المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
” نَزَلتُ إلى جَنَّةِ الجوز لإنظُرَ إلى براعِمِ الوادي وأرى هَل أزهَرَ الكَرْمُ ونَوَّرَ الُّرمَّان ” ( نشيد الأناشيد ٦ : ١١).
دائماً في الوادي يتمّ زرع الاشجار المثمره لغرض ديمومتها والرعايةِ بها . وكما نعرف كلّ الثمار التي قشرتها قويه تحتوي على مادةٍ مغذيّة وثمينه وغاليه ومهمة ، مثل ثمرةِ الجوز التي عندما نكسرها بقوة نحصل على لبّها الطيب المذاق، كذلك المسيح عندما تجسّد في بطن العذراء مريـم ولد منها ” وجاء نوراً للعالم ( يوحنا ٣ : ١٩ )، وهو كرم الله الغير متناهي للبشريه وأنه الربيع الدائم لتجدد الإنسان ، أي الولادة الجديدة ، ولادة الرُّوح : ” فَمَولودُ الجَسد يَكونُ جسداً ، ومولودُ الرُّوحِ يكونُ روحاً ” ( يوحنا ٣ : ٦ ) .
كُلّ الأشجار في موسم الخريف تتشابه بالمنظر ولكن في الربيع تتغير وتعكس نوعها وأصلها . وكذلِكَ ولادة المسيح أعطت للإنسانية قيمةً عظيمة تجدّد خلالها الإنسان وعرفَ ذاته ونمى من جديد ليرتبط بالأصل ، والأصل هو الله ، ليستمر نموه وعطاءه .
أيضا الجوزه تشبه إنتصار المسيح على الموت ، مات وقام من بين الأموات ، وجعل من الموتِ محطةً للإنتقال إلى الله ، إلى السماء ، إلى الفرح والسعادة إلى مركز إيماننا ورجاءِنا .