“إيجار الفدان 25 ألف جنيه في الموسم.. والخيار أعرضه بـ 50 قرش للكيلو ومش بيتباع.. إحنا مظلومين وسط كبار المستثمرين”.. بهذه الكلمات بدأ الحاج أحمد حجاج ابن محافظة سوهاج، والذي يعمل مزارعًا في مركز بدر بمحافظة البحيرة، حكايته والتي تكمن أزمته الرئيسية في ركود تسويق المحاصيل الزراعية التي يزرعها مما جعلها عرضه للتلف وانتهى به الأمر للخسارة، مناشدًا المسئولين بالاهتمام بصغار المزارعين قبل ضياعهم.
وأضاف “حجاج” أن إيجار الفدان الواحد يتراوح سعره ما بين 17 إلى 25 ألف جنيه في السنة، ويقوم بزراعة بعض المحاصيل منها الفاصوليا، السوداني، الخيار، والكوسة للحصول على رزق حلال يربي به أبناؤه، قائلا: كنت أشتري شكارة الكيماوي “نترات” بمبلغ 75 جنيهًا ووصل سعرها اليوم لـ 300 جنيهًا.
كما وصلت أجرة العامل في اليوم الواحد 120 جنيهًا، حيث يوجد عندي 15 عامل، وفوجئت بعد تحمل كل هذه الصعوبات بعد طلب التجار في الوكالات للمحاصيل وأصبح اعتمادهم علي شركات مستثمرين يقوموا بإيجار مئات الأفدنة لزراعتها وتسويق محاصيلهم وتصديرها في أغلب الأحيان.
كما أضاف “حجاج” قائلا: أذهب يوميا ببضاعتي للوكالات في العصافرة بالإسكندرية و6 أكتوبر بالجيزة، فيكون رد صاحب الوكالة “أتركها ولو اتباعت تعالي خد فلوسها” وفوق كل هذا يقوم بتحميلي الزراعة التالفة التي تتبقي عنده ويحولها للمخالفات، وذلك رغم أن سعر الفرزة الأولي للخيار أعرضها بـ 50 قرش للكيلو الواحد في حين أنها تباع بـ 5 جنيهات في الأسواق، وتصل سعر الفرزة الثانية للخيار إلي 25 قرش وكنت أبيعها لمصانع المخللات، ولكن دون جدوى حتى أصبحنا نبيعه لتجار المواشي برخص التراب.
من جانبه، أكد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة، أن المحاصيل الزراعية تحتاج إلى الدعم في عملية التسويق من مشروع دعم القدرات التسويقية لصغار المزارعين والبالغ عددهم 242853 مزارع لمساحة 108 ألف و771 فدان على مستوى المحافظة.
وأوضح “أمنه” أن مشروع تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين بالريف المصري “برايم” الذي بدأ عام 2013 والذي لم يتم تنفيذه بالشكل المرجو، يستهدف مساندة صغار المزارعين ودعم إنتاجيتهم وتدريبهم على اختيار المنتج المناسب لزراعته وكذا تدعيم قدراتهم التسويقية لتسويقه والمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية لزيادة دخل الأسرة الريفية عن طريق تدريب أعضاء الجمعيات من الرجال والسيدات على تكوين روابط تسويقية لتسويق منتجاتهم دون الحاجة إلى وسطاء مما ينعكس على زيادة الدخل.
وأشار إلى أن المشروع يقوم بتنفيذ حقول إرشادية للمحاصيل عالية القيمة “محاصيل الخضر” وتنفيذ أيام حقل وأيام حصاد لحث المزارعين على زراعة الأصناف عالية الإنتاج ذات القابلية للتصدير، كما يتم تنفيذ ندوات خاصة بمعاملات الحصاد وما بعد الحصاد والمعاملات الزراعية التي تؤدي إلى الحصول على منتج ذو جودة تسويقية لينافس في الأسواق المختلفة.