· مع أفلام عادل إمام أو فاتن حمامة تكون موسيقاي على قوة العمل!
· أسعد لحظاتي هي أسوأ لحظاتي!
· من هذا أخاف.. ومن خاف سلم!
· نجاة الصغيرة تقول: “هاني” موسيقاه على السحاب
· مشروعي القادم هو أن أذهب إلى الناس بدلاً من أن يأتوا إلينا!
الموسيقار الكبير هاني شنودة.. عاشق الموسيقى.. ملحن عبقري.. واصل عطائه ووجوده على الساحة الفنية لأكثر من نصف قرن.. رسم في نفوسنا بسمة، بأعماله التي تنوعت ما بين الرومانسي الحالم، و”بأحلم معاك” لنجاة الصغيرة، وما بين التلحين الشعبي “زحمة يا دنيا زحمة” لأحمد عدوية.. وحتى الموسيقى التصويرية لأعمال شهيرة كأفلام عادل إمام “المشبوه، والحريف…” هذا علاوة على تأسيسه لأول فرقة غنائية مصرية هي “المصريين” والتي قدمت الكثير من الأغاني المحفورة حتى الآن بوجدان أجيال، مثل: “ما تحسبوش يا بنات إن الجواز راحة”، “الحب ده إحساس”، و “إبدأ من جديد”.
إن هاني شنودة هو تاريخ فني حافل بالإبداع الموسيقى.. وأعماله هي تراث شعبي مصري أصيل يجب الفخر به وإعادة إحيائه.. خاصة وأنه تراث مجتمعي متميز.. يساهم في إعادة بناء الذوق الراقي والرومانسية والوعي المجتمعي.
ولهذا أجريت هذا الحوار بالفيديو مع وعن هاني شنودة الفنان والإنسان.. الذي مازال يخاف.. ولا يزال يحلم.. مع وضع أجزاء من موسيقى الأغاني التي لحنها في خلفية الحديث بالفيديو.. عند الإشارة إليها في حديثه.
* 3 روافد في تأسيس “المصريين”
كان من الضروري في بداية الحوار إيجاز لمحة عن التاريخ الثري لهاني شنودة الفنان قبل الحديث عن الإنسان..
أسست في بداياتك فرقتك الأولى “لي بيتيت شا”.. والتي كانت تعزف الأغاني الأوربية بالإسكندرية.. وقيل إن الكاتب الكبير نجيب محفوظ هو الذي أوعز إليك لتكوين فرقة موسيقية غنائية على نمط الفرق الغنائية الأوربية، فهل هذا صحيح؟
== الموسيقار هاني شنودة: نصفه صحيح، فقد كنا في فرقة “لي بيتيت شا ” نقدم الأغاني الغربية الشهيرة، لأنه كان ممنوع استيراد أسطوانات في ذلك الوقت، فكان الشباب يحضر حفلات الفرقة عندنا، ليسمعوا أحدث الأغاني الغربية سواء بالإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية.. أيا كانت اللغة طالما أغنيات شهيرة.. وعندما أتي الأديب العالمي نجيب محفوظ، أنا الوحيد الذي جلست معه لأني قارئ له بكل مراحله، فسألني لماذا لا تعملوا أغاني عربية، فقلت له فيها عيوب لأن المقدمة طويلة، كما أن الأغاني كانت تقلب راقصة، وكان أعيب شيء إن الشاب يرقص.. فهذا كان معناه خروجه من الشلة وتجنبه واحتقاره.. عكس الآن.. الشباب يرقصوا والفتيات تتفرج.. فالأديب نجيب محفوظ قال لي: (لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام.. اعمل الأغنية العربي الصح اللي أنت شايفها). فكلام نجيب محفوظ كان بمثابة (بذرة اترمت في دماغي).
ويوجد رافد ثاني لتأسيس الفرقة، وهو أن الشباب كانوا دائما يتساءلون عن سبب عدم وجود فرقة خاصة بهم في بلدهم، رغم أنه توجد فرقة البيتلز في بريطانيا، والأمريكان لهم الإيجلز والبيتش بويز والفرنسيون لهم فرقهم.
