إيجي جيت.. شركة مساهمة مملوكة بالكامل للدولة تأسست في نوفمبر 2017 تحت رعاية سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وهي منصة إلكترونية متعددة المستأجرين وتتبني أحدث الاستراتيجيات الرقمية للعمل علي رقمنة وتكامل وتسويق موارد مصر المتعددة والمتنوعة, حتي يمكن ربطها بسهولة مع بقية الأسواق الدولية.. هكذا كان التعريف بالشركة علي موقعهم الالكتروني.
واتساقا مع عملها تقابلت صاحبة فكرة إنشاء البوابة بقداسة البابا تواضروس بشأن عرض تصوير بعض الكنائس والأديرة بتقنية الواقع الافتراضي وعمل فيلم دعائي للترويج لمسار العائلة المقدسة خارج مصر بأحدث التقنيات.
سمعنا الكثير والكثير عن بوابة مصر الالكترونية “إيجي جيت” بين مؤيد ومعارض للفكرة.. وللوقوف علي أرض الواقع كان لنا زيارة لمقر الشركة بالقرية الذكية بهدف رصد حقيقة الكيان وما أنجز بالفعل في هذا المشروع العملاق حيث التقينا بصاحبة الفكرة الدكتورة ميناس إبراهيم ـ الحائزة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال والمشروعات من الجامعة الأمريكية والدكتوراة في التسويق، فإلي الحوار:
الدكتورة ميناس إبراهيم
كيف ولدت الفكرة؟
بدأت الدكتورة ميناس إبراهيم كلامها قائلة: “غيرتي على مصر كانت تفرز بداخلي أفكاراً كثيرة بحكم أنني كنت أعيش فترة من حياتي بالإمارات وكنت أتعجب مما وصلت إليه هذه الدولة وهي بدون تاريخ، ومصر مهد الحضارة والتاريخ العريق ولكن غير مستغل بالشكل الصحيح.. فهي منجم ذهب غير مستغل بما يتناسب مع قيمته.. لذلكبدأت في دراسة فكرة إنشاء بوابة لتسويق مصر الكترونياً، حتى تبلور هذا المشروع تفصيلاً وعرضته على رؤسائي بالصندوقالاجتماعي للتنمية الذي عملت به مدة 18 سنة، وبعد فترة وصلت فكرة مشروعي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وطلب مقابلتي.. وعرضت عليه المشروع بدراسة الجدوى المالية والفنية والتكنولوجية والتسويقية في حضور رئيس مجلس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي ووزراء السياحة والأثار والاتصالات والتخطيط والاستثمار والتجارة والصناعة. ”
“وبعد عرض المشروعأعلن الرئيس أن المشروع سيكون تحت رعايته بدعم من كل الحاضرين، وصدر قرار من رئيس الوزراء بإنشاء لجنة وزارية من 15 وزيراًأوممثليهم برئاسة أمين صندوق تحيا مصر ومستشارالرئيس في الشئون المالية – وقتها – الأستاذ محمد أمين نصر، لدراسة المشروع مدة شهرين. وبعد الدراسة – وبإجماع الآراء – تقرر حتمية سرعة إنشاء منصة مصر الرقمية أو شركة لتسويق مصر بصورة غير تقليدية، باستخدام أحدث التقنيات العالمية.. وولدت”إيجي جيت” كإحدى شركات صندوق تحيا مصر.”
وأوضحت الدكتورة ميناس: تفرغت لهذا المشروع منذ خمس سنوات، لعمل دراسات الجدوى المالية والفنية والتكنولوجية والتسويقية ودراسة تفصيلية للمحافظات كلها. “ساعدتنا في الدراسات المالية شركات دولية وراجعتها “برايس ووتر هاوس” وهيئة الاستثمار المصرية. كل تلك الخطوات بذلت فيها مجهودات عظيمة وأسهل ما كان في الموضوع كان الوصول بالملف لرئيس الدولة حتى تبني المشروع، وأصعب ما كان في الموضوع هو إقناع الدولة العميقة بمؤسساتها المختلفة.
عندما كلف سيادة الرئيس بدعم هذا المشروع أصبح لدينا مسئولية وهدف يجب تحقيقه بأعلى المستويات، برغم كل العوائق التي واجهتنا في العمل من يوم بداية المشروع حتى الأن.. فالنجاح ليس سهلاً لكن الإيمان بالعمل يحتوي الأمور والصعاب فنجتازها بإصرار.”
