أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، أن الهرم المنحني بدهشور تم تصميمه ليكون هرمًا كاملًا، إلا أنه لم يتم على هذا الشكل وغيروا فجأة زاوية الميل عند نقطة تعلو قليلًا عن منتصفه ولذلك أطلق عليه أسماء مختلفة منها الهرم المنحني، الهرم الكذّاب، الهرم المنبعج، الهرم الكليل وزاوية الميل في جزءه السفلى 54.14 درجة ولكن بعد الوصول إلى نقطة معينة تتغير زاوية الميل إلى 42.59 درجة وتستمر كذلك إلى القمة ذلك طبقًا لما جاء في كتاب “أهرام مصر” تأليف إدواردز مراجعة أحمد فخري.
ويوضح الدكتور ريحان، أنه إذا لم يكن تغيير الزاوية مقصود من البداية فإن التفسير الوحيد لهذا التغيير كما رآه السير جاردنر منذ أكثر من قرن وهو أنهم أرادوا أن ينتهوا من تشييد الهرم على وجه السرعة ولهذا أنقصوا ارتفاعه وأيد هذا الرأي “برنج” عندما فحص البناء العلوي للهرم المنحني عام 1837 ولاحظ أن أحجار الجزء العلوي منه بنيت بعناية تقل عما تحتها.
ويتابع “ريحان”، بأن الكسوة الخارجية لهذا الهرم تعد أفضل تعد من خير ما وصل إلينا بين الأهرام القائمة حتى الآن إذ لم يبق هرم من أهرام مصر الخارجية محتفظًا بكسوته الخارجية المجلوبة من حجر طره الجيري سوى هذا الهرم؛ وذلك لدقة العمل في هذا الكساء حيث لم توضع أحجاره أفقية ولكنها كانت مثل كساء الهرم المدرج تميل إلى الداخل وبالتالي تزيد من متانة البناء.
ويوضح الدكتور ريحان أن طريقة وضع كتل حجرية مستطيلة كان لها الفضل في تقليل المجهود الذي كانوا يبذلونه في تهذيب سطوح الأحجار لتكون زاويتها مثل زاوية ميل الهرم.
كما يعد هذا الهرم فريد في ترتيبه الداخلي بين الأهرام إذ له مدخلان مختلفان ويفضي المدخل بالواجهة الشمالية إلى ممر ضيق ذي سقف منخفض ينحدر انحدارًا كبيرًا في بناء الهرم نفسه ثم في الأرض الصخرية ثم يتحول هذا الممر إلى ممر أفقي ثم يرتفع ليكون دهليزًا ضيقًا عاليًا تقع بعده الحجرة السفلي المنقسمة إلى حجرتين وأهم ما بها سقفها المتداخل الذى نفّذ بإبراز الخمسة عشر مدماكًا العلوية في كل من جدرانها الأربعة المبنية بالحجر الجيري وفى الجدار الجنوبى منها ممر يفضى إلى قاعدة بئر أصم ويعلو الممر الأول ممر آخر يبدأ فى سقف الحجرة وينتهى فى نقطة مرتفعة من البئر وفرشت أرضية الحجرة بكتل صغيرة من الحجر نزع بعضها فيما بعد وكوّم فى الدهليز
ويتابع بأن هناك ممر آخر يبدأ عند نقطة قريبة من وسط الواجهة الغربية للهرم يفضى إلى الحجرة العلوية وهذه هى الحالة الوحيدة المعروفة فى الدولة القديمة لمثل هذا الممر الذى يسير فى ناحية أخرى غير ناحية الشمال ولم تبن هذه الحجرة فوق الحجرة الأخرى المتصلة بالممر الشمالى ولكنها تقع فى الجنوب الشرقى منها ولها سقف متداخل ولا يمكن الدخول إلى الحجرة العلوية عن طريق الممر الغربى الذى ظل منذ استخدامه عند الدفن مغلقًا بكتل من الأحجار بينما سد مدخله بكساء الهرم الخارجى والطريق الوحيد للوصول إليها خلال ممر منحوت بغير انتظام يبدأ من ثقب في الجانب الجنوبي من سقف الحجرة السفلية وينتهي عند نقطة في الجزء الأفقي من الممر العلوي وعلى ذلك فمن الصعب الوصول إليها إلا بالاستعانة بسلم طويل.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن بناء الممر الموصل بين الحجرتين يرجع تاريخه على الأقل إلى وقت الدفن ولم يكن من صنع اللصوص المحدثين كما يظن لأول وهلة نتيجة عدم انتظامه ورداءة صنعه ولم يكن هو المثل الأول لمثل هذه الممرات التي نقبت بشكل سريع في بناء الهرم، حيث يوجد شبيهًا لها في بناء الهرم الأكبر.
ولم يعثر برنج داخل الهرم المنحني إلا على بعض الحبال والقفف القديمة من تاريخ غير معروف وجدها في أحد الممرات ولم يعثر على أثاث جنائزي داخل الهرم المنحني وليس من السهل تحديد في أي الحجرتين وضع التابوت.