وكان هناك أيضاَ رافد ثالث لتأسيس الفرقة وهو أن الفنان الكبير عبد الحليم حافظ كان يأتي ويجلس بجواري وأنا ألعب على الأورج، وكان يعزمني على الغداء أو العشاء.. حتى خلصنا الموسم في إسكندرية وعدنا إلى القاهرة، وجدت عبد الحليم يتصل بي ويقول لي: (أنا جبت جهاز أورج حديث).. قلت له استهج اسمه، أنا قرأت عنه جيداً، وقبل أن يكمل سألته عن عنوان بيته، فقال لي أنه في الزمالك، وعندما وصلت ودقيت الجرس.. دخلت على الفور بعد أن وقع عيني على الجهاز، وبدأت ألعب عليه الأغاني الأجنبية الشهيرة، فخرج عبد الحليم بجلباب أبيض شيك، وقال لي: (هاني، ما تعرفش تعزف حاجة من أعمالي؟).. فقلت له أعرف أهواك.. وعزفتها له بتنويعات مختلفة.. فقال لي عبد الحليم: (اسمع يا هاني.. أنا عايزك تعملي فرقة صغيرة مثل “لي بيتيت شا “).
فأحضرت أنا “عمر خورشيد” الذي كان معنا في الفرقة الماسية، ومعنا في فرقة “لي بيتيت شا “، وأحضرت معه عازفين آخرين، وبدأنا نعمل البروفات في بيت عبد الحليم، كل يوم نذهب إليه الساعة 1 ظهراً.. هو يفطر، ونحن نعمل حتى الساعة الرابعة، نتغدى معاً، ثم ننصرف.
ثم قال لي حليم: إن الأستاذ أحمد فؤاد حسن قلقان خوفاً من أن يظن الناس أنك ستكون مع الفرقة الصغيرة وتترك الفرقة الماسية، ويقترح إننا نضيف ثلاثة أفراد من الفرقة الماسية، فأضفنا (الأستاذ هاني مهنى\ عازف الأورج الشهير، و الأستاذ مختار السيد \عازف الأكورديون، الأستاذ حسن أنور\ عازف الرق)..
وعملنا النصف الثاني من حفلة الجزيرة، ونزلنا من الحفلة فعبد الحليم قال لي: (إحنا لقينا بعضنا يا هاني.. وسنلف العالم كله.. ونريه قد إيه موسيقانا جميلة).. ثم توفى عبد الحليم.. فقلت: حان الوقت إني أعمل فرقة، فهؤلاء الأسباب الثلاثة هم الذين جعلوني أعمل فرقة “المصريين”.
v عمر خيرت لم يكن معنا كما قال سمير صبري
الفنانان المتميزان عمر خورشيد وعمر خيرت.. كانا من أعضاء فرقة “لي بيتيت شا “، ما أبرز ما تذكره عن كل منهما فنياً، وإنسانياً؟
== أحب أولاً أن أوضح أن عمر خيرت لم يكن معنا ضمن الأشخاص الذين اخترتهم لتأسيس الفرقة كما ذكر الفنان سمير صبري، فهو مخطئ في هذه الجزئية. هو كان معنا فقط في “لي بيتيت شا”. لأن عمر خيرت كان في وقتها في إنجلترا على ما أظن. وبالنسبة للفنانين عمر خورشيد وعمر خيرت وبقية أعضاء الفرقة، هم بالنسبة لي أكثر من إخوة.. إذ كنا معاً يوميا في البروفات، وفي عزف الليل، فكنا نقضي الوقت معاً أكثر مما نقضيه مع أهالينا، كانت هناك صداقة عميقة بيننا، وفي ذلك الوقت لم يكن أحد ينظر للآخر على أنه سيكون مشهوراً أم لا، ففي ذلك الوقت يكون الشباب مندفع نحو ما يحبه، فكان الشغف الموسيقى يجمعنا جميعاً.
* أعمال “المصريين” دخلت التراث الشعبي المصري
فرقة المصريين، علامة فارقة في تاريخ الفرق الغنائية الشبابية المصرية الناجحة جماهيرياً، هل هناك مواقف تأثرت بها مع هزات كبري مثل وفاة أعضائها، وترك مغنياتها إيمان يونس ثم راندا ثم منى عزيز للفرقة؟
== لقد ظللنا نعمل ألبومات غنائية لفرقة المصريين مع إيمان يونس حتى الشريط الرابع، وبعدها اعتذرت إيمان عن الاستمرار بسبب زواجها ، وكان الشريط اسمه “ابدأ من جديد”، والتي غنت إيمان كل أغانيه ما عدا أغنيتين. فتلميذتها “راندا” غنت الأغنيتين، وكملت مع الفرقة حتى تزوجت أيضاً وتركت الفرقة . وبعدها التحقت منى عزيز بالفرقة وظلت معها حتى تزوجت وهاجرت.
