نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
( من كتاب : “ سرّ الورديّة المقدّسة العجيب ” ، للقديس المريمي لويس-ماري غرنيون دو منفور )
عندما رأى القدّيس دومنيك أنّ جرائم البشر تقف حاجزاً أمام إرتداد الألبيجيّين، دخل إلى غابة قريبة مِن مدينة تولوز الفرنسيّة ، وأمضى فيها ثلاثة أيّام وليالٍ في صلاةٍ وتوبةٍ غير متوقّفَتَيْن ، لم ينثني خلالهما عن التأوُّه والبكاء ، وإماتة جسده وإخضاعه ، لتهدئة غضب الله ، لدرجةٍ سقطَ فيها على الأرض نصف مَيْت . فظهرَت له عند ذلك السيّدة العذراء، يرافقها ثلاث أميراتٍ من السماء وقالت له : ” هل تعلم يا عزيزي دومنيك ، أيّ سلاحٍ استخدم الثالوث الأقدس لإصلاح العالم ؟
أجاب دومينيك: سيدتي، أنت تعلمين ذلك أفضل منّي ، لأنّكِ كنت أداة خلاصنا الرئيسيّة بعد ابنكِ يسوع المسيح ” . فأضافَت : ” إعلَم أنّ قطعة المَدفعيّة الرئيسيّة : “كانت المزمور الملائكي (السّلام الملائكي) ، الذي هو أساس العهد الجديد ، لأجل ذلك ، وإن أردتَ أن تُرجِع هذه القلوب المُتصلِّبة إلى الله ، بَشِّر بمزموري ” . فوقف القديس دومينيك ، ودخل إلى الكنيسة – الكاتدرائيّة . ودون أيّ ضابط، بدأت الأجراس تدقّ بواسطة الملائكة ، لجمع الأهالي . وفي بداية العِظة ، هبَّت عاصفة مرعبة ، الأرض اهتزَّتْ ، الشمس أظلمَتْ، والبرقُ والرعدُ تكرّرا . فارتعَدَ المستمعون وشَحُبَت وجوههم ، وزاد إرتعادهم عندما شاهدوا صورةً للعذراء القدّيسة معروضة في مكانٍ مرتفع، وهي ترفع ذراعاها لمرّاتٍ ثلاثة نحو السماء ، لتطلب الانتقام من الله ضدّ الهراطقة، إذا لم يرتدّوا ويلجأوا إلى حماية أمّ الله الفائقة القداسة والتكريم .
لقد أرادت السماء بهذه المعجزات، أن تضاعف التعبّد الجديد للورديّة المقدّسة ( السبحة المقدسة ) ، وجعله أكثر شهرةً. توقّفت أخيراً العاصفة بواسطة صلوات القدّيس دومينيك ، وأكمل عظته شارحاً بحرارة وقوّة كبيرتين ، عظمة الورديّة المقدّسة ، حتى اعتنقها سكان تولوز بكاملهم تقريباً، وتراجعوا كلهم تقريباً عن أغلاطهم . وعاين الجميع في وقتٍ قصير، تغييراً كبيراً في الأخلاق والحياة في المدينة .