كلما لمحت الحزن بعيني إبنتي الصغيرة فاجأتني بسؤال متكرر: لم انجبتيني يا أمي في هذا العالم !?
ظننت بالبداية أنها تعترض على حياتنا وإنها تشعر بالضيق من وجودها معي . لكن مع الوقت أدركت إنها على دراية بكل ما يجري على كوكب الأرض من دمار وتلوث .
فكلما شاهدت صور الضرر الذي يخلفه الإنسان على كوكب الأرض شعرت بالإستياء والحزن .
في كل خطواتنا سويا ترى مخلفات بلاستيكية ملقاة في الشارع فتبدأ بسرد الأخطار التي تنتج عن البلاستيك وعدد السنوات التي تلزم لتحلل قطعة بلاستيك واحدة في التربة.
وعذاب المخلوقات البحرية ومعاناتها جراء تعرضها لقطعة بلاستيك من مخلفات البشر .
لقد تابعت ابنتي حرائق الأمازون بعيون دامعة وكلما شاهدت صورة حيوان مصاب إثر الحريق تآلمت وكأنها تريد أن تصرخ بوجه العالم:كفى .
هي تشعر أن المخلوقات والكوكب بخطر داهم من الإنسان سواء بمساهاماته أو بوقوفه مكتوف الآيدي أمام كل هذه الكوارث .
دون حتى التفكير بحلول تحمي الكرة الأرضية .
الأمازون رئة الأرض يا أمي سوف يعاني جميع المخلوقات من أيام أسوأ مع الطقس …بسبب تلك الفوضى والامبالاة تجاه الأرض .
لا أجروء على تقديم الأسف لإبنتي لأنني جلبتها لهذا العالم المخيف .
نحن البشر أجمعين مدينون لأجيال قادمة لن تحصد سوى دمار الكوكب .
أتمنى من إبنتي قبول إعتذاري عن كل ماتشعر به تجاه العالم التي تعيش فيه .