ما تروجون له، أن “إيجي جيت” تعمل على تعزيز جميع الموارد السياحية والصناعية والزراعية والتكنولوجية والبشرية المصرية.. كيف يتم ذلك؟
“إيجي جيت” تعمل على رقمنة وتكامل وتسويق كل مورد من موارد مصر.
أول محور هو التكامل ما بين الآثار والثقافة والبيئة والسياحة والطيران في محور واحد على منصة رقمية بتقوم بالتسويق باستخدام أحدث التقنيات العالمية، منها التقنيات التي تشير إلى جميع البيئات الواقعية والظاهرية (XR) التي يتم إننشاؤها بواسطة الكمبيوتر وكذلك الواقع المعزز والواقع الافتراضي (VR , AR ) ومنصة حجز مع تفعيل الشمول المالي.
أما المحور الثاني فهو التسويق والتجارة الالكترونية بالتكامل ما بين المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والكبيرة والتكامل مع مكاتب التمثيل التجاري في دول العالم وإتاحة الفرص التصديرية والتنسيق مع المكاتب الخارجية وكل الأسواق العالمية.
والمحور الثالث يعمل على الشباب حيث يتم دمج الشباب في المنظومة الاقتصادية للدولة بتدريبات بغرض توفير مليون فرصة عمل غير تقليدية في مجال التسويق والتجارة والسياحة الالكترونية.
كيف يتم ذلك على مستوى الترويج السياحي؟
إن كنا نحتاج لجذب سياحة ونهتم بالصناعة التي تخدم السياحة ليعود على الدولة برواج اقتصادي..فأول خطوة أننا نأخذ الأثار والسياحة ونسوق لمصر في العالم كله بدعاية مبهرة بأعلى أساليب التكنولوجية، فيدخلون مصر من خلال منصة مصرية رقمية بها تسويق وتجارة وحجوزات الكترونية.
فإن كنت في أي مكان في العالم تستقبل معلومة عن مكان من مسار رحلة العائلة المقدسة أو متحف مصري مشهور أو أثر مصري، تشاهده على التليفون أو الكمبيوتر بتقنية التجول الافتراضي داخل الأثر أو المتحف، تقف وسط المعلم الأثري وتظهر لك معلومات غنية عنه مقروءة أو مسموعة.. ويتاح أغلب أو كل أثار مصر بنفس التقنية وبذلك السائح يشاهد مصر قبل أن يزورها.. ومن هنا يتم جذبه لزيارة مصر فيجد الخطوات التالية كلها على المنصة المصرية، فيظهر نظام الحجوزات للطيران وكل وسائل المواصلات وحجوزات الفنادق والرحلات الداخلية والزيارات.. كل مكان له تذكرة أو يتطلب حجزاً يتم إتمامه على المنصة بالدفع الالكتروني.. ومن هنا السائح يدخل مصر من بوابة مصر الالكترونية في ضيافة أهل مصر.. كل شئ يكون رقمياً ولا مجال للفصال أو الاستغلال أو السرقة.. والمعرفة لأدق التفاصيل تكون لدى السائح قبل وجوده على أرض مصر.. يصاحبه مساعدة شخصية (personal assist) لإرشاده في أي تفصيلة قبل وأثناء وجوده في مصر.
المنصة الرقمية تتيح في قسم التجارة، المبيعات التذكارية التي يشتريها السائح، من أول مجموعات عملات سك العملة التي تعبر عن مصر بمختلف خاماتها وأسعارها إلى “الجوبلانات” التي تنتجها شركة “النساجون الشرقيون” وكذلك مختلف المنتجات الحرفية التي يبدع فيها المصري البسيط من أصحاب الصناعات الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة.. فيصبح بمثابة إنعاش الإقتصاد المصري من على منصة “إيجي جيت” الالكترونية.
لابد أن نقرأن زيارة بابا الفاتيكان هي التي فجرت أهمية مسار العائلة المقدسة في هذا المشروع، قائلة: ورد إلى ذهني فكرة أن المزارات المهمة على مسار العائلة المقدسة يمكن استخدامهاللتسويق لمصر بالكامل بعمل تذكرة الكترونية للتجول الافتراضي على نقاطه، بحيث يستغل هذا العائد للمساهمة في ترميم الأثار والنقاط على المسار ومن هنا مشروع الدولة “إيجي جيت” يساعد الدولة لرفع كفاءة كنوزها.
