ًبعد ثلاثة عشر عاما :
مصر وسفراء العالم في الاحتفال التاريخي بمتحف ومركز إبداع نجيب محفوظ
ًرحلة المتحف في التاريخ لأديب نوبل عالميا
الزمان : يوليو 2019
المكان : القاهرة التاريخية – تكية أبو الدهب بحي الأزهر
الحدث : الافتتاح الرسمي لمتحف نجيب محفوظ
قاعة الحارة وعلاقة نجيب محفوظ بالحارة المصرية التي ألهمته الكثير من إبداعاته
قاعة نوبل تعرض شهادة الحصول عى نوبل وصورة طبق الأصل من ميدالية الجائزة وأصحاب الجائزة منذ عام 1901
قاعة أحلام الرحيل، والمراحل المتقدمة من حياة محفوظ والمحاولة الغادرة لاغتياله وكيف أكمل مشواره الأدبي
أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ تهدي مقتنيات والدها للمتحف وتقول: أبي كان زاهدًا ولم يتوقع أن يُخصص له متحفً
خمس منح لورش عمل أدبية وزيارة مجانية لمدة شهر الروائى يوسف القعيد, يطالب بضرورة فتح الباب الرئيسي للمتحف المواجه لشارع الأزهر وضرورة أن تخرج الأنشطة من القاعات الضيقة على الآفاق الرحبة في الأماكن التي عاش فيها نجيب محفوظ في الجمالية وخان الخليلي وزقاق المدق.
إبراهيم المعلم يحكي عن شهرة محفوظ بين الأجانب وكيف كان الكاتب البرازيلي الشهير “باولو كويلو” يقبل يديه تقديرا
———————————————————————————
متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بحي الأزهر, حلم تحقق بعد ثلاثة عشر عاما منذ وفاة الأديب العالمي في أغسطس 2006 ومطالبة عدد من كبار الكتاب والمثقفين، بإنشاء متحف يخلد ذكرى أديب نوبل في المنطقة التي نشأ فيها وترعرع في كنفها، وأثرت على منتجه الأدبي طوال حياته وهي منطقة الجمالية والحسين.
وبينما كانت تسري في الأجواء موسيقى أفلام الثلاثية وتتر مسلسل حديث الصباح والمساء، عن رواية لمحفوظ بنفس الاسم، وكانت واحدة من أشهر جمل التتر “لحظة ميلاد الفرح كان فيه حبيب رايح”, ووسط حشد ضخم من الضيوف المصريين والأجانب افتتحت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة يرافقها الدكتور خالد عناني وزير الآثار واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة مع عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية ألمانيا ، السعودية ، بلجيكا ، صربيا ، السويد ، البرتغال ، اليابان ، تشيلى والمستشار الثقافى الصينى بالقاهرة متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ ،
والشخصيات العامة منهم الكاتب الكبير يوسف القعيد ( مدير المتحف ) ، السفير عبد الرؤوف الريدى ومن قيادات وزارة الثقافة المهندس محمد ابو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى ، الدكتور فتحى عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية ، الدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة ، الدكتور هشام عزمى رئيس دار الكتب والوثائق القومية والقائم بأعمال امين عام المجلس الاعلى للثقافة
سجلات الثقافة المصرية
——————————-
وجهت عبد الدايم الدعوة الى جموع الشعب خاصة الشباب والاجيال الجديدة لزيارة متحف ومركز ابداع نجيب محفوظ والاطلاع على مسيرة وقصة أحد أعلام قوة مصر الناعمة وأكدت أن الزيارة مجانية لمدة شهر اعتبارا من الأحد ١٥ يوليو على أن تكون مواعيدها فى فترتين من التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا ومن الخامسة بعد الظهر وحتى التاسعة مساء ، وأعلنت انه بمناسبة الافتتاح تقدم وزارة الثقافة ممثلة فى صندوق التنمية الثقافية خمسة منح لورش عمل فنية فى مجالات كتابة السيناريو ، الرواية ، القصة القصيرة الى جانب تخفيضات على الكتب المتاحة بمنفذ البيع الخاص بالمتحف والتى تصل الى خمسين بالمائة لمطبوعات وزارة الثقافة وخمسة وعشرون بالمائة لاصدارات دور النشر الاخرى ، مؤكدة إن الافتتاح يمثل صفحة جديدة فى سجلات الانجازات التى تدعو للفخر وتتوالى فى مختلف المجالات ، واضافت ان سيناريو العرض والمقتنيات تروى سيرة اديب نوبل الذى نجح فى جذب انتباه العالم إلى فن الرواية المصرية الحديثة وسطر بحروف من نور إبداعات أدبية خالدة .