وبالفعل مات بقية أعضاء الفرقة، وهم تحسين يلمظ\ جيتار، ممدوح قاسم\غناء، عمر فتحي \ غناء، وأهم عضو في فرقة المصريين أستاذ “صلاح جاهين” توفى لرحمة الله، والذي كان معجباً بالفرقة إعجاب غير عادي ، وكان عارف أن المستقبل للفرق، وإن الأعمال التي أعملها وإن بدت مجنونة للناس إلا أن فيها نوع من الطرافة والجدية.
* بدأت الموسيقى بنية ألا أتركها
v هل موت الأعضاء أو تركهم للفرقة كان سبباً رئيسياً في توقف نشاطها، رغم نجاحها الشديد وقتها؟
== كل الفرق في العالم يجب أن تنحل في وقت من الأوقات، لاختلاف المسارات، فهناك دائما شخص يحمل في طيات نفسه مسارات لمستقبله، عكس واحد مثلي، مستقبلي وشغفي هو الموسيقى. فبدأت الموسيقى بنية ألا أتركها، وأن أظل أعمل بها بكل الطرق.. سواء موسيقى تصويرية أو أغاني أطفال، أغاني نجوم أو أغاني فرق.. كل ما هو متعلق بالموسيقى.
فالفرق كما قلت، هي عبارة عن مَفْرَخَة للمواهب، يطلع منها درامرز أو مطرب، أو شاعر، أو ملحن أو موزع جيد، والنقطة الثانية والتي هي أهم من الأولى أن الفرق الموسيقية عبارة عن عمل جماعي، ونحن نفتقد العمل الجماعي بمصر، وأنا سأخطي في الممنوع وأقول إننا لا نكسب في كرة القدم لأننا لا نتعلم في المدرسة ونحن صغار كيف نعمل معاً كجماعة.
ويعقب الموسيقار هاني شنودة بصوت يملأه القناعة بأهمية تكريم العمل الجماعي المتميز، ويقول: “أنا رأيي.. أن الدولة كان يجب أن تعطي جائزة خاصة لفرقة المصريين.. اسمها جائزة التميز في العمل الجماعي في الموسيقى والغناء“.. لأنها أول فرقة بمصر تقدم معاً مجموعة كبيرة من الأغاني التي دخلت التراث الشعبي المصري اليوم.
* لحظة إشراق
v هل التأليف الموسيقى المتميز لحضرتك هو حالة تدخل إليها بدراستك وقراءتك للعمل؟ أم هي إلهام فني تنتظر إشراقته بعد التعرف على نوعية الموسيقى المطلوبة من حضرتك؟
== هي لحظة إشراق مؤَسَسَة على خلفية من تعليمي الموسيقى وثقافتي الموسيقية ووعييِّ بالعمل الذي أريد عمل موسيقى له، كل هذه العوامل مجتمعة صعب تبين ما العامل المتغلب على الآخر فيها، لأن العقل الباطن داخلنا الذي هو منبع الإلهام والإبداع يخزن الكثير فيه، ويخرج في هيئات أو بطرق أخرى.
v ما الأصعب، التأليف الموسيقى الحر بدون كلمات، أم المصاحب للأغاني، أم التأليف الموسيقى الخاص بالدراما التليفزيونية أو السينمائية؟
== الأمر يتوقف على “المود” (المزاج) وعلى طبيعة العمل الفني الذي يمكن أن يفتح الشهية على التأليف الموسيقى الإبداعي أم لا، فعندما يكون الكلام جميل، يفتح الشحية للعمل، فأعمل بسلاسة وكأني كنت أعمل به منذ مئة سنة، والعكس عندما يكون الكلام سيء.. أحاول معه مرة واثنين وثلاث.. فلا أقدر التفاعل معه وتلحينه.. مثلاً الدراما التليفزيونية إما تجذبنا لمشاهدتها أو على العكس تسد نفسنا عن متابعتها، ونفس الشيء بالنسبة للأفلام.. أنا مع أفلام عادل إمام أو فاتن حمامة أو نور الشريف أو غيرهم من الفنانين الكبار.. تكون موسيقاى على قوة العمل، فمثلاً أفلام (لا عزاء للسيدات) مع فاتن حمامة، أو (المشبوه، شمس الزناتي، عصابة حمادة وتوتو) مع عادل إمام، المزيكا حلوة لأن الأفلام على مستوى وتفتح النفس للعمل أو موسيقى فيلم (غريب في بيتي) مع نور الشريف.. المزيكا حلوة لأن الفيلم رائع.. ويضحك.. وأنا كنت أضحك طوال ما أنا أعمل..
