أثارت تصريحات حول رفع مسار العائلة المقدسة من كتالوج شركة “أوبرا رومانا” -التى يشرف عليها رجال دين كاثوليك، لغطاً كبيراً في الأوساط السياحية والكنسية وطالت الاتهامات وزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية بالتقاعس في تطوير وتأهيل نقاط مسار العائلة المقدسة. وطنى تناولت هذا الملف من مختلف جوانبه لكى تضع أمام القارئ كل الحقائق في هذا الشأن..
في بداية الأزمة طالعنا الأستاذ نادر جرجس في برنامج “هنا العاصمة” على قناة “سي بي سي” بمطلع الأسبوع الماضي، قائلاً: أن دولة الفاتيكان قررت رفع مسار العائلة المقدسة في مصر من كتالوج المزارات السياحية لعام 2019 وذلك بسبب إهمال وزارة السياحة في رفع تأهيل النقاط على المسار.
وفي اتصال هاتفي من وطني للأستاذ نادر صرح بالأتي:
بابا روما بارك ايقونة هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر في ٤ أكتوبر ٢٠١٧ م
ولدي دولة الفاتيكان مؤسسة حج رسمية تدعي “أوبرا رومانا” يديرها رجال دين وهي المسئولة عن إصدار كتالوج برامج الحج لكاثوليك العالم وهو يصدر سنوياً. وقامت مؤسسة “أوبرا رومانا” بزيارة مواقع مسار العائلة المقدسة المعتمدة من الدولة في ديسمبر ٢٠١٧ وكان لها بعض متطلبات خاصة بتأهيل المواقع ووعد وزير السياحة السابق يحيى راشد بتنفيذها قبل الأول من مايو ٢٠١٨ .. وبناء عليه أدرجت مؤسسة “أوبرا رومانا” برنامج مسار العائلة المقدسة كأحد برامج الحج الفاتيكاني بكتالوج عام ٢٠١٨ وذلك بعد ٢٠ عاما من مجهود مخلص قام به وزراء السياحة السابقين وكلل النجاح في عهد الوزير يحيي راشد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وأشار جرجس لوطني أيضا أن مؤسسة “أوبرا رومانا” قامت برفع برنامج مسار العائلة المقدسة من كتالوج ٢٠١٩ واكتفت ببرنامج زيارة أديرة منطقة وادي النطرون وبرنامج رحلات نيلية “نايل كروز” من الأقصر لأسوان والذي كان موجود بكتالوج مؤسسة “أوبرا رومانا” منذ زمن بعيد .
الأستاذ نادر جرجس
الوزير السابق يحيى راشد والأنبا يوليوس مع وفد من “أوبرا رومانا” في زيارة مسار العائلة المقدسة
ورداً على تلك التصريحات، تواصلت “وطني” مع الأب هاني باخوم المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية بمصر، الذي أكد أن الكنيسة تواصلت من سفير الفاتيكان بمصر وهو نفى بدوره الأخبار التي تنشر على لسان الفاتيكان بخصوص رفع رحلات المسار من كتالوجات سياحية.
ومن الجهة الرسمية المنوط بها التعليق حول هذا الموضوع توجهنا إلى المهندس عادل الجندي ، مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي والمنسق العام لمشروع العائلة المقدسة بهيئة التنمية السياحية، والذي نفى الأخبار قائلاً: “إن هذه الاخبار عارية تمامًا من الصحة وبها شئ من المغالطة، كما أن البيانات في هذا الملف تصدر عن المسئولين، لا من خلال أشخاص، وأن الشخص الذى أصدر هذا الكلام، ليس ذا صفة، فهو لا يمثل المشروع ولا يمثل الحكومة ولا يمثل الكنيسة حيث أن المسئول في الكنيسة هو الأنبا يوليوس ممثلا لقداسة البابا لهذا الملف”
وأوضح “الجندي” أنه جاء في كلام نادر جرجس، أن وزارة السياحة أعلنت عن خطة مكبرة لتأهيل نقاط مسار العائلة المقدسة، ولكن دون وجود تنفيذ على الأرض، خاصةً أن نقاط مسار العائلة المقدسة تفتقد إلى وجود حمامات مجهزة لاستقبال أصحاب الكراسي المتحركة والذين يمثلون أكثر من 80% من زائري المسار.. وأن النقاط تفتقد أيضًا إلى وجود حافلات سياحية لنقل الزوار، ومراكز طبية، وغيرها من الاستعدادات اللازمة للزيارة.
