لم أكن أتصور علي الإطلاق هذا الجمع العظيم من الأصدقاء الذين لبوا دعوتي لحضور حفل توقيع كتابي مسيرة حياة أستاذ جامعي بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية فلقد فوجئت بأن الأماكن داخل المسرح حوالي 400 مقعد قد شغلوا عن آخرهم قبل موعد بداية الحفل الذي حدد له موعدا الساعة (4) وكنت قبل أن أوفق في حجز هذه القاعة تحدثت مع الصديقين العزيزين د.عمرو سلامة, د.زاهي حواس لكي يتصلوا بالأخ الصديق معالي وزير الآثار لحجز قاعة قصر محمد علي بالمنيل وفوجئنا بغلو سعر الحجز الذي وصل إلي ستين ألف جنيه مقابل الحضور فقط دون تقديم أية خدمات أخري وكان صديقي الدكتور إبراهيم فوزي يساعدني في محاولة إيجاد قاعة أخري فاقترح مكتبة القاهرة وتحدث مع معالي السفير عبدالرؤوف الريدي.
وفي مكالمة لي بالصدفة مع الأستاذة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة جاءت بمقترح عن إقامة الحدث في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
وكانت المكالمة وهي علي وشك اجتماع بمجلس الوزراء, فوعدتني بإرسال الموافقة خلال ساعة وفي أقل من الساعة وصلتني علي الواتساب رسالة من الوزيرة تقول: المسرح الصغير محجوز لك يوم 28 مارس, كل شيء تمام.
وهنا بدأت في إخراج كارت الدعوة ووضع المواعيد والمكان المحدد للاحتفال وأرسلت به يدويا أو بالبريد الإلكتروني للأصدقاء.
وفي نفس الوقت قام بعض الأصدقاء مثل الأستاذ مصطفي عبدالرحمن من مجموعة الملاك القدامي للوحدات المغتصبة, والمؤجرة بالقانون القديم والذين ارتبطت بهم عن طريق لقاءات متكررة من أجل العمل علي خروج المشروع بقانون من مجلس النواب لتحرير العلاقة بين المالك والمستأجر وإذا بسيادته ينشره علي صفحتهم وخفت أن يزيد العدد من الحضور, واتصلت به راجيا أن لا يشيع علي الجميع بهذا الموعد حرصا عليهم وعلي وقتهم وكذلك حرصا علي ضيق المكان في حال حضور الجميع وكانت المفاجأة!!
حينما ذهبت إلي دار الأوبرا قبل الموعد بساعتين وإذا بي أجد بعض الأصدقاء من المشغولين في وسط القاهرة بأعمالهم وخوفهم من أن يذهبوا إلي منازلهم وألا يستطيعوا الحضور إلي دار الأوبرا قبل الساعة 4, فجاءوا مباشرة إلي المسرح قبل الموعد المحدد بساعتين وكان أغلبهم من زملائي أعضاء هيئة تدريس كلية الفنون الطبيقية.
وبدأنا الإعداد للحفل, وتنسيق الموقع مع السيدة أمال سعد -مدير المسرح الصغير, والزملاء العاملين في المسرح من كهرباء, ونظافة, وصوت, وإضاءة.. وهكذا حتي امتلأت القاعة (المسرح) قبل الرابعة وهنا قررنا البدء فورا في الاحتفالية حوالي الساعة 4.30 عصرا, وكانت المشاعر الجياشة من الحضور, وكذلك باقات الزهور التي جيء بها إلي المسرح لا تعد!! وأصبح الموقف ليس بحفل توقيع كتاب, ولكن مظاهرة حب, وتبادل مشاعر, أثارت في شجون وأمسكت نفسي أكثر من مرة عن البكاء سواء في المسرح قبل أن أصعد إلي خشبة المسرح أو حتي أثناء المداخلات الراقية من الرائع الكبير الأستاذ الدكتور صبري الشبراوي الذي آل علي نفسه رغم ظروفه الصحية, وكذلك مناسبة عيد مولده في نفس اليوم, إلا أن يأتي للمشاركة وكذلك الأخ الأستاذ عادل حمودة, الذي كان علي ارتباط بمواعيد أعلمها تماما في نفس الوقت إلا أنه فضل المشاركة, والرائع أحمد الجمال الذي بدأ حديثه بنقاط الخلاف بيني وبينه ومع ذلك قال إن عبقرية حماد عبدالله حماد, جعلتني أكون موجودا الآن رغم كتابتي لمقدمة الكتاب.
والصديق الأخ الأستاذ الدكتور هاني سري الدين الذي أدار حلقة النقاش بأستاذية وبراعة السياسي المخضرم, كانت أمسية رائعة, ألف شكر للجميع من حضر ومن اعتذر ومن أرسل برقيات تهنئة ألف شكر.
بقلم الدكتور حماد عبدالله حماد
عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق
[email protected]