أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تجاوز إيران الحد المسموح به لإنتاج
اليورانيوم منخفض التخصيب والمنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع القوى
العالمية.
وقالت الوكالة إن مفتشيها تأكدوا من تجاوز الحد المسموح به، وهو 300 كيلوجرام.
كانت إيران قد عززت إنتاج اليورانيوم المخصب الذي تستخدمه في صناعة وقود
مفاعلات وأسلحة نووية محتملة، ردا منها على إعادة فرض عقوبات أمريكية عليها.
وينص الاتفاق النووي في حالة خرق بنوده، على السماح بإعادة فرض عقوبات
من أطراف متعددة على طهران، وهي العقوبات التي كانت ألغيت من قبل في مقابل تراجع إيران
عن بعض أنشطتها النووية.
كانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” قد نقلت عن وزير الخارجية
الإيراني جواد ظريف، عصر اليوم الاثنين، سبق أن أعلنا ذلك “بحسب ما قيل لي، تجاوزت
إيران حد الـ 300 كيلوجرام وفقا لخطتها.
تأتي التطورات الأخيرة في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر في الشرق الأوسط،
بعد أن أسقطت إيران طائرة أمريكية مسيّرة فوق مضيق هرمز، وتتهم الولايات المتحدة إيران
بأنها تقف وراء شن هجومين على ناقلتي نفط في منطقة الخليج
وتنص الاتفاقية النووية على السماح لإيران فقط بإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب،
والذي لا يزيد تركيزه على 3 أو 4 % من نظائر “يو-235″، والتي يمكن استخدامها
في إنتاج وقود صالح للمفاعلات النووية.
لكن يمكن أيضا تخصيب يورانيوم إلى الدرجة التي تسمح بإنتاج أسلحة نووية،
ويتطلب ذلك نسبة تركيز تصل إلى 90 في المئة.
كما تنص الاتفاقية على أن تحتفظ إيران بمخزون لا يتجاوز 300 كيلوجرام من
اليورانيوم منخفض التخصيب.
تراجع الاقتصاد الإيراني منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية
في مايو 2018، وبدأت إعادة فرض عقوبات تستهدف قطاعي النفط والبنوك في إيران.
وقال ترامب إن الاتفاقية كانت معيبة وأنه يريد إجبار الحكومة الإيرانية
على إعادة التفاوض بشأن الشروط، الأمر الذي رفضته إيران.
كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن في مايو إن بلاده لن تلتزم بسقف
إنتاج اليورانيوم المخصب المحدد بـ 300 كيلوجرام، بعد أن ألغت الولايات المتحدة الاستثناءات
لبعض الدول التي كانت لا تزال تستورد النفط الإيراني، وتلك التي تتبادل الفائض من اليورانيوم
الإيراني المنخفض التخصيب من أجل تركيز الخام.
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن القوى العالمية أخفقت في الوفاء بالتزاماتها
كما أعطى روحاني الدول الخمس التي لا تزال طرفا في الاتفاق، بريطانيا وفرنسا
وألمانيا والصين وروسيا، مهلة حتى السابع من يوليو للوفاء بالتزاماتها لحماية إيران
من تأثير العقوبات .. من المرجح أن تنهار الاتفاقية النووية إذا ثبت أن إيران تمارس
“خرقا ملموسا”، نتيجة انتهاك حد المخزون المسموح به أو القيود الأخرى المفروضة
على تخصيب اليورانيوم.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، لكن الخبراء يقولون إن
اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة هو السبيل الوحيد لليورانيوم الذي يستخدم في صنع
أسلحة.