عندما يرى العالم كله هذا المسار الذي تحركت فيه العائلة المقدسة سيدرك أن مصر ليست مجرد بلد لكنها مهد أديان ولا يمكن عدم زيارتها والتبرك بها.. وبالتالي سياسياً لا يمكن التعرض لمصر لأن كل الشعوب ستكون متعلقة بها ولها جزء فيها من خلال الحج الديني المسيحي والتراث الذي لا يقدر بمال. وبذلك فهي منصة الكترونية على أعلى مستوى تقني تتيح لمصر الحماية السياسية والاقتصادية وتبرز مكانتها السياحية والدينية.
وبعرض مشروع التجول الافتراضي في نقاط مسار العائلة المقدسة، على قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، انبهر بالمشروع وطلب عرضه على لفيف من أساقفة ومطارنة المهجر من إيبارشيات العالم وقت اجتماعهم السنوي. وبالفعل قمنا بعرض برومو المشروع عليهم.. وكان رد فعلهم عظيم جداً قائلين: “عاوزين ولادنا حول العالم يشوفوا مصر ويعرفوا قيمتها” وطلبوا أنهم يحصلوا على بوسترات، للدعاية لهذا المشروع.
هناك أنواع عديدة من السياحة في مصر، كلها مذكورة في المنصة الالكترونية، منها السياحة العلاجية وسياحة الإستشفاء، كل نوع من السياحة يتم التعامل معه كملف منفصل، وحالياً بدأنا بملف السياحة الروحية وسندرس كل نوع من السياحة في مرحلة من مراحل المشروع، للترويج عنهم.
عملية التسويق لمصر يجب أن تنتهي بعائد مادي يدخل مصر، وإلا يكون هذا التسويق غير ناجح لذا يجب أن يكون التسويق على أعلى مستوى يصاحبه عملية الحجوزات الالكترونية بنظام مصري خالص يعود بفائدة اقتصادية على الدولة المصرية.
ما الفرق بين “بوكينج دوت كوم” و”اكس بيديا” ومنصة “ايجي جيت” الرقمية؟
كل تلك الشركات تروج لمصر ضمن آلاف البلاد حيث يبحث السائح عن مبتغاه، فتظهر الفنادق والمعلومات البسيطة عن البلد المختار. أما منصة “إيجي جيت” فهي تعرض كنوز مصر كلها على السائح وتسعى لجذبه بطريقة غير تقليدية للتجول الافتراضي في مصر.
ما تم إنجازه في تلك المحاور حتى الأن؟
في المحور الأول تم الانتهاء من عمل المنصة الرقمية الخاصة بالمحور الأول ومنظومة الحجوزات الالكترونية
b2b , b2c integrated with 3 GDS (Amadeios – Travel port – Saber)
بمعنى أوضح لكي يكون لدى مصر منصة حجز سياحي، لم يتم عرض الأماكن بصورة بسيطة بليتم تصوير العديد من الأماكن السياحية أو الأثرية بتقنية الواقع الافتراضي للتجول، بواسطة فريق الانتاج الفني بشركة “إيجي جيت” لتوثيق الأماكن بكل تفاصيلها وبذلك أتحنا للسائح زيارة افتراضية للمكان قبل زيارته على أرض الواقع.
بعد هذا الانتاج الفني، تكاملنا مع شركات الطيران مباشرتاً من خلال منظومة (NDC) أو مع الأنظمة التي تقوم بتجميع شركات الطيران في حقيبة واحدة (aggregator) منهم “أماديوس” و”ترافل بورت” و”سيبر” وبالتكامل مع كل الأنظمة استطعنا الحصول على الحجوزات الالكترونية مع كل أنواع الطيران حتى يمكن للسائح أن يحجز الكترونياً.
للإنتقال من المطار لمكان الإقامة في مصر، نتكامل مع وسائل مواصلات ونقل ركاب.
أما الفنادق، فتعاقدنا مباشرتاً مع 300 فندق داخل مصر، ومع الأنظمة التي تقوم بتجميع الفنادق في حقيبة واحد (aggregator) تتيح 27 ألف فندق داخل وخارج مصر لكي تتيح المنصة التعامل المتبادل في الحجوزات – من وإلى مصر – حتى تكون منصة عالمية.