فعندما تعملي مع سمير سيف أو محمد خان أو محمد عبد العزيز فبالطبع يكون العمل رائع بقدر تميزهم.. أنا أيضاً عملت مع الجيل الذي كان قبلهم.. والذي بعدهم.. ففي التعامل معهم هناك صداقة وأخوية وثقافة متبادلة معهم.. فأنا أفهمهم من أول لمحة، وهم بالمثل يفهمونني من أول لمحة.. لأنه صعب جداً على الذكي أن يعيش بوسط غبي.. فهذا اللي مسبب مرض السكر للناس …!
* (نقع في الضحك من قلوبنا لأسلوبه الساخر اللطيف في الحوار)
يستكمل هاني شنودة: وفي المقابل هناك أفلام المقاولات، وأكاد أكون غير راضي عن موسيقاي فيها، لأنها يجب أن تناسب الفيلم، لماذا؟ لأن هناك قول: (لا ترقع الثوب القديم برقعة جديدة).. لأن الرقعة الجديدة لن تكون مرنة مع نسيج القماش القديم وستقطع الجلباب.. وقياساً على ذلك.. فلأني لا أريد تقطيع الفيلم لهم.. فأقدم قماشة موسيقية بقدر العمل.
* اللجنة ماتت.. وعاش عمرو دياب وعبد الحليم
أي فنان يقول عن أعماله (كلهم أولادي) .. بالنسبة لهاني شنودة.. من هو الابن البكر المتميز في إحساسك به؟ ومن هم الأبناء الأعزاء؟
== أنا أعمالي كثيرة، والحكم فيها للجمهور.. لأن لما عملوا لجنة موحدة للإذاعة وبعدها للتليفزيون لتقييم واختبار الفنانين.. فشلت اللجان.. والدليل أن عمرو دياب رفضت تلك اللجان اعتماده كمغني ثلاث مرات، ونفس الشيء بالنسبة لعبد الحليم حافظ، رفضت اللجان اعتماده ثلاث مرات.. إذاً ذوق اللجنة ليس هو الناس.. فمن المستحيل حصر ماء المحيط ومحاولة العمل على تدفقه من “حنفية”.. فقيامهم بمقارنات مع فنانين من الماضي، جعلتهم يرون أن الجديد سيء لمجرد أنه جديد على آذانهم.. لأننا نقدس القديم.. لا أعرف لماذا.. وأنا بحثت في معجم “مختار الصحاح” عن معنى كلمة قدوس أو مقدس، فوجدت أن المقدس هو الذي يحيا إلى الأبد.. ولهذا اللجنة ماتت وعبد الحليم يحيا إلى الأبد، وأيضاً اللجنة ماتت وفن عمرو دياب سيظل إلى الأبد.
* محمود حميدة ومحيي إسماعيل
من هم الفنانين القريبين من هاني شنودة على مستوى الصداقة؟
== الحقيقة لا أظن أن المجاملات موضوع مهم، حفاظاً على وقتي ووقتهم.. ولكن من أقرب الناس إليَّ الفنانان الكبيران محمود حميدة، ومحيي إسماعيل، فنحن نزور بعض، ونتحدث دائما.. فللعلم.. محمود حميدة خريج آداب قسم فلسفة، ومحيي إسماعيل أيضاً خريج فلسفة.. فنقدر نتحدث مع بعضنا بمستوى راقي من الحديث.. يكون مفيد.. لأن ضياع الوقت محسوب علينا.
