>
>
> نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
>
>
> إن لازمتم حديقة قلب البتول فإنكم تصبحون خاصتي ، ولن يستطيع أحدٌ أن يُبعِدَكُم عنّي ، لأَنِّي أكون ملاذكم حيث تجدون الطمأنينة .
>
> تعالوا إليّ . تعالوا إليّ أيّها الأحبّاء واختبروا عن كَثب قلبي النقيّ . ادخلوا إلى حديقتي التي فيها تتجلّى أنوار الثالوث الأقدس البهيّة .
> فالآب يجد فيها أن تصميمه الإلهي قد تمّ دون شائبة ، وأنّ الخليقة بأسرها تتجدّد لتنشد معي أناشيد التسبيح لخالقها وسيّدها . في هذا المكان بالذات يَلقى الآب السماويّ تمجيدًا عظيمًا منقطع النظير . أمّا الابن فهنا ، في قلبي ، يجد له مسكنًا ، في قلبي ، حيث أخذ الكلمة جسدًا وحياة بشريّة ، وحيث وجد يسوع ملجأً وتعزيةً .
> إلى هذا المكان بالذات أتى المسيح بتلاميذه الأوائل ليتشدّدوا وينالوا مسحةً خاصّة منه ، في هذه الحديقة نموا رويدًا رويدًا في الإيمان بما صمّمه الله ، فباتوا أكثر تواضعاً ونقاوةً ، أكثر عطاءً وقوّةً . هنا أيضاً عملوا بجدّ فتشبّهوا بالمسيح بحسب إرادته .
> أمّا قلبي فكان ذاك المذبح الذي أُريقَت عليه دماء إبني ، وتلك الكأس التي احتوت دمه قطرةً قطرة .
> إنّه هو الذي أراد أن يهبكم حديقته الخاصّة وهو الذي وهبكم أُمّه . أمّا الروح القدس فهو البستاني الوحيد الذي عمل في حديقتي ، فأفاض عليّ فيضاً من نِعَمِهِ وأنوارهِ السماويّة ، وملأني بالنعمة ، وسربلني بعظمتهِ ، فبتُّ له . وهكذا تمّ في أحشائي عملَ الله الخارق الوصف .
> فحديقتي بكليّتها لَهُ ، وهو الذي يرعاها بأنوارهِ ، وينمي أزهارها الجميلة ، إنّه هو الذي يهبها رونقاً ولوناً وشذاً ، ويُدخِل إليها من يشاء .
> لا أحد يستطيع الدخول إلى حديقتي إلاّ بإذنٍ منه ، ولا يمشي فيها ما لم يَدعْهُ هو .
> بَنيَّ ، أقِرّوا بهذه العطيّة التي نلتموها عندما نذرتُم أنفسكم لقلبي الطاهر . الروح القدس ذاته أدخلكم إلى حديقتي . وها هو الآن ومن خلال أُمّكم السماويّة ، يعتني بكم ويُجمِّلُ نفوسكم بالعطايا ويُغنيها بكامل نِعَمه .
> وهكذا أراكم تنمون في القداسةِ فتتحقّق فيكم أمنيتي ، ويدخلكم الروح إلى قلبي حيث يشعّ مجد الثالوث بعظمةٍ وبهاء .
>
> رسالة ٢٩ يوليو ١٩٧٣ ” الكتاب الأزرق ” : رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي ” مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية ” ، ومن ثمارها تكريس العالم لقلب مريم الطاهر .
>
>