ووصفت الوزيرة، ما حدث بالإنجاز الجديد الذي يضاف إلى سجلات الثقافة المصرية، مؤكدة أن نجيب محفوظ يعد أيقونة الرواية العربية وأن اهتمام الدولة به يأتي من الحرص على قيمنا وحضارتنا وتراثنا وقوتنا الناعمة،
يقول الدكتور خالد العنانى وزير الآثار: إن هذا المتحف كان مغلقًا ومهجورًا والآن أصبح مركزًا للإشعاع الثقافي والفكري: ” وسنسعى خلال الفترة المقبلة إلى أن نحول الكثير من الأماكن التراثية التي تملكها مصر إلى منارات ثقافية على غرار هذا المتحف ليصبح لدينا مطاعم تراثية، ومراكز تراثية، ومقاهي تراثية، بدلا من إغلاق عدد من الأماكن التراثية”.
محفوظ وأم كلثوم
–
كرّمت الوزيرة, أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ، التي تجوّلت داخل المتحف، وساورها شعور الاطمئنان بعد القلق، لسنوات عديدة على صحة مقتنيات والدها “كنت خايفة بالذات بعد الثورة”، كماا صرّحت لعدد من وسائل الإعلام المتزاحمة حولها، إلا أنها وجدت كل شئ جيدًا، فحين لمحت بذلة محفوظ الزرقاء وجهاز سمعه والقلم الذي أهداه توفيق الحكيم لمحفوظ، كذلك ساعة يده وماكينة الحلاقة الخاصة به والعطور التي استخدمها، حينها فقط هدأ قلب أم كلثوم. التى قالت : “أبى كان زاهدًا ولم يتوقع أن يُخصص له متحفً ”
ابنة نجيب محفوظ التى أهدت للمتحف من قبل عشرات الصور الفوتوغرافية التذكارية لأديب نوبل، والدروع والنياشين وعدة السمع، وساعة معدنية، ومبسم السجائروغيرها من مقتنيات محفوظ الشخصية.عادت وأهدت وزارة الثقافة “بالطو” والدها
لينضم إلى مقتنيات المتحف التي تروى سيرة أديب نوبل وإنجازه فى جذب انتباه العالم إلى فن الرواية المصرية الحديثة .
بقعة للضوء والاستنارة
—————————
من ناحيته، قال الروائي الكبير يوسف القعيد، الذي اقترب من «أديب نوبل» فترة كبيرة من حياته: إن افتتاح متحف نجيب محفوظ، يعد حلمًا طال انتظاره لأكثر من 12 عامًا، منذ وفاة الكاتب الكبير، مضيفًا: “لا أعتبر هذا المتحف متحفًا لنجيب محفوظ وإنما هو بقعة للضوء والاستنارة ولكل الأفكار التي أخلص لها أديب نوبل الراحل”.
وأكد أن الأجيال الجديدة تحتاج إلى معرفة الكثير عن محفوظ وأدبه الذي وصل إلى العالمية بعد أن ترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة حول العالم.