وبعد كل هذا تكاملنا مع شركات السياحة أيضا برفع عروضهم على المنصة لكي يستخدمها السائح، فمنصة “إيجي جيت” منصة الإلكترونية متعددة المستأجرين (شركات السياحة) وتتبنى أحدث الاستراتيجيات الرقمية للعمل على رقمنة وتكامل وتسويق موارد مصر المتعددة.
وقعنا اتفاق مع غرفة شركات السياحة واتفقنا مع مجموعة من شركات السياحة لرفع عروضهم على المنصة بالفعل.
وفي محافظة البحر الأحمر على سبيل المثال قمنا بتصوير بعض الفنادق بنظام الواقع الافتراضي لعرضها على مديري الفنادق للجذب السياحي بتقنية أحدث.
إضافة إلى كل ذلك، متاح على المنصة نظام التذاكر الالكترونية لحجز أي مكان سياحي أو أثري أو ثقافي في مصر. مع تفعيل مشروع الفيزا الالكترونية التي عملته الدولة لكن لم يروج له بالشكل المناسب لذا نسعى للترويج له أيضا من خلال استخدامه على منصة “إيجي جيت”.
روت أيضا الدكتورة ميناس لوطني عن العمل المضني المبذول لتصوير 5000 قطعة أثرية من المتحف المصري الكبير وتوثيق تلك الكنوز بوصف دقيق من خبراء ومتخصصين في مجال الأثار، وعملنا لكل قطعة “كيو أر” كود حتى يمكن للسائح أن يفتح هذا الكود أمام القطعة الأثرية ويقرأ أو يسمع الشرح المفصل.
فريق الانتاج الفني يقوم يتصوير أماكن سياحية بتقنية التجول الافتراضي
أما المحور الثاني وضحت الدكتورة: بخبرة عملي في صندوق التنمية الذي يطلق عليه الأن صندوق التنمية للمشروعات الصغيرة، أعرف أن المشروعات الصغيرة يمولها الكثيرين ويتم تدريبها من كثيرون، لكنها تحتاج إلى تسويق لتلك المنتجات. وهنا جاءت منصة “إيجي جيت” للتجارة والتنمية. نتعاقد مع المجالس التصديرية والغرف الصناعية ومجموعات تنسيقية لفكرة “قرية واحدة .. منتج واحد” أو جمعيات أهلية، وننزل بقوافل تجوب محافظات مصر. كل تلك المؤسسات تنمي منتجات معينة تتوافق مع شروط التصدير و”إيجي جيت” تتولى رفعه على منصة هادفة لدعم الصادرات.
النظام يتم أولاً بالتعاقد مع المُصنِع وشرح الخدمة المقدمة له، ويكون معنا فريق الانتاج الفني لتصوير المنتج الخاص به، ثم يأخذ مساحة على المنصة مجاناً إذا كانت منتجاته تباع للأفراد بنظام (بي تو سيB2C) ، ويتم عمل حملة دعائية على منتجاته ويتم فتح حساب له في بنك ويتم تدريبه على كيفية التعامل على المنصة الالكترونية لمتابعة مبيعاته من خلال برنامج على تليفونه وكذلك التنسيق مع شركات الشحن المنسقة مع المنصة، وبالتالي يكون معه كل تفاصيل متجره أو مصنعه على تليفونه ويمكنه متابعة كل التحركات لمنتجاته – سواء داخل أو خارج مصر. وبذلك “إيجي جيت” تمنح له منظومة تجارة الكترونية كاملة.. مقابل كل ذلك تحصل “إيجي جيت” على عمولة على المبيعات فقط.
نحن نغير ثقافة دولة كاملة للتحول للاقتصاد الرقمي والتسويق والتجارة الرقمية، لذا لا نتقاضى غير عمولات، ولذلك كنت أطلب دعم البنك المركزي، ومن البنوك ومن رئيس مجلس الوزراء حتى يمكننا الاستمرار حيث أننا ندعو للشمول المالي معاً.
أيضا لدينا جزء كبير في هذا المحور يعمل على بيع المستنسخات الأثريةالمطابقة للقوانين المصرية على المنصة التجارية ل”إيجي جيت”.
