل المقاومة للكتلة الخرسانية التى شيدت بها الكنيسة وقد جرت محاولات عديدة خلال العقود الماضية من الأبحاث لتقوية الجدار الخرسانى داخل الكنيسة لكى يتحمل هذا الجرس وشارك فيها مهندسون يونانيون ومصريون ، وساهم فى تمويلها عددا كبيرا من رجال الإقتصاد اليونانيين والمصريين وعلى رأسهم قسطنطين ميشيل سلفاجو وكان صديقا شخصيا للملك فاروق وأحد رموز الصداقة المصرية اليونانية ولكن لن يتمكنوا من تعليقه .
إستسلم الجميع للأمر الواقع وترك الجرس قابعا فى ساحة الكنيسة عشرات السنوات ، وظل بفضل تركيبته المعدنية يتحمل العوامل الجوية لكونه مصمم من سبائك تقاوم الأجواء وتقلباتها ، و ذلك على يد اكبر فنانى اليونان فى صناعة اللدائن والسبائك .. وحتى لا يتعرض الجرس لإنهيار الأرض فى ساحة الكنيسة عقدت عشرات الإجتماعات بين القيادات الكنيسة والفنية وكان الحل هو إدخال الجرس فى معرض داخل البطريركية كنموذج فنى داخل المتحف بالكنيسة بما يحتويه من نقوش وكتابات باللغة اليونانية ضمن المقتنيات النادرة من المراجع العلمية المختصة بشرح وتفسير الإنجيل وقطع نادرة من التراث القبطى .
قال محمد متولى مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالى فى تصريح خاص لـ ” وطنى ” أن الآثار تحرص على الحفاظ على كل ما هو أثرى وتراثى حيث يجرى صيانة الجرس على يد مرممين متخصصين بوزارة الآثار حرصا على إظهاره بالمظهر الحضارى اللائق داخل احدى الكنائس اليونانية القديمة بالإسكندرية .
أضاف مدير عام آثار الإسكندرية أن الجرس أثرى ومسجل فى عداد التراث من قبل اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية عام 1997 كحيازة خاصة ، مؤكدا أن تاريخه يرجع الى عام 1838 صنعه الجنرال الكمدار ميخائيل سيمنا فى عهد الإمبراطور نيقولا الأول والذى أهداه لمحمد على باشا لوضعه بكنيسة الروم الأرثوذكس بالإسكندرية .