وتوّج مشواره بحصوله على أرفع جائزة أدبية في العالم «نوبل»، وهو العربي الوحيد الذي فاز بتلك الجائزة. فيما دعا القعيد تلامذة محفوظ ومحبيه وكل من يمتلكون أياً من متعلقاته إلى التبرع بها للمتحف حتى تكون متاحة للأجيال القادمة .
ووجه القعيد مناشدة لوزارة الآثار بالتخلي عن الدور الثاني في تكية أبوالدهب والتخلي عن المكاتب الإدارية الخاضعة لإشراف الوزارة وضمها لمتحف نجيب محفوظ، للاستفادة منها في عرض كافة محتويات المتحف بالشكل الذي يليق بسيرة ومسيرة كاتب عالمي عاش حياته مبدعاً محباً لبلده.كما طالب، بضرورة فتح الباب الرئيسي للمتحف وهو الباب المواجه لشارع الأزهر، بدلا من الشارع الخلفي حتى يعرف الجمهور العادي مكان المتحف ويزوره، كما طالب بضرورة أن يتم إقامة أنشطة في الأماكن التي عاش بها نجيب محفوظ في الجمالية وخان الخليلي وزقاق المدق وغيرها من الأماكن، وأن يخرج من القاعات الضيقة غلى الآفاق الرحبة.
ويحكي إبراهيم المعل صاحب دار الشروق الحاصلة على حقوق نشر أعمال محفوظ، عن موقفين يُدلل فيهما على شهرة محفوظ بين الأجانب، أولهما تقدير وإجلال الكاتب البرازيلي “باولو كويلو” لمحفوط درجة تقبيل يديه، أما الثاني فكان حين حصل على جائزة نوبل “الأجانب كانوا عارفين إنه يمر على الشروق وظلوا منتظرينه أمامها، وهو لم يستطيع النزول فى هذا اليوم لكن عندما تحدثت اليه قال لى ” لا مينفعش طالما فيه ناس مستنيين ونزل مخصوص”.
محفوظ القاهرة التاريخية
————————
في تكية أبو الدهب كان مُستقر متحف نجيب محفوظ، تقع التكية بجوار الجامع الأزهر، لها مدخلان؛ واحد يقع على شارع الأزهر، وهو مدخل المسجد، والآخر يطل على سوق التبليطة، وهو مقر المتحف ، جاء اختيار التكية بمنطقة الغورية لأنها داخل بؤرة القاهرة التاريخية، التي لطالما صورها محفوظ في رواياته، وقد كانت التكية قديمًا مقصد لعابري السبيل والدراويش وطلاب العلم
تم اختيار التكية لتكون مقراً لمتحف «صاحب نوبل»، إذ يعدها علماء الآثار ثاني أهم مجموعة أثرية تجسّد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة «الغوري»، لأنها تجمع بين كونها جامعاً وتكية، ورغم أنها لا توجد بها مئذنة أو منبر، إلا أن بها محراب لإقامة الصلاة.
كما تضم سبيلاً وكُتاباً ومسجداً من 3 طوابق، وحوضاً وسبيلاً ملحقين بالمسجد من الناحية الجنوبية، وتصميمها المعماري عبارة عن صحن مكشوف به حديقة ونافورة، تحيط به مجموعة من القاعات.
وتعدّ التكية من أهم التكيات ذلك العصر، شيدت عام 1187هـ لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية، على يد محمد بِك أبوالدهب، وتتكون من 3 أدوار، خصص منها الدوران الأرضي والأول للمتحف، بينما ظلّ الدور الثاني بحوزة وزارة الآثار
تأسيس المتحف
———————
يقول فتحي عبدالوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية، الجهة المشرفة على تنفيذ المتحف بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية عن مراحل تأسيس المتحف وكيف تم جمع مقتنياته : «وزارة الثقافة تسلمت تكية أبوالدهب من وزارة الآثار قبيل 7 أعوام لتكون متحفاً لـ«أديب نوبل»، وبعد تسلمها بدأنا بتجهيز المكان بالشكل الأمثل المناسب لاستقبال كل ما يخص نجيب محفوظ.
