أدارت الصهيونية العالمية عجلتها الإعلامية قديما ومازالت شراستها مستمرة ولكن وبمقدمات وآليات اختلفت عما قبل في خلال السبع سنوات الأخيرة حاملة في قاعدتها الأساسية قيام دولة إسرائيل الكبري دون مبالاة لحقوق إنسان أو مواثيق أمم متحدة أو حسابات لقوي عالمية, بعد أن اختلت الحيل الاستخباراتية جراء المستهدف من نظام الربيع العربي (أقصد بالتحديد الربيع المصري) والذي كان مستهدفا منه محو أي صوت أو رصاصة مقاومة في المنطقة الشرق أوسطية وخاصة مصر. واستخدمت الصهيونية آليات حديثة منها أبواق عربية وعثمانية وأقلام صحف وصحفيين كثيرة وهناك فواتير تدفع يوميا بمليارات الدولارات لتطبيق المخطط مباشرة لدول الشر والجماعات الإرهابية السوداء ورجال أعمال وشخصيات داخل حكومات لاستمرار سقوط الدول المحيطة بالقدس الشريف ورقعة المسجد الأقصي المقدس.
وظهرت خطة حديثة تستهدف استخدام كلمات إعلام التشكيك والتخوين والتهوين لزعماء العرب الحاليين باطن الشك هوالمخطط للمساومة علنا دون حسابات لأي دول أو قوي أو جيوش واستخدم خبر يسمي (صفقة القرن من داخل أمريكا) منظور جديد للسلام في الشرق الأوسط وألا يكون إلا بمساومة علنية داخل إحدي الدول العربية أو بمعني آخر انشغال العالم كله بالركود التجاري والحروب الاقتصادية والذي ركز هذه المرة علي إعطاء التخمين للمستمع والقارئ والمشاهد في تقديم قطعة الجبن للفأر داخل المصيدة (الأراضي المحتلة الفلسطينية التي عجز الاتزان العالمي علي تحقيق اتفاقية جنيف في المعاملات الاقتصادية للدول تحت الاحتلال كما هو في فلسطين المحتلة). والغريب أن أغلب الصحف البريطانية أو بريطانيا التي منحت أرضا لم تكن غير مستعمرة لإقامة دولة لليهود في فلسطين, مستعمر يمنح مستعمرا وحديثا تكتب وتعلن في صحفهابنسخها الورقية والرقمية علي خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط والتي أعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي عن الجانب الاقتصادي لها في البحرين, وأفردت لتغطية هذا الحدث مساحات واسعة, فمثلا نشرت الجارديان افتتاحية بعنوان أمريكا تروج للوهم في الشرق وليس لصفقة (فكر يخطط ويعلن لنا الضد ليفهم مردوده عند العربي الطيب أقصد الميت أنه ضده وهو يهدف لترويجه) وتتناول الجريدة خلال هذه الافتتاحية الآراء المختلفة التي خلفها الكشف عن المرحلة الأولي من الخطة الأمريكية الجديدة للسلام في الشرق الأوسط.
وتقول الجريدة: إن بعض السياسيين يسعون لتسليط الضوء علي بعض الموضوعات بينما يقوم البعض الآخر كما حدث في التمثيلية التي جرت هذا الأسبوع في العاصمة البحرينية المنامة بمحاولة إخفاء الموضوع تماما. وتضيف الجريدة أنه بعد كل هذه الدعاية التي تلقتها الخطة التي سموها صفقة القرن جاء الإعلان عن المرحلة الأولي لها والتي تضم الجانب الاقتصادي هزيلا وبائسا وغريبا في نفس الوقت, وأوضحت الصحيفة أن رفض الجانب الفلسطيني الحضور عند إعلان تفاصيل الصفقة في المنامة كان يعني بطبيعة الحال الغياب الإسرائيلي, وبذلك أصبحنا أمام مسرحية غاب أبطالها, ولم يحضر نصف فريق العمل أيضا, فالدول العربية المنضوية في الاتفاق أرسلت ممثلين منخفضي المستوي, وحتي مهندس الصفقة دونالد ترامب أرسل زوج ابنته جاريد كوشنر الذي تحدث كما لو كان واثقا في أن قطعه الجبن (صفقة اقتصادية مقابل أرض غير الأرض وسماء غير السماء ودفن المسجد الأقصي) في مؤتمر دولي عارضا ما يبدو أنه خطة عمل لا اتفاق واضح المعالم. من الواضح أن إدارة ترامب تطمح إلي منح الفلسطينيين مميزات اقتصادية بدلا عن حقوقهم السيادية علي أرض 1967 لكن حتي لو قبل الفلسطينيون ذلك- ومن الواضح بعد رفضهم الحضور أنهم لن يقبلوا- بغض النظر عن حضور المرتزقة من حركة حماس الإسرائيلية بقيادة إسماعيل هنية صاحب الصفقات وبيع فلسطين علنا, فإن أغلب المحفزات الاقتصادية التي قدمت لهم هي محفزات غير واقعية, بالتالي فان العرض التساومي هي صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار وميزانيتها غير موجودة بعد, ويبدو أن واشنطن انخدعت برغبة دول الخليج وحماسها لتوطيد العلاقات مع إسرائيل وخلطت بين ذلك ورغبة هذه الدول في الانحياز إلي جانب إسرائيل بشكل علني ودفع فاتورة ذلك بوضع اليد الأخري في جيب العربي الطيب وابتزازه بحجة حمايته من إيران وغطرستها ويبدو أن إيران ضمن اللاعبين الخفيين دون الظاهرين مثال تركيا وقطر وأن أغلب هذه المقترحات تم تقديمها من قبل وبعضها قبل عشر سنوات واتضح أنها غير قابلة للتنفيذ تحت الظروف الحالية لكن المستشارين يصرون علي طرحها علي الساسة لأنهم يرفضون ببساطة الاعتراف بأن العقبة الأساسية أمام التنمية الاقتصادية في المنطقة هي احتلال الضفة الغربية وحصار قطاع غزة.
وأسأل نفسي كثيرا: أليس من العرب رجل رشيد يستطيع أن يقيم القومية العربية ويستخدم حقا وهو وجود أقدم اتفاق عالمي وهو الجامعة العربية والتي لها الحق طبقا للمواثيق العالمية من إقامة تحالف عربي عسكري اقتصادي يدفع إرهاب دول الشر والأصابع الخفية التي تدمر دولا وتقتل نساء وأطفالا وتحرق أكباد أمهات وآباء علي البشرية التي تغلق منظماتها العيون والكاميرات عن تسجيلها كي يكون شرق أوسط كما تستهويه إسرائيل.. متي يكشر العربي الطيب عن أنيابه ويغير خريطة الشرق الأوسط بنفسه ويحمي بلاده وأرضه وعرضه بيده وبجيشه لا بجيوش العم سام.. وإلي تكملة قادمة.