بسؤال الدكتورة ميناس إبراهيم عن مدى استيعاب وتجاوب التجار المصريين في القرى لكل ذلك، أجابت قائلة: عملت دراسة سوق دقيقة ونزلت النجوع والقرى، فمن أكثر التجار الذين تعاونوا أصحاب حرف السجاد ومنهم من كان لا يعرف القراءة والكتابة وكنت أشرح لهم ببساطة العلامات الموجودة على شاشة التليفون للضغط عليها بحيث لو كان المنتج متوفر تضغط على الرز الأخضر ولو المنتج غير متوفر تضغط على الرز الأحمر وكذلك أشرح كيفية التعامل مع شركات الشحن وكيفية الحصول على أموالهم، وكان رد فعل التجار البسطاء الاستجابة وكانوا أحيانا يصدرون لي أولادهم المتعلمين لقراءة أو فهم الألية التكنولوجية على التليفون المحمول.. كل هذا يتم أيضا مع المرأة المعيلة ومع ذوي القدرات الخاصة لتشجيعهم على الإفادة والاستفادة.
أجابت أيضاً ميناس عن كيفية تقييم المنتج لضمان الجودة، وقالت: كما وضحت من قبل أن شركة “إيجي جيت” تتكامل وتتعاون مع غرف الصناعات، فمثلاً في حالة غرفة الصناعات اليدوية طلبنا منهم خبير في كل مجال ومتخصص جودة في الصناعات الحرفية، خبير في السجاد وفي الجلود وفي الاكسسوارات والأحجار الكريمة وغير الكريمة ومختلف الحرف الأخرى.. أثناء التعاقد مع المجالس التصديرية أو الغرف طلبنا منهم إمداد إيجي جيت بقاعدة بيانات لتحديد الجودة مصنفة لثلاث شرائح (أ) و(ب) و(ج)، وشريحة (أ) يظهر عليها اللوجو الخاص بهممع “إيجي جيت” لضمان الجودة، وطلبنا منهم أيضا أن يكون حاضرشخص مسئول ثان لمراجعة الوصف الدقيق للمنتج، أثناء تصوير المنتج الأصلي، وثالث طلب كان تواجد شخص مسئول عن الجودة وقت التغليف. وأهم نقطة في مراعاة الجودة تأتي بعد إستلام المنتج، فيتم تجميد القيمة المالية المستحقة مدة 14 يوماً بعد قبول المشتري المنتج الذي اشتراه مراعاة لحقوق المستهلك.
ويتم إعداد الأن كود للجودة في كل قطاع إنتاج مثل قطاع الأقطان، بحيث يكون لنا قاعدة بيانات للجودة الخاصة بكل قطاع إنتاج.
وطلبنا من المجالس التصديرية أننا نعمل لكل قطاع كود للجودة يمكن لصاحب المنتج المطابق للشروط أن يضع هذا الختم على منتجاته أو مصنعه.
معاينة المنتج
وجاء المحور الثالث ليخص الشباب، وشرحت لنا صاحبة فكرة هذا المشروع طبيعة هذا المحور، حيث أشارت أن أهم شئ لدى الشباب الأن هو وجودهم أمام المحمول الخاص بهم على شبكات التواصل الإجتماعي، فكان الهدف من فكرتنا هو كيفية تحويل وجود الشباب أمام المحمول لتكون مصدر دخل لهم.. وكيف يكون وجودهم في هذا الحال مفيداً لمصر..
تم التعاقد مع بعض الجامعات الخاصة والجامعات الحكومية وجاري العمل على إرسال ملف هذا المحور لوزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم.
الفكرة هنا عبارة عن تدريب الشباب في مدة أقل من أسبوع بقيمة رمزية، على كيف تتسبب في حدوث تحويل مالي على منصة مصر الرقمية، وتعريفهم بكل سياسات التسويق البسيطة التي تحولهم من شباب بسيط على شبكات التواصل إلى شباب مؤثر وبواسطته يمكن لشخص معرفة أثر مصري أو حرفة مصرية أو يشاهد منطقة سياحية في مصر أو يقطع تذكرة طيارة لمصر أو يشتري منتج مصري من على المنصة الرقمية المصرية.
بعد التدريب واجتياز امتحان معين، يتم منح الشباب باسورد على المنصة ومن خلال عملهم، وأي تحويل مالي يثبت أنه من ال “أيه بي أي” الخاص بهم يترجم في عمولة للشاب المتسبب في هذا التحويل. وبذلك استخدام المحمول بصورة غير هادفة أصبحت مربحة ومفيدة للبلد وأصبح كشاب ترس مهم جداً في الدولة.. وبذلك نساعد في تقليل نسبة البطالة وسط الشباب.