أغنية بارك بلادي، التي غًنيت وقت الثورة.. قيل إنها على تيمة فيلم المشبوه من إخراج سمير سيف والتي كنت قد وضعت حضرتك موسيقاه.. بماذا يشعر الموسيقار هاني شنودة عندما يري أحد أعماله مقتبسة جمل موسيقية منها بعمل آخر؟
== هذه أول مرة أسمع هذه المعلومة، ولكن إن كانت معمولة للوطن فأنا مسامح مش ها أرفع قضية حتى ولو كانت مأخوذة عن موسيقى لي.. أيضاً أنا لا أرفع قضية على أولاد بلدي.. ولكن لو اسُتغلت في أي شيء آخر سأرفع قضية.. فمثلاً لما فريق (جيبس كينج) اقتبسوا موسيقى “زحمة يا دنيا زحمة” وأخذوها وعملوها في عمل لهم، رفعت عليهم قضية في فرنسا وكسبتها.
* عملت كل الأغاني الاجتماعية من خلال المصريين
ما هو الموقف الذي لا ينساه هاني شنودة خلال عمله الطويل بالمجال الموسيقى؟
== من يريد التعرف عليَّ أكثر.. يتعرف على أعمالي.. في فرقة المصريين عملت كل الأغاني الاجتماعية.. كل اللي نفسي أقوله.. مثلاً لما تسمعي أغنية (الفرق ما بيني وبين والدي مسألة السن.. بيقولوا لما كان قدي كان زي الجن).. معناها تعامل مع ابنك أو ابنتك كأصدقاء لأنك لما كنت صغير قدهم كنت زي الجن أنت كمان وبنزوغ من المدرسة.. فلازم ناس تطلع الأخيرة.. هل يعقل أن كل الناس.. الـ 100 مليون مصري يطلعوا كلهم أوائل!
لما تيجي تشوفي أغنية مثل (الحب ده إحساس والكره ده إحساس.. وأنا مؤمن بالإحساس في علاقتي بكل الناس.. فيه ناس في وشوشها براءة.. وفيه كمان قبول.. أول مرة بتشوفها تدخل جواك على طول.. وناس مهما تقابلها ناسيها ومش فاكرها.. ولو تسألني ليه.. أقولك ده إحساس)..
لما تيجي لأغنية (حرية حرية.. الدنيا حرية.. لا أتحكم في حبيبي.. ولا يتحكم فيَّ.. أنت تحب القمصان الصيفي ما نقولش دي خفيفة.. وأنا أحب المغنى الريفي ما تقولش دي سخيفة.. الأغلال اللي في أيدينا هي دي اللي مخيفة.. لو بتحبني فك إيديَّ)..
آخر كوبليه.. رغم أن الكلام ده من 40 سنة.. بيتكلم عن الخلع.. (أنا بأديك الحق تسيبني وقت ما قلبك يسلى.. إديني الحرية أسيبك تلقى حبنا يغلى.. ما يهونش على حد يهده بعد ما شافه بيعلى.. الحرية مسئولية)..
ويتابع هاني شنودة: إن فرقة المصريين خصصناها للأغاني الاجتماعية.. تكلمنا كتيراً عن حرية المرأة.. لأني لازم أقف مع المرأة لأني أحب أمي وأختي وبنتي.. هم لسن فقط متساويين في الحقوق.. بل أيضاً يجب أن أخلي بالي منهم باعتبارهم الجنس الناعم.
أيضاً ستجدين أغاني منيب من أول ما بدأنا تنزع إلى السياسة (إيه يا بلاد يا غريبة.. عدوة ولا حبيبة..).. (أحزان أكبر من النسيان).. ويكمل الموسيقار هاني: لا اعتقد أن هناك من سبقنا في الأغاني الاجتماعية التي قدمتها فرقة المصريين.
وهناك أغاني مثل ما تحسبوش يا بنات إن الجواز راحة.. كل اللي بيتجوزوا كانوا بيغنوها.. أيضا: (ماشية السنيورة) ابنتي لم تكن تأكل إلا لما تسمع الأغنية دي.
بعدها طلعت بره الفرقة قليلاً.. فقدمت أوبريت “اللعبة” للفنانة نيللي، بيقول (سكر مرشوش في طبق منقوش.. العبوا مع بعض ما تتخانقوش).. فنحن يجب أن نتقدم بمجتمعنا خطوة أفضل مما جئنا ووجدناه.. فالواحد مفروض على قدر ما يستطيع يعمل حاجة تفيد بلده، وإذ قدر يفيد الإنسانية يكون أفضل وأفضل.
