نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
العذراء مريم الكُليّة القداسة ، خُلِقت في فِكر الله منذ الأزل ، منذ سقوط آدم وحواء في هاوية الموت ، أي موت جسديهما ، و بقيت روحهما تحملان صورة الله الكاملة . ولذلِكَ خُلِقَت العذراء مريـم من هذه الصورةِ الإلهية . فهي منذ الأزل خالية من ” الخطيئةِ الأصلية ” خطيئةِ أبوينا الأولين آدم وحواء . وانَّ الأزلي حَلَ في أحشائها وولِدَ منها . ولِدَ حامِلاً صورة الله الثالوثية والمتساوية في الجوهر . هذا الجسد المقدَّس الذي تجسدت فيه بذرة الله التي زرعها في البشريه ، لايمكن ان يعرف الفساد والتحلّل ، لأنّه أصبح تابوت العهد لكلمةِ الله ، وكان لابُدَّ ان يتحول كُلَّه إلى جسدٍ نوراني يتمجد في السماء . وبما أنَّ مريـم العذراء متحدة مع إبنها يسوع ، سميت بالممتلئة نِعمةً ، لإنها جاءت بالنعِم التي فقدَهَا أبوينا آدم وحواء بعد سقوطهما وموتهما بالخطيئةِ ، أي بعد أن كانا ابديين قبل السقوط وينعمان بالفردوس والنِعَم الإلهية .