كل هذا المحور بدأ بعد ما انتهينا من المنصات الأخرى وتم تصميم نظام متابعة الشباب وتم إعداد المنهج التدريبي الذي يدرس في الكورسات. وبدأنا بالتعاقد مع جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة 6 أكتوبر، جاري الاتفاق مع الجامعات الخاصة بالدقهلية.
تم تدريب 50 شاب حتى الأن كتجربة أولى لمنصة الشباب، ومن جريدة وطني أدعو كل شباب وشابات مصر وذوي القدرات الخاصة للاشتراك في هذا التدريب.
تدريب الشباب
تدريب الشباب
هل هناك عراقيل يواجهها هذا المشروع؟
من أكبر التحديات التي واجهتنا أن صندوق تحيا مصر صرف لنا 9% فقط من مقدرات المشروع، فبدأنا نجند أجزاء من المشروع بشكل يجلب عائد مادي حتى يمكننا الإنفاق لاستمرار المشروع.
في بداية المشروع تأخرت المعدات لكن استطعنا بفريق العمل – الذي يتحلى بانتماء وإيمان بهذا المشروع – أن نجتاز هذه العراقيل حتى أنهم كانوا يعملون بمعداتهم الخاصة في أول الأمر، إلى أن وصلت المعدات.
وفي نفس السياق أحد العراقيل التي تواجهنا هي تأخر أو عدم صدور التصاريح التي تسهل عمل فريق الانتاج، وبرغم أنه صدر منشور من رئيس مجلس الوزراء السابق يقول: أن لنا ممثل في كل وزارة، ونحن نأخذ دعم فني وإداري مجاناً أول ثلاث سنوات، ألا تنشأ كيانات موازية في الدولة تقدم خدمات مماثلة لخدمات “إيجي جيت” ومن أهمها إنشاء منصة حجز الكتروني لمصر وإنشاء منصة تسويق وتجارة الكترونية والتصوير بتقنية الواقع الافتراضي والمعزز والمسح ثلاثي الأبعاد لكافة المناطق الأثرية والسياحية والثقافية والبيئية والدينية بغرض التسويق وبيع المستنسخات الأثرية الموثقة بوزارة الأثار المصرية.
برغم كل هذه العراقيل لكننا نحاول أن نحل بشكل أو بأخر لتحقيق خطوات واضحة في المشروع.
أدوات وموارد المشروع
لأهمية هذا المشروع وحجمه الكبير وتشعبه في أكثر من مجال، كان مهم جداً أن يتم إعداد موارده وأدواته ليكون بأعلى تقنية من حيث البنية التحتية الأساسية له والتي تولتها شركة “أي بي أم” ومعدات التصوير وبرامج الرصد والتقييم والدعاية إضافة إلى الخبرات البشرية العالية في مجال التسويق الرقمي.
هل كل مؤسسات الدولة على دراية بطبيعة المشروع وتفاصيل خطواته؟
وقت عرض المشروع على السيد رئيس الجمهورية، اقترح رئيس مجلس الوزراء إقامة وزارة تسويق تتولى العمل على فكرة هذا المشروع.. لكننا فضلنا كلنا أن تكون شركة مساهمة مصرية ذات أهداف قومية تحت رعاية رئيس الجمهورية، لكي تتكامل أهداف الشركة مع أهداف وزارات الدولة المعنية، بحيث تعتبر شركة “إيجي جيت” الزراع التنفيذي لتلك الوزارات. وتكون الوزارات المعنية مساهمين في الشركة ولهم ممثلين عنهم في مجلس الإدارة، منهم وزارة السياحة ووزارة الأثار ووزارة الطيران ووزارة الاتصالات ووزارة التجارة والصناعة.
كان الهدف الأصلي أن تتعاون الوزارات وتدعم المشروع باستراتيجياتها المتنوعة وتوصياتها للمشروع إضافة إلى التدعيم المادي أيضا، كأعضاء في مجلس إدارة تلك الشركة، وسعينا للتواصل لمشاركتهم معنا وكان مهماً أن “إيجي جيت” تذوب وسطهم لتكون الواجهة التنفيذية لهذا النجاح الذي سيؤول لهم ولتعاونهم معاً كوزارات تفرز الخطط والاستراتيجيات والسياسات والأنظمة.. فلا يجوز للوزارات أن تنشئ شركات تجارية هدفها الربح وإلا اختل الميزان.
ولذا أوجه دعوة مفتوحة لكل الوزارات المعنية، من منبر وطني، لزيارة “إيجي جيت” لمعرفة وتقييم حجم الأعمال التي تمت في هذا المشروع حتى الأن، برغم من عدم وجود الدعم المطلوب وبرغم أننا بدأنا ب 9% من التكلفة الاستثمارية المعتمدة من مجلس الإدارة و”برايس ووتر هاوس” وهيئة الاستثمار وبالرغم من كل المعوقات.
هل هناك تخوف في بعض مؤسسات الدولة من إزدواج المهام أو تضاربها بينهم وبين “إيجي جيت”؟
دور شركة “إيجي جيت” هو التكامل مع خطط واستراتيجيات الجهات الحكومية المختلفة وتطبيق المشروعات على أرض الواقع بأعلى التقنيات التكنولوجية.
دور الوزارات هو وضع سياسات وتوجهات أو مبادرات وبروتوكولات مع دول أخرى وتوفر دعم لعمل معين أو تمهد مسارات أو مناطق سياحية أو صناعية أو وتجارية. ولذا وُجِدت شركة “إيجي جيت” لتكون الواجهة التنفيذية والتجارية المملوكة للدولة والتي من مهامها تنفيذ خطط الوزارات المعنية باستخدام أعلى مستوى من التكنولوجيا للتسويق الرقمي والدعاية الرقمية لمصر.
من ضمن الدراسات التي توصلنا إليها خلال العمل على هذا المشروع – على سبيل المثال – وبمساعدة المتخصصين في مجال الأثار، أنه يوجد 3600 ألف مكان سياحي وأثري وثقافي غير مدرج على خريطة السياحة العالمية. لذا نسعى على الأقل أن نتيح للسائح فرصة التجول الإفتراضي في تلك المواقع ليعرف المزيد عن مصر ولمساعدة هيئة التنشيط السياحي بالدعاية عبر المنصة المصرية “إيجي جيت”. ومن هنا نجد أن عملنا مع مؤسسات الدولة يكون في تكامل وليس تنافس.
على المستوى السياحي أيضا، يتم الترويج للأماكن السياحية من قبل هيئة التنشيط السياحي التابعة لوزارة السياحة ولكي تكتمل دائرة النجاح يجب أن يتواجد تسويق الكتروني على أعلى مستوى وبأحدث تكنولوجيا تضاهي دول العالم، وبالتالي يوجد حجز الكتروني من على منصة مصرية وليس شركات أجنبية تجني ثمار مجهود وزارة السياحة. إذاً وجدت الشركة لتمثل منصة حجز حكومية مملوكة بالكامل للدولة المصرية التي تكمل دائرة النجاح وتتيح فرصة زيادة الدخل القومي المباشر والعملة الصعبة.. وبالتالي تكون الدولة المصرية قد حققت العائد على استثماراتها بدون إهدار هذا العائد على شركات أجنبية.
لا يصح اطلاقاً أن تتنافس الجهات المصرية مع بعض لكن ما يجب علينا هو عرض كل الأفكار بشفافية لكي يتم التعاون بشكل سليم ويكون الهدف الذي يجمعنا هو مصر.
هذا لن يتم إلا من خلال عرض كل المشروع على رئيس الوزراء الحالي الدكتور مصطفى مدبولي ليعرف حقيقة الجهد المبذول وكيفية استخدام المال العام في هذا المشروع. ويلتفت لشركة “إيجي جيت” ويدرس امكانية استغلال الطاقة الموجودة بها للتسويق لمختلف الموارد في مصر.
هل في خطة “إيجي جيت” مشروعات أخرى لم ترى النور بعد؟
نعم، لدينا مشروعات لم تنته بعد أو مازالت محل اتفاقات، منها مشروع اسمه “انتر ديدوات” أو “ما بعد البعث” بشراكة مع شريك كندي.. وهذا مشروع نابع من القصص الفرعونية عن الانتقال إلى الحياة الأخرى بمنظور المصري القديم. ويتم ذلك من خلال وقوف الشخص على منصة ومن خلال أجهزة استشعار يبدأ يعيش وسط عملية التحنيط إلى أن يبعث ويختار الشخصية التي سيمثلها ويعيش في كل ما كتب في برديات وعلى جدران المصريين القدماء عن تلك الحياة.. والمعلومات التاريخية المستخدمة في هذا المشروعموثقة من الدكتور طارق توفيق.. كل هذا يتم بتقنية التصوير الافتراضي لكي يعيش الشخص في أيام الحضارة الفرعونية.