وأشار “عادل الجندي” إلى أن مجهودات وزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية وبعض الوزارات والمجتمع المدني يشهد لها الجميع.
فأصدرت وزارة الأثار كتالوج من لغتين فى 25 يونية الماضى عن مسار العائلة المقدسة، كما نفذ رجل الأعمال منير غبور عمل فنياً “أوبرا مصر الطريق” لتجسيد رحلة العائلة المقدسة والترويج له بعدة لغات، حضرها قداسة البابا واعضاء بمجلس النواب ووزيرة الثقافة التى قدمت عرض بالفلوت في نفس الحفل أمام الجميع، وأيضا حضر وزير الأثار وألقى كلمة نيابةً عن الرئيس عبد الفتاح السيسى .
ولفت المنسق العام لمشروع العائلة المقدسة بهيئة التنمية السياحية، إلى أن رحلة العائلة المقدسة مستمرة بنجاح كبير، فقد زار المسار مؤخراً وفد فرنسي، وأيضا وفدين من الفاتيكان، ووفد انجليزي، وحاليا يزور وفد أمريكى مسار العائلة المقدسة .
وأوضح “الجندى”: أن الدولة تعمل بكل قوتها فى تطوير مسار العائلة المقدسة، من خلال وضع الخطط وتمهيد وإزالة كل العوائق، وتم الانتهاء مؤخراً من رصف الطريق الدائري بوادى النطرون، وتمهيد وإزالة الاشغالات بمصر القديمة، بجانب فتح طريق بجبل الطير لتسهيل الزيارة. لذلك فإن التواصل مستمر مع كل المؤسسات، كاشفاً عن اجتماع تم يوم الإثنين الماضي، بكنيسة العذراء المعادى، مع نيافة الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس وأسقف المعادي، والنائب عمرو صدقى رئيس لجنة السياحة بالبرلمان المصرى والنائبة نادية هنرى والنائبة بسنت موسى والنائب عماد جاد وممثلين من المحافظات المعنية بنقاط المسار، لمراجعة آخر التطورات ومباشرة خطط العمل على أرض الواقع.
وأشار أيضا لوجود اجتماع قريب بهيئة التنمية السياحية لمتابعة تنفيذ الخطط ووضع مخططات التطوير فى المستقبل لمسار العائلة المقدسة .
المهندس عادل الجندي
اجتماع نيافة الأنبا دانيال مع مسئولي المشروع وأعضاء من مجلس النواب
ومن ناحية أخرى قالت النائبة نادية هنري في تصريحات لها: إن الفاتيكان قادر أن يصدر بياناً رسمياً بالكلام المتداول، فيجب أن نُعلي مصلحة الوطن قبل أي شيء، فليس من الحكمة ان نصدر معلومات غير مؤكدة، فلنتحر الدقة والحكمة والاستمرار في العمل من أجل مصر، خاصة أن رحلة العائلة المقدسة مشروع قومي يجب علينا جميعاً أن نحافظ عليه ونحييه.
النائبة نادية هنري
ومن جانبه، أكد النائب عماد جاد – عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي – أن ما تداوله البعض حول خبر مفاده أن الفاتيكان رفع الرحلة من على موقعه بسبب إهمال الدولة المصرية، هو خبر عار تماماً من الصحة، فلا الوزارة ألغت ولا الفاتيكان رفع الرحلة.
وأوضح، أنه في اجتماع نيافة الأنبا دانيال تم مناقشة تصور متكامل لنقاط مسار العائلة المقدسة، مؤكدًا على أن هذا المشروع القومي مستمر لمصلحة مصر والمصريين.