وبالفعل تم الانتهاء من تجهيز المكان وتسلمنا كثيراً مما يخص الأديب الراحل، منها متعلقات شخصية سلمتها أسرته للمسؤولين في الوزارة، تضم ما يزيد على 70% من مكتبته الخاصة الفعلية، وأكثر من 140 كتاباً موقعاً بإهداء له.
بالإضافة إلى بعض المتعلقات التي أهداها أصدقاؤه ومحبوه لإدارة المتحف لتبقى ذكرى خالدة، وتم التواصل مع جهات مثل اتحاد الإذاعة والتلفزيون وغيرها التي لديها مواد متعلقة بالأديب العالمي لعرضها بالمتحف».
وعن سر اختيار تكية أبوالدهب لتكون مقراً للمتحف، قال: «اختيار ذلك المكان لإقامة المتحف كان مقصوداً؛ لأن المنطقة الموجودة بها التكية كانت مسرحاً لمعظم روايات «أديب نوبل» الذي سخَّر قلمه لنقل حكايات المهمشين في تلك المناطق وعالم الفتوات الذي كان سائداً في زمنه، ومنطقة القاهرة التاريخية كانت حاضرة وبقوة في ثلاثيته الشهيرة «قصر الشوق»، و«السكرية»، و«بين القصرين»، والتكية كانت الشكل الملهم لهذه الأماكن التي عايشت الثلاثية.
والزائر للمتحف يستقبله فور عبور الباب صورة كبيرة لنجيب محفوظ تتوسط صحن التكية، مع مجموعة من اللوحات على جدران الصحن تحمل صوراً وعبارات تحكي قصة حياة «أديب نوبل»، وتحيط بالصحن مجموعة من القاعات بأبواب زرقاء اللون، لكل قاعة اسم بحسب الهدف منها. وعند المدخل تجد لوحتين مُعلقتين، إحداهما عن معنى كلمة الحرافيش ومن أين جاءت، وأخرى عن أبرز حرافيش محفوظ
سيجد الزائر مقولات مُتناثرة من روايات محفوظ بطول جدران الطابقين، الأول والثاني، ومساحته 800 متر، يقتحم عقلك أصوات شخصيات روايات “الحرافيش”، “ثرثرة فوق النيل” و”حضرة المحترم” وآخرين، في الطابق الأول يستقر قاعات للندوات ومكتبة سمعية بصرية، ومكتبة نقدية تضم أهم الأبحاث والدراسات عن نجيب، كل ذلك وسط حضور مكثف يتجوّل عبر قاعات المتحف.
بينما يكمن في الطابق الثاني حياة محفوظ، بين مشواره الأدبي، وحياته الشخصية؛ هناك قاعة للأوسمة بها أهم الجوائز التي حصل عليها منها درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة القاهرة، وخلال تجولك في الطابق الثاني ستسمع صوت محفوظ نفسه يتردد، هنا قاعة الحارة التي يتحدث فيها عن مصر القديمة وتكية أبو الدهب، كما أن صوت شخصياته داخل أفلام حملت حكايات رواياته يتردد أيضًا في قاعة السينما.
أيضا تم تخصيص قاعات للدراسة عبر عدّة فصول منها فصل للكتابة الإبداعية يهتم برعاية الموهوبين في مجالات الأدب المختلفة، وفصل لدراسة كيفية السيناريو والحوار سواء للسينما أو التلفزيون، ومكتبة أخرى تم تخصيصها لكل ما كتب عن محفوظ من نقاد عالميين وعرب.
ومن المقتنيات الشخصية، مجموعة الأوسمة والميداليات التي حصل عليها محفوظ، وبعض المتعلّقات الشخصية مثل «أدوات الحلاقة» والقبعة وبعض الملابس ونظارته. بالاضافة الى بعض الاوراق
يقول صانع متحف نجيب محفوظ، الاستشاري كريم الشابوري، الذي قدم من قبل متحف الزعيم جمال عبدالناصر، ومتحف الطبيب نجيب باشا محفوظ، وغيرها .
تم التركيز في الشهور الأخيرة وبعد أن استكملت وزارة الثقافة ممثلة في قطاع صندوق التنمية الثقافية الأعمال الهندسية المختلفة، على إعداد مخطط تأويل متحفي كامل بهدف تناول – إضافة إلى المقتنيات- الجوانب الإنسانية والأدبية لنجيب محفوظ والغوص في عالمه الروائي الساحر
إن المتحف يتناول عدة مراحل من سيرة أديب نوبل خلال قاعات العرض المتحفي ما بين نشأته وحياته الشخصية مرورا بمشواره الأدبي ككاتب مرموق والجوائز التي حصل عليها محليا وعالميا في مقدمتها جائزة نوبل، وتمضى القاعات لتستعرض أعمال محفوظ الأدبية وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية شارك فيها كبار الفنانين، كما يستحضر المتحف شخصيات من روايات نجيب محفوظ، بشكل يجعل الزائر يشعر بالفعل أنه بداخل عالم محفوظ، ليس فقط من خلال رواياته، ولكن أيضا من خلال الأفلام التي تعرض لقاءات مع محفوظ تعكس أفكاره وفلسفته الكامنة وراء أعماله الأدبية، واستعراض لقيمة محفوظ في إعادة اكتشاف القاهرة التاريخية أدبيا وإنسانيا وأثريا مثلما تجلى في ثلاثيته الشهيرة.
وتبدأ رحلة الزائر داخل المتحف من “قاعة الحارة”، وهي التي تتعرض لعلاقة نجيب محفوظ بالحارة المصرية التي ألهمته في الكثير من إبداعاته، وتهدف القاعة إلى الغوص في تفاصيل الحارة المصرية المتمثلة في أزقة وحواري القاهرة، وتقدم القاعة من خلال الوسائط السمعية والبصرية، مادة فيلمية عن الحارة وعلاقتها بأديب نوبل.
القاعة الثانية داخل المتحف تحمل عنوان “أصداء السيرة” وتمثل القاعة الجانب الشخصي من حياة محفوظ ومشوار حياته وأدبه، من خلال أراء النقّاد الذي أجمعوا أن مسيرة محفوظ الإبداعية تلخّص تطوّر فن الرواية العربية في مراحلها التاريخية والواقعية والرمزية والملحمية، ولولاه لظل الطريق غير ممهد للأجيال التالية، وجاء تصميم القاعة ليقسمها إلى قاعتين متصلتين تتناول حياة محفوظ بجميع مراحلها مع عرض لمتعلقاته الشخصية واستحضار شخصه بالمكان.
سحر المبنى الأثري، الذي يضم المتحف يلقى بظلاله على الزائر طوال جولته بالمتحف
ثالث القاعات داخل المتحف، هي قاعة التجليات التي تتناول فلسفة محفوظ من خلال سلسلة من النفاشات قدمها مع الكاتب الكبير جمال الغيطاني في حلقات تجليات مصرية، قد أولى الغيطاني أهتماما كبيرا بأدب نجيب محفوظ وقاهرة نجيب محفوظ التي تمثلت في رواياته بشكل خاص، وهو ما سيعايشه زوار المتحف من خلال المواد الفيلمية المعروضة بين محفوظ والغيطاني.
القاعة الرابعة هي قاعة السينما، التي تعرض مشاهد من بعض روايات الأديب نجيب محفوظ والتي تحول بعضها إلى أفلام سينمائية، وتعرض القاعة مكتب محفوظ، حيث كان يعكف على كتابة تلك الروايات التي وجدت طريقها إلى قراء الروايات وعشاق السينما في مصر والعالم.