وأدعو وزيرة السياحة ووزير الأثار لاستغلال هذا المشروع المصري للترويج لحضارة المصرية القديمة قبل افتتاح المتحف المصري الكبير “جيم”
من المشروعات التي نفذناها أيضا لكن لم تظهر بعد، في نفس السياق المصري القديم هو مشروع لعبة أطفال، للتجول الافتراضي داخل مكان فرعوني، عن طريق أجهزة استشعار.. فجأة يرى الطفل نفسه كأنه مصري قديم ويجد الجدران من حوله كأنها جدران معبد، وعندما يلمس الجدران تظهر له معلومة وفي ناحية أخرى يضغط على شئ فيفتح امامه زوايا أخرى ومستويات أخرى من اللعبة. تلك اللعبة تفاعلية بين الأولاد وبعضهم بعضاً وهي أساسها معلومات وتوثيق أثري مقدم للأطفال بأسلوب مبسط يستمتعوا به.
هل لاقت الابتكارات الرقمية الخاصة بشركة “إيجي جيت”أي رد فعل عالمي؟
في فبراير 2019 كرمت شركة “أي بي أم” (IBM ) العالمية في مؤتمرها (think 2019) في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، شركة “إيجي جيت”، حيث سلط المؤتمر الضوء على رواد الأعمال الأكثر ابتكاراً وإبداعاً من ذوي الرؤى الهادفة الخلاقة والمشروعات التكنولوجية والرقمية العملاقة.وحصلت “إيجي جيت” على المركز الأول عن”ابتكار البنية التحتية”،وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تكريم شركة مصرية تعمل في مجال الإبداع والابتكار في هذا المؤتمر العالمي السنوي والمعني بمجالات الذكاء الاصطناعي، والبيانات السحابية، وأمن البيانات، والأمان وغيرها من التقنيات الناشئة.في حضور أكثر من 30 ألف مدعو من المبتكرين ورواد الأعمال ورؤساء كبرى الشركات العالمية.
وفي مارس 2019، بمدينة برلين عاصمة ألمانيا، فازتشركة “إيجي جيت” بالمركز الأول عن فئة الابداع والأفكار الجديدة المبتكرة في مسابقة The Golden City Gateأو فئة “الابتكار في الترويج لبلد” عن طريق الأفلام الدعائية السياحية التي تقام سنويًا على هامش بورصة برلين للسياحة بمشاركة أكثر من 10 آلاف شركة سياحة يمثلون 181 دولة حول العالم.
ما هي تطلعات “إيجي جيت” في الفترة القادمة؟
من أهم الملفات التي نتطلع إليها الأن، مبادرة تم عرضها على رئيس الجمهورية وهي تغيير طريقة تدريس علم المصريات في العالم، فبدل قراءة كتب عن مصر يمكن التجول الافتراضي في كل ما يتعلق بحياة المصري القديم لإكتشاف تلك الحضارة بشكل غير تقليدي. فالطالب في أي مكان في العالم يعيش حياة افتراضية وسط الحضارة المصرية من خلال تقنية التجول الافتراضي. وبالتالي يتأثر بمصر ويحب مصر ويعتبرها حضارة مميزة يقدرها ويحترمها ويدافع عنها، ويمكن أيضا من خلال كارت الطلبة أن ندعوه لزيارة مصر هو وأسرته..
أهدافنا كشركة كان الرقمنة والتكامل والتسويق لمصر الكترونياً بهدف زيادة حجم السياحة الوافدة وزيادة حجم الصادرات وتوفير نقد دولاري للدولة المصرية وتوفير فرص عمل غير تقليدية للشباب، وإدخال القطاع الرسمي في المنظومة الاقتصادية للدولة والمساهمة في منظومة الشمول المالي والتحول للاقتصاد الرقمي. وكذلك توثيق وتسويق كل المزارات الثقافية والبيئية والسياحية والدينية، حيث أن كلها موارد تستحق أن تستغل لكي نساهم في دعم الاقتصاد القومي.. هذا ما تستحقه مصر وهذا هو دور “إيجي جيت” للتسويق الرقمي لمصر.
الدكتورة ميناس مع محرري وطني