* الزمن والعلوم والتكنولوجيا
وعما يحب أن يفعله بجوار الموسيقى؟
== قال هاني شنودة: أنا أحب أن أقرأ في العلوم والتكنولوجي كثيراً، وقد عملت أغنية عن الزمن غناها عمرو دياب، تحفة: تقول (الزمن ينسى دايماً.. في الزمن مافيش وعود.. اللي كان عايش في قلبي.. النهاردة مالوش وجود..) اللي كتب الأغنية دكتور اسمه هاني زكي.. هاجر أمريكا.. ولكنه أحد الكتاب الذين كانوا فاهمين في نظريات أينشتين والزمن والنسبية وغيرها.. فعندما يكون الكاتب بهذا القدر من الوعي والثقافة.. تخرج الأغاني مميزة.. وعلى عكس تماماً أغاني مثل (أنا بأحبك.. ليه أنت لا) … أنا مش ضد التفاريح والشعبي.. لأني أصلاً من مواليد طنطا، وسمعت الشعبي بكثرة، وتأثرت بالغناء الشعبي والذكر والأناشيد الدينية والصوفية.
ولأنه كان لي ماضي أنا عملت مستقبل.. والذي لا ينظر للماضي ليس له مستقبل. نحن لسنا 7 آلاف سنة حضارة بل 15 ألف سنة، لأن 7 آلاف سنة حضارة كانت بعد الكتابة، ولكن قبلها كنا نسكن هنا، وكنا متحضرين.
* مزيكا الكون
دائما أتسائل، لماذا يجد بعض الناس – مثلي_ “الموسيقى حياة”، والبعض الآخر لا يتفاعل وجدانياً حتى مع موسيقى كلاسيكية حالمة، بل ويهب لتصميتها… من خبراتك، هل تعتقد أن هذا له علاقة بالكينونة القادرة على الحب وتلك العاجزة عنه؟
== ربنا واضع داخلنا رتم يدق دائماً (بوم.. بوم) من “القلب”.. إن استطعت، وقف الموسيقى بداخلك إذا كنت تريد ألا تسمع موسيقى الحياة.. ثانياً، الأرض والشمس والنجوم.. يعتبروا مزيكا كبيرة لا تقدر معرفتها.. شتاء، ربيع، خريف، صيف.. مزيكا الكون دي أنت عاجز عن سماعها.. ولهذا ربنا بيقول (ما لم تر عين ومالم تسمع أذن ولا خطر على قلب بشر..).
* أسعد وأسوأ اللحظات
v ما هي أسعد اللحظات التي تسعد قلب هاني شنودة الإنسان؟
== آخر نوتة أضعها في الموسيقى التصويرية لأي فيلم وآخر نوتة أضعها في موسيقى أي أغنية وبأسمعها وألاقيها مناسبة وحلوة هي أسعد لحظة في حياتي.. وفي نفس الوقت هي أسوأ حالة من حالاتي.. فدائما أتسائل.. تٌرى هل سآتي بجديد، أم أن هذا آخر المطاف؟ هناك خوف دائماً أن يتوقف الإبداع. فالخوف من طبيعة الإنسان.. ومن خاف سلم، ودور يعمل إيه جديد.
* مشروعات مستقبلية
ماهي أحلامك المستقبلية بالنسبة للفترة القادمة؟
== أنا أفكر ومعي ناس كثير، في مشروعات أتمنى نقدر نعملها، وإن كنت لم أكن أنوي الحديث عنها الآن، وهي أن نذهب لتجمعات الناس التي لا تستطيع المجيء إلينا. فالناس التي لا تستطيع مثلاً الذهاب لحفلاتنا نذهب نحن إليها.. وقد بدأ الموضوع بدعوة جامعات لي للحضور والعزف بها، مثل جامعة المنيا وأسيوط للعزف للطلبة هناك.. وكنت سعيد جداً بتلك التجربة، ففي كل حفلة لا يهمني سوى أن يكون الناس سعيدة وعلى وجهها ابتسامة ومحلقين في السماء مع أغاني مثل (بأعشق السما).. وأنا قعدت مع عبد الرحيم منصور كثيرا حتى نصل بالأغنية.. إلى مثل ما قالت نجاة ” يا هاني.. كل الناس بتلحن على الأرض وأنت بتلحن على السحاب”.
فيديو الحوار مع الموسيقار هاني شنودة: