أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية خلال مناقشة تعديل بعض مواد قانون الثروة المعدنية بمجلس النواب برئاسة الدكتور على عبدالعال أن اهداف وفلسفة التعديل تستهدف جعل قطاع الثروة المعدنية أكثر جذباً للاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال البحث والاستكشاف عن الثروات التعدينية، وهو ما يعد خطوة أساسية لتفعيل توجهات الدولة لتعظيم القيمة المضافة من ثرواتها الطبيعية في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، ومواكبة التطورات التي شهدتها الممارسات الدولية في مجال الاستثمار التعديني بما يضمن المساهمة في جذب أفضل الشركات التعدينية إلى مصر .
وأضاف الملا أن مواد القانون المعدلة تسهم في توفير عوامل أساسية لجذب الاستثمار تشمل إتاحة القدرة على التنبؤ للمستثمر من خلال وجود مواد قوية وراسخة تدعم الاستقرار مع مرور الزمن وإتاحة الحد الأدنى لقرارات التفاوض عبر رؤية متطورة لقطاع التعدين، إلى جانب تحقيق الشفافية من خلال قواعد وشروط واضحة أمام المستثمر، وتحقيق التوازن من خلال إقرار شروط مناسبة لطبيعة النشاط التعديني والتوازن بين الدولة والمستثمر .
وأوضح “الملا” أن تعديلات القانون تركزت بشكل أساسي على تطوير النظام المالي وآلية منح تراخيص العمل التعديني وتنظيم الاختصاصات ويشمل ذلك، تيسير الإجراءات و فصل تراخيص البحث عن الثروات المعدنية عن تراخيص استغلالها لإعطاء مزيد من المرونة في جذب استثمارات للبحث والاستكشاف، مشيرا إلى وضع حد أقصى للإتاوة التي تقوم الدولة بتحصيلها بنسبة 20% وبحد أدنى 5% وزيادة نسبة حصيلة المحافظات من الأتاوة من 1 % إلى 6% للمساهمة في التنمية المجتمعية .
وأكد “الملا” أن التعديلات تم وضعها بمشاركة كافة الجهات المعنية والمستثمرين والغرف التجارية مع اللجنة الوزارية المختصة التي شكلها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لدراسة المقترح الذى تقدمت به وزارة البترول والثروة المعدنية لتعديل القانون .
وعن استراتيجية تطوير وتحديث قطاع التعدين أوضح الملا أن الإصلاح التشريعي وتعديل قانون التعدين يأتي في مقدمة الأولويات المحددة لتنفيذ هذه الاستراتيجية حيث يمثل حجر الزاوية في تطوير قطاع التعدين.
وأضاف أن الوزارة بادرت بإعداد استراتيجية طموح لتطوير وتحديث القطاع بالتعاون مع بيت خبرة عالمي متخصص لرفع مساهمة قطاع التعدين في الناتج القومي في ظل ضآلة مساهمته حاليا والتي لا تتعدى5ر0% رغم الإمكانيات التعدينية الكبيرة، لافتا إلى أن الاستراتيجية تستهدف نتائج ملموسة على المدى القصير إلى جانب تحقيق نقلة نوعية كبيرة في أداء قطاع التعدين بحلول عام 2030 تتضمن وصول اسهامات القطاع في الناتج القومي إلى 7 مليارات دولار ، وتوفير 110 الف فرصة عمل جديدة، وجذب استثمارات
بقيمة 700 مليون دولار، لافتا إلى أن الوزارة تسعى للارتقاء بأداء القطاع التعديني وجاذبيته الاستثمارية على غرار ما شهده قطاع البترول والغاز .
وذكر الوزير أنه تم وضع خارطة طريق لتنفيذ الاستراتيجية تتألف من سبعة محاور أساسية تشمل الإصلاح التشريعي وتعديل القانون الحالي، وتحديث النظام المالي لجذب المستثمرين مع حفظ حقوق الدولة، وتعديل نظام التراخيص وتيسير الإجراءات، وإعادة تنظيم الاختصاصات بهيئة الثروة المعدنية، ووضع استراتيجيات تفصيلية لاستغلال الخامات المختلفة تراعي تعظيم القيمة المضافة، ورفع كفاءة الكوادر البشرية من خلال برنامج تدريبى متطور للعناصر الشابة، وتنفيذ استراتيجية للترويج للفرص الاستثمارية.
وأشار “الملا” إلى المزايا التنافسية التي يتمتع بها قطاع التعدين فى مصر كتوافر الخامات المختلفة والبنية الأساسية القوية وشبكات الطرق التي تتوسع فيها الدولة بالإضافة إلى انخفاض مصروفات التشغيل وتوافر العمالة الماهرة .
وأكد الوزير أن تعديل قانون الثروة المعدنية يأتي متماشياً مع نص المادة (32) من الدستور والتي تلزم الدولة بالحفاظ على مواردها الطبيعية وحسن استغلالها وكذا الاتجاه نحو تعظيم القيمة المضافة لتلك الموارد الطبيعية بما يدعم الاقتصاد القومي ويسهم بفاعلية في خطط التنمية الاقتصادية للدولة .