النائب عماد جاد
وكان لنا أيضا حوار مع أحد المتخصصين في السوق السياحية الإيطالية للوقوف على حقائق الأمور وإيضاح اللغط الدائر حول تلك التصريحات. فتقابلت وطني مع الأستاذة دينا تادرس مستشار وزير السياحة الأسبق هشام زعزوع للتراث القبطي، ومتخصصة في السياحة الدينية الكتابية من عام 1997م ومدير عام شركة “إيطاوتيل إيجيبت تورز” Italotel Egypt tours، وتعمل في السوق السياحي الإيطالي من عام 1997م في تخصص السياحة الثقافية والدينية.
دينا تادرس
“أوبرا رومانا”.. من هي ومتى ظهرت في مصر؟
“أوبرا رومانا بيليجرياني” تعرف نفسها على موقعها الخاص أنها مكتب لإيبارشية روما، وهو جهاز للكرسي الرسولي، يتبع مباشرة الكاردينال البابا لإيبارشية روما. ترافق الشركة الحجاج على طول مسارات الروح في كل أنحاء العالم وتقدم المساعدة الروحية والتنظيم العملي.
هي شركة سياحة إيطالية تتعامل مع سوق السياحة المصري من التسعينيات وتوقفت لبعض الوقت عام 2011 م وتم دعوتها للسوق السياحية بمصر في وقت الوزير الأسبق هشام زعزوع، للترويج لمسار العائلة المقدسة. ومن أهم الشخصيات في هذه الشركة الذي كنا نعول على تأثيره كان رئيس مجلس الإدارة الأسبق ميسيو “م. ليبيريو أندرياتا” الذي له تأثير على راعية إيبارشية روما التي تتبعها “أوبرا رومانا” في ذلك الوقت.
وبزيارته لمصر وقتها فضل الترويج للرحلات النيلية عن الترويج للمسار، وتوجد بوزارة السياحة مخاطبات رسمية – حصلت وطني على نسخ منها – من السفيرة وفاء بسيم التي كانت وقتها سفير مصر بالفاتيكان، والأستاذ عماد فتحي مدير مكتب تنشيط السياحة في روما وقتها ، تقول فيها أنه يريد عمل برنامج ثقافي / ديني وليس ديني فقط، ضمن برامج شركة “أوبرا رومانا”
ما قيمة مباركة البابا فرانسيس لأيقونة العائلة المقدسة؟
كلمة “مباركة” التي جاءت في عبارة “مباركة أيقونة العائلة المقدسة” أو “مباركة مسار العائلة المقدسة” تعني دعوة لزيارة الأماكن التي استقبلت السيد المسيح في مرحلة الطفولة مع القديسة مريم.
البابا فرانسيس يولي اهتماماً خاصاً للاجئين والنازحين، ولا تغيب أزمتهم عن فكره في كل خطاباته، وعليه فإن البابا أراد توجيه رسالة من خلال رحلة العائلة المقدسة، وهي أن مصر كما استقبلت المسيح النازح والمهاجر، يجب على باقي دول العالم أن تتعلم استقبال النازحين واللاجئين.
وأيضا البابا فرانسيس يبارك كل طلبة تطلب منه، ويقابل الملايين أثناء تحركه ويباركهم ويبارك متعلقاتهم، ويبارك المرضى ويصلي للجميع مثلما فعل وقت مقابلته وفد المصريين الذين أتوا له بأيقونة العائلة المقدسة فباركها، لأن منذ توليه منصبه كان شغله الشاغل اللاجئين وكان دائما في عظاته يتمثل بمصر وقبولها للسيد المسيح واحتضانها له..
لقطة المباركة كانت لقطة بسيطة وسريعة بعد نهاية العظة العامة التي يلقيها البابا في ساحة القديس بطرس، تم استخدامها للترويج السياحي، ولإعادة دعوة الكنيسة الكاثوليكية لدراسة المسار والمراجع والبراهين التي تثبت صحة وجوده، فمباركة البابا فرانسيس هي بركة روحية.
رحلة العائلة المقدسة لها شأن وطني وليس شأناً مسيحياً، فالحج ليس شرطاً للإيمان المسيحي والحج بالمفهوم المسيحي هو زيارة الأماكن والمقدسة وليس فرض..
لا يمكن الجزم أن كل من ينطلق في رحلة لمسار العائلة المقدسة هدفه ديني روحي وإنما هناك البعض الاخر هدفه سياحي، محب للأثار وتتبع خطوات المسيح من باب المشاهدة فقط. لذلك لا يجب إقحام البابا فرانسيس والفاتيكان في شئون غير روحية.
وإني اعتبر أن زيارة قداسة البابا فرانسيس إلى أرض مصر أقوى مادة تسويقية لمصر.. فهذه الخطوة وضعت مصر على الخريطة العالمية من جديد وأعطت لمصر مكانة وأهمية فوق مكانتها، فبالطبع مصر كانت على الخريطة باستمرار ولكن مع زيارة شخصية مثل بابا الفاتيكان ومعه كل الأجهزة العالمية الإعلامية لتغطية الزيارة – والتي تعدى مراسليها ٣٠٠ مراسل صحفي من كل أنحاء العالم- بالإضافة إلى مرسلين وإعلاميي مصر من المهتمين بالملفات المسيحية وغيرها
كهذه الزيارة كانت بمثابة إحياء للسياحة الدينية، وكانت ناجحة بكل المعايير ومحط أنظار العالم كله.
في زيارته لمصر وجه البابا فرانسيس رسالة واضحة للعالم كله بأن مصر هي بلد الأمن والأمان وأكد على ذلك في كلامه عندما قال أن مصر هي التي حمت العائلة المقدسة فكيف يخاف من زيارتها.
ومن ناحية أخرى أثبتت تلك الزيارة للعالم كله، أن مصر قادرة على الإدارة والتنظيم لحدث .عالمي تاريخي مثل هذا الحدث
البابا فرانسيس يبارك أيقونة العائلة المقدسة في ساحة القديس بطرس
البابا فرانسيس مع الوفد المصري في ساحة القديس بطرس
وزارة السياحة خاطبت شركات مثل “أوبرا رومانا” وشركة “يونيتالسي”.. لماذا هؤلاء تحديداً؟
شركة “أوبرا رومانا” كانت من شركات السياحة المشهود لها بالكفاءة في مجال السياحة الدينية المصرية – منطقة سانت كاترين ثم القدس عبر طابا – وسياحة الرحلات النيلية في التسعينيات، لكنها ألغت برامجها نظراً للظروف السياسية في البلاد عام 2011 م ولكننا نجحنا في إعادتها مرة أخرى بدءاً من 2015م
أما شركة “يونيتالسي” فهي متخصصة في مجال سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك يتم الترويج السياحي بالرحلات الدينية لهذه الفئة من المجتمع.
وفد إيطالي من شركة يونيتالسي ومؤسسات إعلامية لزيارة أديرة وادي النطرون
هل تلك الشركات التي يرأسها آباء كاثوليك أو راهبات أو مكرسات مملوكة للفاتيكان كمؤسسة كنسية؟
في البلاد التي فيها النسبة الأغلب في تعداد سكانها من الكاثوليك، تنقسم إلى إيبارشيات وكل إيبارشية يخدمها كاردينال كاثوليكي. تلك الإيبارشيات يكون فيها مكتب سياحة أو شركة سياحة يتم إدارتها من قبل شخص علماني أو رئيس اعتباري شرفي من رتبة عالية في الكنيسة في تلك الإيبارشية. تلك الشركات تعمل في مجال السياحة حول العالم.
ولكن الفاتيكان مؤسسة دينية تهتم بالجانب والعائد الروحي فقط ولا تسعى للربح المادي، وهدفها الأول ربح الإنسان وخلاص النفوس. ومهمتها فيما يخص رحلة العائلة المقدسة هي المباركة ولا تتدخل في قرارات تلك المؤسسات، وكل تلك الشركات السياحية الكائنة في الإيبارشيات تقوم باستقطاع جزء من أرباحها لخدمة المجتمع في الإيبارشية.
من ضمن تلك الشركات، شركة “أوبرا رومانا” السياحية والتي تهتم حالياً بالسياحة الواردة لإيطاليا (Incoming ) أكثر من السياحة خارج إيطاليا (out going)
ما تأثير رفع مسار العائلة المقدسة من كاتالوجات “أوبرا رومانا” على السياحة الدينية في مصر؟ وهل هي صوت تابع للفاتيكان؟
أي شركة سياحة لها كتالوج يصدر بمعدل سنوي او نصف سنوي ويتم دراسة كل طبعة بحسب استجابة السوق السياحي للبرامج. لو كانت البرامج ناجحة وتم بيعها بالشكل المتوقع منها، يتم إعادة تسكينها في الكتالوج التالي..
كل برنامج سياحي يتم تقييمه في نهاية الموسم السياحي أو إثنين من حيث الإقبال عليه والربحية. وعلى ضوء هذا التقييم يتم اتخاذ قرار بحذفه أو تجنبه لدراسته وتطويره وإعادة تسكينه مرة أخرى بشكل مختلف أو بسعر مختلف.
شركة “أوبرا رومانا” نجحت في مجال السياحة النيلية هذا العام لذلك أبقت الشركة على هذا البرنامج، وعلى النقيض كان تقييم برنامج رحلة العائلة المقدسة غير مجدي لأسباب يتم دراستها الأن ويرجح أن تكون الأسباب في عدم جاهزية السوق الإيطالي حالياً لهذا النوع من البرامج السياحية.
كما يتم أيضا دراسة أسباب انخفاض الإقبال على رحلة خروج موسى من مصر والتي كانت تحظى بإقبال فائق حتى 2011م وتشير الدراسات المبدئية أن التخوف من التواجد بسيناء هو من أهم أسباب هذا الانخفاض.
لذا رفع برنامج مسار العائلة المقدسة من كتالوج الشركة السياحية ليس له أي تأثير إطلاقاً وليس له علاقة بجودة التنمية المصرية لمواقع المسار من عدمها.
والجدير بالذكر أن كتالوج شركة “أوبرا رومانا” يحوي برامج لرحلات لمالطة وتركيا وروسيا واليابان وتنزانيا وتالاند والهند والكثير من الدول لا علاقة لها بما استحدث من مصطلح “الحج الفاتيكاني”
من الأماكن التي لها رواج سياحي بالملايين وموجودة أيضا في كتالوج “أوبرا رومانا” مكان ظهور العذراء في ميديغوريه، فالبابا فرانسيس يوافق على الحج إلى ميديغوريه برغم أنه من ناحية أخرى يقول أن “الظهورات بحاجة إلى دراسة”، لذا لا يجب ربط مباركة البابا بالترويج السياحي أو عدمه في سوق السياحة، فكل شركات السياحة ومنها أوبرا رومانا تضع في كتالوجها البرامج التي تلقى القبول.
برنامج رحلة العائلة المقدسة السياحي بكتالوج شركة “أوبرا رومانا” لعام 2018م
ما العوامل التي تتحكم في الكتالوجات السياحية الخاصة بأي شركة سياحة عالمية؟
أولاً الذي يتحكم هو المصالح الاقتصادية للشركة، عن طريق دراسة العرض والطلب في السوق. ومن الأشياء التي تتحكم أيضا في ذلك هي “الموضة” فمن أهم البرامج التي يروج لها في إيطاليا الأن هي منطقة مرسى علم وشرم الشيخ.
بحكم وجودك في السوق الإيطالي، هل يوجد شركات إيطالية تروج لمسار العائلة المقدسة ضمن رحلات ثقافية في مصر؟
أتكلم من خبرتي في مجال السياحة الثقافية والدينية في مصر من أواخر القرن الماضي، أن أكثر سائح كان يتجاوب مع السياحة الثقافية والدينية في مصر، في السوق الأوروبي هو السائح الفرنسي والألماني ويليه السائح الإيطالي. ولا يمكن أن نغفل أهمية السوق الأمريكاني حيث كان برنامج خروج موسى يحظى فيه بإقبال كبير.