إن القاعة تستهدف التعرف على أدب محفوظ وعلاقته بالسينما ومعايشة روح رواياته ونقل الحالة التي كان يعيشها عند الكتابة إلى الزوار، بالإضافة للتعرف على محتويات مكتبة محفوظ الشخصية وأهم الكتب التي أهدتها أسرته إلى المتحف.
خامس قاعات المتحف هي قاعة نوبل، التي تتكون من فاترينة عرض تتوسط القاعة، تعرض شهادة الحصول عى نوبل وصورة طبق الأصل من ميدالية الجائزة التي حصل عليها الأديب نجيب محفوظ ، أما محيط القاعة فيتكون من حوائط جرافيكية تعرض الشخصيات الحائزة عى جائزة نوبل في الأدب عى مدار117 عام منذ تأسيس الجائزة عام 1901، كما تعرض الحوائط الجرافيكية نص خطبة محفوظ التي تم إلقاؤها عند تسلم الجائزة.
كما يضم المتحف قاعتي “أحلام الرحيل” و”رثاء”، بالإضافة إلى قاعة الدروع والشهادات التي تلخص المشوار الحافل والمنجز الكبير لنجيب محفوظ في الوصول بالأدب العربي إلى العالمية، بالإضافة إلى ركن مقهى الحرافيش، الذي يقدم محاكاة للحالة المحفوظية التي عاشها محفوظ برفقه أحبائه في الأجواء القاهرية.
أما عن قاعة أحلام الرحيل، فهى تستعرض المراحل المتقدمة من حياة محفوظ والمحاولة الغادرة لاغتياله وما ترتب عليها من مشاكل صحية أثرت في قدرته على الكتابة وحتى وفاته، وتعرض القاعة بعض المقتنيات الخاصة بمحفوظ في المراحل المتقدمة من عمره كجهاز السمع والعدسة المكبرة وبعض الكراسات التي كان يتدرب فيها على الكتابة بعد أن تأذت يداه جراء محاولة الاغتيال، بينما قاعة رثاء تحوي تمثالا نصفيا لمحفوظ على خلفية تحمل جمل مختارة من أقواله عن الحياة والموت، أما قاعة فيلموغرافيا فهي قاعة تحتوي على صور فوتوغرافية لمشاهد من روايات نجيب محفوظ التي تحولت لأعمال سينمائية، وتركز القاعة على إبراز شخصيات ورويات محفوظ، فلا يتم الإشارة في البطاقات التعريفية للصور إلى أسماء أبطال الروايات من كبار الفنانين، ولكن إلى أسمائهم التي تجسد شخوصهم داخل العمل الروائي السينمائي، فيحيى شاهين يوصف بالسيد أحمد عبدالجواد، وشادية داخل المتحف تكون “زهرة” بطلة رواية ميرامار. وهكذا
بين الماضي والحاضر
قال السفير الأسترالي بالقاهرة “نيل هوكنز”: إن أهمية متحف نجيب محفوظ، تكمن في استعراضه لتاريخ المصري المعاصر؛ حيث استعانت مصر بمبنى تاريخي قديم وهو “تكية محمد أبو الدهب” بمنطقة الأزهر الشريف، لتدشين متحف أديب عالمي معاصر وهي مفارقة رائعة تدركها مصر جيدًا للمزج بين الحاضر والماضي.
ورأى “هوكنز”، أن الأديب العالمي نجيب محفوظ، مثل الفنانة أم كلثوم، كوكب الشرق، يمثل جزءا من التاريخ المصري وإرثه الحضاري.
وأضاف السفير الأسترالي، أنه تأثر بكتابات نجيب محفوظ، كثيرًا؛ حيث لازالت رواياته “ميرامار” و”قصر الشوق” التي قرأهما بالإنجليزية عالقة في ذهنه حتى الآن؛ نظرًا للغتها الأدبية الرصينة وتعمقها في الشخصية المصرية.