أنطون سيدهم ـ والسياسة الداخلية ـ 1992/6/14
نجيب محفوظ الأديب والكاتب , الإنسان الوديع, الذي لم يأخذ أحذا ولم يتطاول علي أي شخص, ذو الكتابة العميقة الهدئة, نعم هذا الإنسان المتحلي بجميع القيم الطيبة والمتصف بأحلي الصفات, هذا الكاتب الطيب المبدع يعتدي عليه أحد المغرر بهم في أحد شوارع القاهرة وأمام منزله, بغية قتله والتخلص منه, يا للعار لنا جميعا, حقا فإن شعب مصر بأكمله سيوصم بالجهل والخسة والقسوة لأن بعض أفراده, الصغار الجهلة قد حاولوا قتل هذا الكاتب القمة.
لا أدري ماذا دار في فكر هذه المجموعة التي خططت وحاولت قتل نجيب محفوظ, لماذا أرادوا التخلص منه, هل اعتدي علي أحد بالقول أو بالفعل؟ هل ناصب أحدا العداء؟ هل أضر بجماعة ما؟ ما عذرهم في هذا الاعتداء الغاشم الحقير, هل لأن آخرين من الجهلة والمخربين قد أصدروا لم تعليمات باغتياله وانهاء حياته علي هذه الأرض, فقاموابتنفيذ الأوامر بدون أي تفكير, هل هم مسلوبوا الإرادة, أم أن الاجرام من طباعهم؟ إذ لا يمكن أن يقوم بهذا العمل الشأن إنسان عاقل أو حتي نصف عاقل.
نجيب محفوظ الكاتب الشامخ, الذي غاص بكفره الناضح وقلمه المبدع في أغوار المجتمع المصري, ماضيه وحاضره, عامته وأوساطه, وكتب هذه الروايات الرائعة ذات الفكر الواقعي والخيال الملهم المبدع, والتي ترجمت إلي أغلب لغات العالم, وحازت اعجاب الجميع, فحصل علي أكبر جائزة في العالم, زلا وهي جائزة نوبل, فتوج جبين مصر بهدا الفخر وجعل من اسمها حديث واعجاب العالم أجمعه.
نجيب محفوظ وهذه وصافه وكفاءاته, وهذا أدبه وانتاجه, نجيب محفوظ فخرمصر بل والعرب جميعا, يحاولون قتله بل ذبحه أمام منزله بدون شفقة ولا رحمة, وهنو الشيخ الذي بلغ من العمر ثلاثة وثمانين عامآ, ان أحدا ما كان يتصور أن تصل بهؤلاء المجرمين الخسة والاجرام أن يقوموا بهذا العمل البشع.
إننا نتقدم بشك لله عز وجل أن لطف بهذا الرجل الحبيب وأنقذه من هذا الغي والاعتداء, كما نتقدم بأحر التهاني للكاتب الكبير الفذ نجيب محفوظ علي نجاته من هذا الاعتداء الغاشم.
ولا يفوتنا أن نتقدم للسيد وزير الداخلية بالكشر علي ما قام له رجاله الأبطال ضباط وجنوب الأمن العام في سرعة اكتشاف الجناة والقبض عليهم وهو ما يستحق تهانينا القلبية علي مابذلوه من جهد شاق ومخاطر كبيرة في هذا الجو المؤلم والأعصاب المتوترة.
كما لا يفوتنا أن نشكر رجال الأمن علي سرعة القبض علي قاتلي الشقيقين بالقوصية بعد أيام قلية من قتلهما, وهو مجهود طيب أرجو أن يتلوه العمل علي القبض علي باقي مجرمي هذه المنطقة الذين يروعون الأقباط لفرض الأتاوات عليهم واغتصاب أموالهم وممتلكاتهم, وقتل من لا يرضخ منهم لرغباتهم وأوامرهم.