أما الأن نرى أن السائح الإيطالي بدأ يسترجع رحلاته لشرم الشيخ ومرسى علم لعشقهم للبحر الأحمر، أما السياحة الثقافية بدأت ترجع من خلال السياحة النيلية، ولكن مازالت منطقة سانت كاترين غير مروج لها، وسيبدأون في 2020 لبيع برنامج سانت كاترين. ورؤيتهم وتلامسهم عودة الأمان في الأراضي المصرية، لذا نجد أن إيطاليا وفرنسا سوق سياحي بدأ يرجع تدريجياً.
وأرى أن السائح الذي يزور سانت كاترين هو نفس السائح الذي يمكن جذبه لمسار العائلة المقدسة، لكن سيأتي تدريجياً مع الترويج للمسار من خلال رحلات ثقافية محيطة بنقاط المسار.
أما حالياً فالسوق الحقيقي المستهدف لهذا المسار هو شرق أسيا وأمريكا اللاتينية نظراً لطبيعتهم الشديدة التعلق بالدين، ويظهر هذا جلياً في تكالبهم على زيارة سانت كاترين..
وضع المسار في برامج شركات السياحة مازال محتاج وقت لأن السائح يجب أن يطمئن من الزيارات التي توقفت أولاً مثل سانت كاترين ثم أصدر له برامج جديدة مختلفة يثق فيها ويتعلق بها.
هل هذا يعني أن السوق السياحي غير جاهز للترويج لمسار العائلة المقدسة؟
أولاً يجب العمل على إعادة السياحة الدينية الوافدة من الأسواق الأوروبية والمتمثلة في برنامج خروج موسى من مصر – واحد نقاطه الأساسية هي منطقة سانت كاترين – إلى معدلاتها الطبيعية وذلك بالعمل على إيضاح وتأكيد حالة الأمن والأمان في سيناء ورفع الحظر عنها، لأنهم في السوق الأوروبية، وتحديداً في السوق الفرنسي والإيطالي – مجال عملي وخبرتي – ليس لديهم القدرة من التفرقة بين شمال سيناء وجنوبها، لذا مازال يوجد مخاوف من زيارة منطقة سانت كاترين.
والحظر ليس على سيناء فقط بل الصعيد أيضا (المنيا وأسيوط) وهما يعتبرا من أهم النقاط في مسار العائلة المقدسة.
ثانياً يجب الأخذ في الاعتبار عند الترويج للمسار أن يتم ربطه ببرامج سياحة ثقافية حتى يتأثر بها السائح إلى أن يصل المسار كله لما يطلق عليه “النضوج السياحي” وهنا نبدأ الترويج له كرحلة سياحية مستقلة.
دير سانت كاترين بسيناء
ما الخطوات المطلوبة من الدولة الأن للترويج لهذا المشروع؟
من المهم في الترويج السياحي، الدعاية لإعداد المنتج، لذا يتم تنفيذ خطة التنمية الاستراتيجية – التي تتولاها هيئة التنمية التابعة لوزارة السياحة، في المناطق المختلفة حول نقاط المسار، والتي تسير فيه بخطى مدروسة وناجحة، مع دعوة وفود من الدول المختلفة لرصد المجهود المبذول إلى أن يأتي الوقت المناسب للترويج للرحلات السياحية على نقاط المسار كامل. وفي ذلك الوقت يكون السوق السياحي العالمي متشوق لزيارة الأماكن التي سمع عنها وشاهد مراحل تطويره. ونأخذ مثل لهذه الحملات الدعائية للمتحف الكبير “جيم” GEM فالعالم كله منتظر افتتاح هذا الصرح العظيم بسبب الدعاية الناجحة حول خطوات ومراحل بناؤه وإعداده للافتتاح.